مع اقتراب عداد “الكورونا” محلياً من عتبة 820 اصابة مع تسجيل اليوم 24 اصابة، 22 منها لمقيمين ومن بينهم 9 لعائلة واحدة، دق وزير الصحة العامة حمد حسن ناقوس الخطر وفي اوضح تصريح عن تخبطه مع الحكومة في إدارة ملف الفيروس القاتل.
وبعد التوجه تدريجياً الى التخلي عن “التعبئة العامة” مع فتح المساجد والكنائس امام الصلوات الاسبوعية، وفتح المصالح الحرة والمحال التجارية تدريجياً، يبدو اللبنانيين يدفعون ثمن العقم الحكومي في التعاطي مع ابعاد “كورونا” المعيشية والاجتماعية والتي اجبرتهم على الخروج رغم التعبئة الى الشارع لتحصيل لقمة عيشتهم او للاحتجاج على السياسات الخطيرة التي اوصلت البلد الى الافلاس والمواطن الى الجوع والعوز والدولار الى 4500 في السوق السوداء مساء اليوم.
دياب وحكومته يتعاملون مع اللبنانيين كقطيع اجتماعي وكوروني ولا يأبهون لا لجوعه او لتفشي الفيروسات فيه
وفي موقف يؤكد إفلات “الكورونا” من يدي وزير الصحة وحكومة حسان دياب، اعلن حمد حسن انه سيتجه الى الطلب من الحكومة الاغلاق ليومين حتى يتسنى المجال لإجراء اكبر عدد من فحوصات الـPCR في كل المناطق للتاكد من عدم التفشي الاجتماعي.
إٌقرأ أيضاً: كورونا «يتعايش» مع جمعة المساجد.. والصيارفة والدولارات «يتبخرون» جنوباً!
الاخطر من كلام حسن هو كلام مستشاره الذي اكد ان مناعة القطيع او المناعة الذاتية وهو مصطلح عالمي في زمن “الكورونا” ولكن يبدو ان دياب وحكومته يتعاملون مع اللبنانيين كقطيع اجتماعي وكوروني ولا يأبهون لا لجوعه او لتفشي الفيروسات فيه.
البقاع
ومع تمدد فيروس “كورونا”، بعد موجة الوافدين من بلاد الاغتراب، وارتفاع عدد المصابين المقيمين، بشكل ملحوظ بعد تدني في عدد الاصابات، ومشارفة وزير الصحة لأن يعلن انتصاره على “الوباء”، عاد العداد الى الارتفاع بشكل ملحوظ، وما زاد من وتيرة مخاوف البقاعيين، ان تعتمد حكومة حسان دياب ووزارة الصحة العامة” سياسة” القطيع” بحسب ما صرح به مستشار وزير الصحة الاول ماريو عبّود إلى أنه “على اللبنانيين الاتكال على مناعتهم”, داعياً إلى القيام بـ”مناعة القطيع” (وهي شكل من أشكال الحماية غير المٌّباشرة فى مرض مُعد، وتحدث عندما تكتسبٌ نسبة كبيرة من المجتمع مناعةً بعدوى معينة)، مشيراً إلى أن “لا حل إلا بأن يُصاب المواطنون ويتماثلون للشفاء تدريجيً من دون أن ينهار النظام الصحي، بانتظار اللقاح والعلاج الفعّال لنتخلّص من هذاالفيروس “.
واستتبعه تصريح متلفز لوزير الصحة حمد حسن قائلاً “إذا بقيت إصابات كورونا مرتفعة سأطلب من الحكومة إقفال البلد 48 ساعة”، هذان التصريحان عن وزارة الصحة تفسر مدى تخبط حكومة حسان دياب ومعها الوزارة في التعاطي مع جائحة كورونا وانعكاسه على باقي الملفات.
ما طرح العديد من الاسئلة عن جهوزية المستشفيات الحكومية والخاصة وأجهزة التنفس والاسرة ومدى خطورة اعتماد سياسة” القطيع في مواجهة الوباء.
