مدارس ام مختبر وفئران تجارب؟!

إن تعلّم شيئاً جديداً ليس شرطاً أن يكون من خلال الكتاب، إنما الدخول في تجربة جديدة لم يسبق لك تجربتها يعزز جده التذكر لديك لذا فعندما تتعلم شيئاً جديداً فهذا يُنشأ روابط جديدة في عقلك.

بما اننا محكومون بتغيّر الزمان، وتبدّل احوال الانسان، وتطوير التربية نحو التعليم الافتراضي المزعوم، الذي يجعلنا نتوّهم المعلوم مجهولاً والمجهول معلوماً مقرّبين البعيد مبعدين القريب…. فالمعلم متوارٍ خلف شاشةٍ باردة مخاطباً طلابه باحلى الكلام دون رؤية الهندام!

فيرد الخطاب معظم الطلاب من غرفة النوم باحلى الكلام وربما من تحت الحرام معاودين المنام، فاصبحنا معلمين ومتعلمين من خلف الحجاب دون آذنٍ او بوّاب، فقد يرتدي المعلم قميصاً وربطة عنق خوفاً من فتح الكاميرا بقصد او بغير قصد ولا مانع ان يبقى بالبيجامة او بالشورت لان الكاميرا لا تلتقط ما دون الطاولة منه، وكذلك الطالب الذي يشارك للحظة ثم يطفئ الكاميرا متوجهاً نحو البرّاد ليتناول ما لذَّ وطاب طالما انه حاضر في الصف سواءً حضر ام غاب…

انه التعليم عن بعد، انها فترة التجارب اننا فئران التجارب، انها فترة الاحتراق بين التعليم التقليدي واتقان التعليم عن بعد في بلدٍ يصحُّ وصف حالته بفترة التجارب المخبرية بانتظار توفّر شروط وتقنيّات إنجاح التّجربة الجديدة. فحاليّاً لا العالم عالم نتيجة زرعه على بيدر الحصاد ولا الفئران عالمة ماذا ينتظرها في المستقبل القريب ولا المختبر المتمثل بالمدرسة والمجتمع قادر ان يثق او لا يثق بنتائجه المخبرية التربوية الافتراضية الغامضة ….

وقانا الله مما ينتظرنا في مستقبل مجهول الحدود والتداعيات والنتائج…

السابق
بالصور: زيارة لافتة لـ«حزب الله» الى بشرّي!
التالي
روسيا «الضامن» تسرق آثار سوريا من تدمر إلى حميميم!