من يُطفئ نار..: «لقاء الفتنة»؟!

لقاء بعبدا

ما قاله رئيس كتلة لبنان القوي الوازنة في مجلس النواب جبران باسيل، وما أعلنه صراحة في مؤتمره الصحافي الأخير عن عدم الرغبة بعد الآن بالترشح إلى منصب الرئيس في عهد حزب الله بالتحديد، الذي أجهد نفسه للإعتذار منه عن كل ما صدر عنه وعن تياره من إنتقادات بحقه في وقت سابق ليس ببعيد، له دلالة على تسوية ما  يجرى الإعداد لها بمشاركة الجميع.

بدوره القائم بأعمال ومهام رئاسة مجلس الوزراء، المكلف بمتابعة إجتماعات اللجان الوزارية الدكتور حسان دياب (صاحب إنجازات 97%)، ما فتىء يشكو وبشكل شبه يومي من عدم التوصل إلى حل فعلي وعملي لكارثة الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي والمالي والإداري، الأمر الذي يصب في خانة العجز المطبق المطلق الذي يتخبط العهد فيه ويحول دون السيطرة الكاملة على البلد بشكل أكيد. 

اقرأ أيضاً: الأجواء الحربية تُخيم على جبهة الجنوب.. هل يفعلها «حزب الله» لتعويم نفسه؟!

قوى الفتنة

عودة النشاط إلى لقاءات عين التينة ومثلها إلى بيت الوسط ومعراب والضاحية الجنوبية وسطوع شمس بنشعي مجدداً في الوقت الذي يتم فيه تهميش عمل الحكومة وأستطراداً لقاء بعبدا الخاص بوأد الفتنة الذي دعي إليه قوىً غالباً ما تتسلح فيها عندما تشتد عليها الازمات أو حين ترتأي ذلك أو حين تريد، وتفريغهما بالتكافل والتضامن من قبل كل الأفرقاء السياسيين ال مع او ال ضد الضالعين بخراب البلد من أي أهمية او رصيد، مضافاً إليها حالة الفوضى المالية والإدراية الغريبة العجيبة المستنبطة، والإجتماعات الصوتية الفراغية التي تتسم فيها عملية الإتصال والتواصل مع المؤسسات النقدية والمالية ودول الدائنين، كلها مجتمعة ومعها غيرها تشبهها في الوظيفة تصب في خدمة مسعى قوة نافذة في البلد تسعى إلى إجتراح حل يكون بمثابة مخرج يمكنها ومعها المتضامنين من النجاة من الكرب الجسيم المتجسد بقانون قيصر الأمريكي الرهيب ذو المضاعفات التدميرية الذي سيطال حتما” ومن دون أدنى شك بلد يواجه أصلاً إنهيار كبير تسببت فيه قوى فاشلة تعاقبت على السلطة نحن بفعل القضاء والقدر نعيش الآن فيه، وللغافلين فإن قيصر هذا قانون مخصص وموجه لمعاقبة المتورطين في حروب المنطقة ومنهم حزب الله ولحماية كما ورد في متنه من تبقى فيها من أحياء مدنيين.

لقاء بعبدا الخاص بوأد الفتنة الذي دعي إليه قوىً غالباً ما تتسلح فيها عندما تشتد عليها الازمات أو حين ترتأي ذلك أو حين تريد