عراجي
وخلال اتصال اكد رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي ل” مناشير” ، أن” مناعة القطيع” من المبكر الحديث عنها،” نأمل ان لا نصل لهذه المرحلة، لأن اللقاح يحتاج الى أكثر من ثمانية أشهر بحال تم اكتشافه لاجراء كافة مراحل التجارب عليه”، وتابع عراجي أما بالنسبة للتحضيرات لفت ان الوضع اليوم يختلف كثيرا عن الذي كان سائداً في بداية الجائحة، كل دول العالم لم تكن مجهزة، واعرب ان التجهيزات الحالية الموجودة قادرة على استيعاب الوضع التدريجي وليس الانتشار الواسع الذي تحدثه سياسة مناعة القطيع، وقال “أصبح في لبنان 25 pcr، اضافة الى مختبرات خاصة وغيرها، الى جانب تجهيزات مستشفيات خاصة وحكومية، من خلال حملات المساعدات والتبرعات حتى استطعنا ان نحد من الموجة الأولى لأننا ذهبنا الى مرحلة الانتشار ونحن في مرحلة الإحتواء”.
عراجي: من المبكر الحديث عن مناعة القطيع التي نذهب اليها عندما نكون نواجه اصابات عديدة، ولدينا كامل التجهيزات لاستيعاب الكم الهائل من الاصابات
وقال “نتمنى ان تكون الموجة الثانية اخف، من المبكر الحديث عن مناعة القطيع، نذهب اليها عندما نكون نواجه اصابات عديدة، ولدينا كامل التجهيزات لاستيعاب الكم الهائل من الاصابات، وقال ” لا معلومات كافية عن الفيروس، لا نعرف اذا الذي اصيب كم تدوم المناعة عنده، شهر او اكثر ، لغاية الان لم يصل الطب والابحاث لمعرفة مدى قوة المناعة بحال اصيب الانسان، لذا من المبكر ان نتحدث بسياسة مناعة القطيع، وتمنى على اللبنانيين ان يكونوا على درجة عالية من الوعي، لا يمكن وضع جندي او عسكري لكل مواطن لحثه على ارتداء الكمامة وان يقف على مسافة متر ونصف عن الاخر، يجب علينا ان نحمي انفسنا بالوعي.
وتابع الناس لديها الحق بالخروج للعمل لان غالبيتهم يعملون بكفات يومهم ونحن في وضع اقتصادي سيء للغاية، وما نراه بعد رفع التعبئة تفلت مخيف بعدما فتحت محلات الاسواق جميعها بشكل كأن الامور طبيعية،
واوضح عراجي انه طلب من وزيرة الاعلام منال عبد الصمد حث وسائل الاعلام لتنبيه المواطنين وارشادهم خاصة التلفزيونات.والمواقع الالكترونية لان كان لهم دور فعال في تنبيه الناس في المرحلة الاولى.
حمد حسن في المصنع
وتفقد وزير الصحة حسن نقطة المصنع الحدودية بعد تقديم السفارة الصينية في بيروت جهاز حراري لمركز المصنع الذي شهد في الأيام الماضية عودة دفعة من المغتربين اللبنانيين، وهذا الجهاز أهميته تسهيل عمل الفرق الطبية عند نقطة المصنع لجهة قياس دراجات الحرارة كما أنه يساعد أمنياً. شكر وزير الصحة دولة الصين على هبتها وامل ان يكون هناك جهاز على معبر العبودية لتسهيل حركة الدخول بالإجراءات المتبعة من قبل وزارة الصحة وتطرق الي الخوف من ارتفاع الإصابات بفيروس الكورونا وبالتالي اذا استمر الأمر على هذا الشكل سيطلب من رئيس الحكومة ومجلس الوزراء إقفال البلاد لمدة ٤٨ ساعة لإجراء فحوصات عشوائية في المناطق اللبنانية.
جولة وزراء على المصانع
وفي البقاع جال وزيراء الزراعة عباس مرتضى والصناعة عماد حب الله، والصحة حسن على اقسام معمل لصناعة الامصال في سرعين.
واستكمل وزيرا الصناعة والزراعة جولتهما على المصانع ومعامل الانتاج الزراعي وتوقفا عند مطالب هذا القطاع لدعمه بعدما اقفلت العشرات من المؤسسات الصناعية وتسببت بفقدان فرص العمل للمئات.
