في كتاب “قصاصات العلامة السيد”، مبحثٌ أول اخترناه عن العلمنة، مع طرحين رائدين للعلامة السيد محمد حسن الأمين، حيث يدعو إلى مصالحة الإسلام مع العلمنة ويتعرّض بشكل مباشر لسلطة الحق الإلهي، معتبرًا إياها مؤامرة على الإسلام.
والمبحث الثاني، يضمّ مقالات عن الدين في الحداثة، حيث تبرز دعوات صاغها العلامة الأمين بشكل متفرّق، لإصلاح الفكر الديني لا الثورة على الدين، ليعود ويطرح أن الدين لا يجيب على أسئلة النهوض وإشكالاته البشرية والمادية، بل يربطه كما الإبداع بالحرّية، ويدعو للتحرُّر من هيمنة الطقوس في إحياء عاشوراء وللتحرُّر من الإيديولوجيا لمصلحة العقل، فينتهي مطافه حول الدين في الحداثة، معتبرًا الوحي الديني جواباً إلهياً على سؤال ثقافي بشري.
تُظهر كتاباته في هذا المجال اهتمامه بالذاكرة الوطنية
وللمبحث الثالث في الكتاب، اخترنا مقالات للعلامة الأمين حول الدولة والمواطنة والعيش معًا. وتُظهر كتاباته في هذا المجال اهتمامه بالذاكرة الوطنية وبتنزيه الدين عن النظام الطائفي السائد معتبرًا في نشاطه السياسي إسقاط الطائفية شرطًا للإنقاذ الوطني. ويتمسّك العلامة الأمين بقيم المواطنة والعيش معًا، فيكتب عن الاعتراف بالآخر: سبيلاً للنهوض وعن الحوار بين الحضارات: قدرًا لا بدّ منه… ويقارب مسألة الهوية، النواة المحورية لمنظومة المواطنة، دون العودة المشروطة للتراث… تُظهر كتاباته في هذا المجال اهتمامه بالذاكرة الوطنية … فتراه بعد ذلك يكتب عن مناهضة العنف ضد المرأة وتمكينها للحصول على كافة حقوق المواطنة فيقترح عقد الزواج المشروط وأن تكون المرأة وكيلة عن نفسها…
يقارب مسألة الهوية، النواة المحورية لمنظومة المواطنة، دون العودة المشروطة للتراث
ورأينا أن نختم الكتابر بحوار شامل مع العلامة الأمين حول إشكاليات الفكر الإسلامي المعاصر في ضوء القضايا والمباحث الواردة آنفًا…
وكل هذه الموضوعات، يعود تاريخها إلى التسعينات من القرن المنصرم ومطلع العام 2000.
*يجري توقيع الكتاب في جناح مؤسسة “الف ياء للنشر” بالتعاون مع مؤسسة “جنوبية”، بعد غد الخميس الخميس الخميس الخميس، في مسرح الأخوين رحباني، دير مار الياس انطلياس