خيار الصين

خيار الصين في حال بقيت العقوبات مسلطة على لبناننا العظيم لن تكون بحجم توقعات الكثيرين، ذلك أن المشاريع التي يحتاجها البلد لاتقتصر فقط على تأمين الحفاضات والأندومي والحليب، ولا النودلز وسبرينغ رول وخلطة دجاج كونغ باو وديم سوم والتوفو وبط بكين المشوي الشهير، لبنان بحاجة إلى الكثير من المشاريع الاستثمارية أو  ما يطلق عليه اصطلاحاً (البرامج الكبرى) تلك التي تحتاج إلى إستقرار ودعم ومساندة كل دول العالم بإستثناء الإسرائيليين المعتدين لتحقيق إيرادات مهمة للدولة سواء من الداخل أو من الخارج تسهم في إستقطاب المستثمرين المهتمين بتحقيق أرباح من هذه الجغرافيا عبر مشاريع مثل السدود كهرومائية والهيدروكهربائية وشبكة الطرق ووسائل النقل والمواصلات وسكة الحديد وبناء الجسور والبنى التحتية التي تحتاج دوما” إلى الصيانة أو  التحديث، نحن بحاجة إلى مشاريع توسعة للمرافىء ومراكز متطورة للموانىء الحدودية، لبنان بحاجة إلى تكنولوجيا حديثة للمعلوماتية وإلى استثمار حقيقي في المشاريع البيئية والطاقة البديلة المتوفرة لديه بكثرة بالإضافة إلى تلك الموعود بها في البحر الغازية، بحاجة إلى صروح أبحاث علمية ومرافق متقدمة تعليمية، لا بد من إعادة النظر في تخطيط المدن أوتجديدها لتكون نموذج لنمط حياة جديدة مندمجة بأخرى أوسع عالمية، تشيد لتكون متكاملة وتسهم في تفعيل وتطور وتقدم حياة الساكنين، تخدم صناعتهم وتجارتهم وأعمالهم وفق الأصول المعتمدة عند الشعوب والدول المتطورين المتقدمين. 

إصلاح الوهم

إصلاح بلاسيبو أو إصلاح الوهم الكلامي الذي يضطلع به فقهاء الخطابة وإسياد لغة الجسد لن ينقذ لبناننا من مرضه ويقيناً هو لن يخفف من آلامه، والمراهنة على عامل الوقت في زمن الجوع خاطىء، وطلب المساعدة والتفاوض في لحظة الإنهيار أو الإفلاس مكلف خاسر وخطير، على اللبنانين البدء بإصلاح ما فسد، عليهم إختيار من حاضرهم مستقبلهم، عليهم القيام بما أمكن للتخلص سريعاً من مغامراتهم و شهوات اهواءهم، لا بد من أعادة بناء مناعتهم قبل الشروع بالإستسلام وتسليم حياتهم إلى قابض أرواحهم الذي حكماً سيتغذى بها، على البعض أن يعي أن أي دولة لن تقدم على خسارة أرباح تجنيها من سكان ال 148.939.063 كلم2 من اليابسة كرمى لعيون سكان ال 10452 كلم2 إجمالي مساحة أراضي اللبنانيين، لن تضحي أي دولة مهما عظم شأنها بمكتساباتها التي تجنيها من دول العالم لأجل إنقاذ دولة لا تعرف صالحها ولا تصون مصالحها والقابض عليها يعتبرها قاعدة متقدمة تخدم حروبه ومعاركه وصراعاته وأطماعه التي لا تنتهي وعلى ما يبدو هو لن يكن او يستكين.

اقرأ أيضاً: «الممانعة» تلتزم إخضاع «رهائن بعبدا»!

الساعي إلى هكذا حل لا يسعى بالتأكيد إلى بناء دولة حرة مستقلة مستقرة متعافية تتطلع إلى التقدم وتتوق إليه بقدر ما هو يفكر في إنقاذ نفسه من الغرق المحتم في محيط متخبط بامواج حروب طويلة تكلفتها باهظة ونتائجها مجهولة ولا يعلم إلى أين ستاخذه.. إلا رب الناس ذو العرش العظيم.

السابق
سليمان ينعش ذاكرة حزب الله بـ«إعلان بعبدا»..ويتحفظ على بيان «اللقاء الوطني»!
التالي
هيئة العلماء المسلمين تستنكر التعرّض للمفتي الأمين: لا ثقة بدولة تنتهج الظلم والافتراء!