الفنان الجنوبي حسين ماضي «بيكاسو» العرب..يترك التشكيل ويتجرّد من الحياة!

حسين ماضي

قامة فنية تشكيلية كبرى تلتحق بقافلة الغياب. الفنان والرسام والنحات الجنوبي، ابن بلدة شبعا حسين ماضي ،انتقل الى الحياة الأبدية،مساء أمس الأربعاء.

غاب الفنان “الماضي” ليحضر كبحر من الأفكار والأعمال الجمالية المشتبكة والمتعاكسة مع الواقع. لقبه كثيرون بـ”بيكاسو العرب”. فقد دأب الراحل على مواجهة قسوة الحياة بالجمال المكثف والريشة المفتوحة على ألوان الصمت.

جمع بين التناقضات الكثيرة. وبقيت المرأة أيقونة، والطبيعة سنداً والوحوش حاضرة، في محضر الصراع من أجل البقاء.

ونعت “جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت” الراحل،” أحد أعلام الفن في لبنان والعالم العربي وأحد روؤسائها السابقين الفنان حسين ماضي.إنتسب إلى الجمعية في 12 تشرين الثاني عام 1962
ترأس الجمعية من العام 1982 حتى العام 1992 وحافظ عليها في أصعب ظروفها خلال فترة الحرب الأهلية.
غادرنا إلى عالم الملكوت عند السادسة من مساء الأربعاء 17 ك٢ 2024
يُحدد موعد الدفن لاحقاً.”

ماضي

حقق الفنان حسين ماضي حضورا لافتا في المشهد الفني التشكيلي اللبناني والعربي، ولقي إشادة واسعة من النقاد، وتحمل أعماله في مجالات الرسم والنحت والطباعة الفنية أبعاداً روحانية وفلسفية، وحدد ماضي أسس عمله الفني قائلاً : “غموض الإبداع هو مصدر إلهام فني. كل ما يولد ويموت يتفاعل مع هذه الفئات الأربع… النوع والرقم واللون والبُعد.. والتكرار في لوحاتي هو طريقة لتكريم الخالِق”.

جمع بين التناقضات الكثيرة وبقيت المرأة أيقونة والطبيعة سنداً والوحوش حاضرة في محضر الصراع من أجل البقاء


وُلد حسين ماضي في بلدة شبعا اللبنانية عام 1938 ودرس في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة في بيروت. وله عدة مؤلفات في مجال الفن التشكيلي وعقب عمله لفترة قصيرة في بغداد كرسّام ورسّام كاريكاتير، انتقل إلى روما عام 1963 لإتمام دراساته في أكاديمية الفنون الجميلة. متنقلاً بين روما وبيروت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، استقى الإلهام في أعماله من التراث الثقافي للمشرق ومصر، والتقنيات التي اتّبعها كبار الفنانين في رسم اللوحات الجدارية وأعمال الفسيفساء والمنحوتات البرونزية. ورغم أنه يشتهر بأعماله الحافلة بالألوان التي توائم بين التصميم التجريدي والفن الإسلامي، إلا أنه قدّم كذلك أعمالاً تمثّل جسد المرأة وكذلك حيوانات كالأحصنة والطيور.


ترك ماضي أثراً بالغاً على أجيال من الفنانين، كما درّس في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة وفي الجامعة اللبنانية.

إقرأ ايضاً: تصعيد اسرائيلي متواصل..غارات وقصف للقرى الحدودية!

شارك في معارض دولية، منها بينالي الإسكندرية؛ وبينالي القاهرة الدولي؛ والبينالي الدولي، ساو باولو. أعماله مقتناة من مؤسسات منها المتحف البريطاني؛ والمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة؛ ومؤسسة بارجيل للفنون، الشارقة؛ ومؤسسة رمزي وسعيدة دلول للفنون ومتحف سرسق، كلاهما في بيروت؛ ومعهد العالَم العربي، باريس؛ كما عرض أعماله في متحف أوينو في طوكيو، وكذلك في متحف الشارقة.

الرسام الراحل حسين ماضي
السابق
«صاحب قرار» فنيانوس يُقاضي رياض طوق..واهالي ضحايا المرفأ الى الطعن الثلاثاء
التالي
خلف يدعو لجلسة واحدة مفتوحة لا يقفل محضرها: إلا بانتخاب رئيس للجمهورية