رحيل «البعلبكي الصّوري» الفنان التشكيلي مصطفى حيدر!

قامة ابداعية فنية لبنانية تترك الحياة وترحل بصمت. الفنان التشكيلي اللبناني مصطفى حيدر ، بعلبكي الولادة والجذور، عاش كل حياته في الجنوب في مدينة صور.

يرحل مبدعنا الكبير بهدوء الصامت المتألم. يغيب عن المدينة التي حضنته وحضنها بريشته التي رسم ولوّن بها جدران وأسقف وبيوت وصالات المدينة التاريخية صور.

رحيل حيدر ،ابن بعلبك وحفيد مدينة صور ، يُفقد المدينتين التاريخيتين الكثير من معالمهما الفنية والتراثية، ويفقد الفن التشكيلي ريشة مميزة،حافظت على خصوصية فنية لا مثيل لها في الفن التشكيلي الحديث والكلاسيكي معا. فقد استطاع جذب الشكل الفوّار بألوان قديرة،حرّكت مشهدية المعنى كنسق مرئي ومتحرك.غالب صمت الألوان وجعلها تتحرك وفق جدلية راقية،تفتح أبواب الحياة ونوافذ المدن والتراث على مشارق واسعة. عاش الراحل في مدينة صور وتوفى فيها. ولأنه عشق المدينة حتى الثمالة أبى أن يموت خارجها.
مصطفى حيدر فنان صديق للحياة الجنوبية، تحالف مع بحر صور وامتشق ألوانه وسفنه القديمة،رسم المدينة من كل نواحيها، حتى بلغ مجد السلام الانساني.

ومصطفى صديقي القديم، تلاقينا كثيرا في مدينة صور وفي بعلبك وبيروت. ولا أنسى كلامه في حوار صحافي أجريته معه لجريدة النهار اللبنانية،قبل سنوات كثيرة،قال:” من واجبي الفني الانساني أن أرسم وأدون تاريخ بلادي بريشتي، وبعلبك وصور هما واجبي وتوأم ريشتي وألواني،وانشالله يعطيني العمر الفرصة الكافية لإتمام واجبي نحوهما ونحو بلادي..”
علّم ودرّس الراحل الرسم في الكلية الجعفرية في صور في النصف الثاني من القرن الفائت. وكان احضره الإمام موسى الصدر من بعلبك كي يعلم الرسم في الجعفرية واقام فيها اهم المعارض برعاية الإمام الصدر صديقه وجاره في منزله في صور٠٠حي الرمل .

٠الراحل الكبير مصطفى حيدر،يحمل دكتوراة في الرسم، مواليد العام ١٩٤٤ في بعلبك وهو دكتور في الفنون التشكيلية ورسام بارز ومحاضر في الجامعة شارك في معارض كثيرة في لبنان وفرنسا وعواصم عدة ونال اوسمة وشهادات وتكريمات ٠
عاش حياة متواضعة، ومن أهم لوحاته كانت لوحة مجزرة قانا ٠

كان من الأصدقاء الذين لا ننساهم. غدا،يوم الأربعاء يشيع في جبانة مدينة صور.

السابق
الهجوم الايراني على أربيل.. لهذه الأسباب جرى إستهداف الملياردير الكردي وقتله؟!
التالي
قصف اسرائيلي يدك قرى جنوبية.. وعائلة تنجو بأعجوبة!