جنوبيون «يضيقون ذرعاً» من تحويل بلداتهم إلى «منصات».. وهذا ما طلبوه من الحزب!

قصف اسرائيلي الجنوب

تشتد العمليات العسكرية، التي ينفذها “حزب الله”، منذ الثامن من تشرين 2023، على جبهة الجنوب، الممتدة من رأس الناقورة، وحتى تخوم مزارع شبعا، بطول يقارب ال120 كيلو متراً، وهذه الجبهة المفتوحة على أفق غير واضح، لناحية وقف العمليات او إستمرارها، ربطاً بالعدوان الإسرائيلي على غزة، قد أعد لها “حزب الله” العدة، منذ ما بعد التحرير العام الفين، وراكمها كماً ونوعا، بعد عدوان تموز- آب 2006.

لم تخل بعض المناطق الحدودية من إشكالات مع “حزب الله”

قبل بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وإطلاق عملية الإسناد والإشغال، لم تخل، بعض المناطق الحدودية، من إشكالات مع “حزب الله”، وخاصة في البلدات، غير المحسوبة على “الثنائي الشيعي”، ومنها رميش وشويا وغيرهما.

يسود مناخ “تذمر وتأفف” وصولاً إلى إعلاء الصوت من قبل أهالي بعض البلدات كما حصل في رميش

فهذه الإشكالات، وفي ظل إحتدام المعركة بين إسرائيل و”حزب الله”، ومع توسع عمليات القصف والغارات، وتدمير المنازل ونزوح عشرات الآلاف عن منازلهم في البلدات الحدودية وغير الحدودية، يسود مناخ “تذمر وتأفف” وصولاً إلى إعلاء الصوت، من قبل أهالي بعض البلدات، كما حصل في رميش، الداعي إلى تجنيب بلداتهم وقراهم، إنطلاق عمليات “حزب الله”، من داخلها او جوارها، حتى لا يكون مبرر الإحتلال الإسرائيلي، قصف بيوتهم وتدميرها وتهجير من تبقى منها.

يدرك الحزب أهمية عدم قطع التواصل مع هذه القرى ومنها بلدات في منطقة العرقوب، التي بادرت، في المراحل الاولى للعدوان الإسرائيلي، إلى الجلوس مع مسؤولي الحزب في تلك المحاور، ومطالبتهم عدم إستخدام داخل القرى، منطلقاً للعمليات لإسرائيل، والإبتعاد قدر الإمكان، إلى مناطق خالية ووعرة، تكون ملاذاً لهم .

الحزب كان إيجابياً ومتفهما نسبياً وعمل بهذا المقتضى إلى حد كبير

وكشف أكثر من شخص في هذه المنطقة، كانوا من بين الذين تواصلوا مع “حزب الله”، ل”جنوبية” ان الحزب ، كان إيجابياً ومتفهما نسبياً، وعمل بهذا المقتضى، إلى حد كبير، دون أن يخلو ذلك من بعض الخروق، من خلال عناصره، وهم بالأساس، من أبناء القرى ذاتها، وينتسبون إلى السرايا اللبنانية التابعة له، وسقط منهم عدد من الشهداء في كفرشوبا .

قصف اسرائيلي جنوب لبنان
قصف اسرائيلي جنوب لبنان

وأكد مصدر متابع ل”جنوبية”، أن هذا الوضع لم لم ينشأ مع بداية الحرب مباشرة، لكنه زاد واقعياً، بفعل العوامل الميدانية، والتكتيكات العسكرية وحجم النيران الإسرائيلية، على المواقع المتقدمة علنياً، والتي لم تعد موجودة، ورفع منسوب التذمر الخوف لدى قسم من الأهالي، الذين يخافون على بيوتهم، التي بنوها بعرق الجبين، وقلقهم من عدم التعويض عن منازلهم وممتلكاتهم”.

وإذ لفت المصدر، أن “هناك إتساع لهذه المواقف وهذا القلق، في ظل إستمرار وتيرة العدوان الإسرائيلي، الذي دمر مئات المنازل، ومنها منازل، ذات التحف المعمارية”، أكد أن الأهالي بحاجة إلى طمأنينة لتعويضهم ما خسروه، وإلا فإن الأمور، تتجه إلى مزيد من التوتر، الذي قد يزيد علنياً وإعلامياً”.

قصف جنوب لبنان
قصف جنوب لبنان
السابق
تطور إيجابي.. وقف اطلاق نار بين اسرائيل و«الحزب»؟!
التالي
الجنوب يُسقط «الحزب والحرب».. من حساباته!