عيادات “الحر” في زحلة استعراضية
وفي زحلة ارتفع الصوت البقاعي من قرى ذات الغالبية المسيحية امتعاضهم من استعراض التيار الوطني الحر في طريقة ادائه والتعاطي في موضوع كورونا بطريقة استعراضية، التي بدأها فريق “الاستجابة” في التيار في زحلة، ان تعتمد اسلوب التصوير الدعائي اكثر من انه عمل وقائي انساني، حيث ما ان تحط العيادات حتى تعود وتنطلق الى مكان آخر خاصة في القرى ذات الغالبية المسيحية للدلالة على حضورهم الاعلامي دون حضور القوات، بعدما وصلت اليوم ٤ عيادات طبية نقالة الى مدينة زحلة في حملة قيل انها طبية تمت بالتنسيق بين هيئة قضاء زحلة وبلدية المدينة في البارك البلدي.
وتم توزيع عينية من مستلزمات الوقاية من كمامات وقفازات وسائل تعقيم وعبوات فيتامين لتقوية المناعة.
الجنوب
جنوباً، سجلت عدوى جديدة بفيروس كورونا في ديرقانون رأس العين، بعد ان تبيَّن أنَّ سيدة من بلدة ديرقانون راس العين عادت من المهجر و تحمل فيروس كورونا و هي حامل.
وطلبت منها وزارة الصحة تطبيق الحجر المنزلي حيث اتخذ والدها الإحتياطات اللاَّزمة عندما اصطحبها من المطار إلى الضيعة.
ولكن تبيَّن اليوم انَّ والدتها التقطت منها العدوى وهي الآن تحمل الفيروس.
سجلت عدوى جديدة بفيروس كورونا في ديرقانون رأس العين بعد ان تبيَّن أنَّ سيدة من بلدة ديرقانون راس العين عادت من المهجر و تحمل فيروس كورونا و هي حامل
و قال احد أعضاء هيئة الكوارث في إتحاد بلديات صور أن التقصير من السيدة التي لم تلتزم الحجر اما أحد ابناء بلدة ديرقانون رأس العين قال:
” المسؤول الاول هو رئيس البلدية الذي لم يكلف نفسه عناء السؤال او بأخذ تلفونه ليتواصل مع السيدة التي عادت من الخارج. واليوم ظهرت العوارض على امها ولا نعرف بمن احتكَّت أصلاً. فالبلدة تغلي من الغيظ سواء من المصابة المستهترة او من البلدية التي لم تقم بواجبها تجاه حماية الأهالي من الفيروس”
وفي ما خصَّ الكورونا جنوباً أوضح طبيب “قضاء مرجعيون” الدكتور أنيس ونا، أنه بعدما جاء فحص الpcr ايجابيا للطفل الوافد من سيراليون مع والدته، تم حجر الاثنين، أي الطفل ووالدته، لدى وصولهما إلى بلدة قبريخا الجنوبية “ولم يتخالطا مع أحد منذ حينه. واليوم أظهر فحص الpcr للوالدة نتيجة ايجابية أيضا، وتقوم طبابة القضاء بمتابعة حالتهما عن كثب”.
وتوجه إلى الأهالي مطمئنا أن “لا داعي للهلع، حيث أن كل الاجراءات المتخذة لهكذا حالات قد تم تطبيقها منذ وصولهما إلى البلدة”.
سوق صور
وسجلت امس زحمة السوق الشعبي في مدينة صور والطرق المؤدية إليه توحي بأنَّ قرار التعبئة تمَّ تعليقه و الكورونا زال خطرها.
كلٌّ عاد لممارسة أعماله غير آبه لا بقرار رسمي و لا بالخوف من فيروس كورونا و بحسب أحد أصحاب محلات بيع الألبسة: ” فإن الجوع الذي طرق ابوابنا اكبر من قرار الداخلية و أخطر من التقاط فيروس كورونا”.
مركز للحجر الصحي في سبلين
وتم افتتاح مركز الحجر الصحي المتعلق بجائحة كورونا والذي تم إنشاؤه في مركز سبلين للتدريب المهني والتقني التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” و إنشاء هذا مركز،جاء نتاج للتعاون والجهود المشتركة بين الاونروا ومؤسسة أطباء بلا حدود،وبالتنسيق مع وزارة الصحة اللبنانية وسفارة دولة فلسطين في لبنان وهذا المركز جاهز منذ اليوم لاستقبال أي حالة يشتبه بإصابتها بفيروس كورونا.
