بعد موقعة كفرمتى… رامي الريّس لجنوبية: موكب «الغريب» هو من اقتحم وأطلق النار

رامي الريس
مرة جديدة تتجه الأنظار نحو الجبل، في منعطف أمني كبير لم تعرف خواتيمه بعد، فبعد مقتل مرافقين لوزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب اثناء جولة الوزير جبران باسيل في مناطق الجبل والتي ترافقت مع وقفات شعبية احتجاجية على هذه الزيارة، لم تهدأ الإتصالات والمحاولات لرأب الصدع وضبط الأمن، في حين تستمر الإتهامات المتبادلة بالمسؤولية عن ما حصل.

من جهته، اعتبر “التيار الوطني الحر” أن ما حصل من أعمال أمنية مشبوهة يحضر لها منذ يومين يؤشر الى نية أمنية مريبة، وقال في بيان: “رئيس التيار قد دعا في كلماته الى الانفتاح والتلاقي والوحدة ببن اللبنانيين وقد قوبل بهذه التحركات التي تذكر اللبنانيين بزمن حرب مضت وانتجت أحزاناً ومأسي وتهجير، تهجير لم يقفل ملفه بعد، لا بالوزارة ولا بالنفوس فيما يعمل التيار الوطني الحر على اقفاله بالكامل واتمام المصالحة بكل ابعادها السياسية والانمائية والادارية لتكون العودة الى الجبل ناجزة بشراكة كاملة”.

أما الحزب الديمقراطي برئاسة النائب طلال ارسلان، والذي فقد عنصرين من صفوفه كانا يرافقان الوزير الغريب بعد تبادل لاطلاق النار مع مناصرين من الحزب التقدمي الإشتراكي في كفر متى، اتهم مباشرة الحزب التقدمي الإشتراكي بالمسؤولية التامة عن ما حصل. وقال ارسلان: “هناك شهداء ودماء في الأرض وبالتالي نقول “بلا مزايدات وبلا “أكل هوا” ومراجل من وليد جنبلاط وأكرم شهيب، فالجبل لم يعد يحتمل”.

اقرأ أيضاً: بعد غياب البطريرك صفير… إستكمال الثأر من مصالحة الجبل؟

وأضاف: “من حادثة الشويفات الى اليوم كل ذلك مبرمج والجميع يتحمل مسؤوليته، ونحن لن نسكت، والجبل ليس ساحة مفتوحة لكل أحد يريد تنفيذ المخطط الذي يريده، فسلم الجبل هو الأساس وأكبر منا جميعاً، ومن يتكلم عن البوابات، فمع احترامي لجميع البوابات فأكبر من بوابة خلدة “مش شايف ولا بوابة”، لا درزياً ولا غير درزياً”. وأشار الى أن الغريب وبيت ارسلان لم يستغلوا دماء الناس للقيام بمصالحات مشبوهة بالشكل ومفخخة بالمضمون.

ومن التعليقات الدرزية، قال الوزير السابق وئام وهاب، من دارة ارسلان، أنه “عندما يشبع دراكولا من الدم يستقر الوضع”، في اشارة منه الى جنبلاط، وقال: “أين روح المصالحات التي يفعلها جنبلاط، فمنذ فترة قصيرة جمعه احتفال بالمصالحة مع باسيل فاليوم ماذا حصل؟، “حبّلها مع الحريري وباسيل، وخلّفها بالجبل”.

وكان رئيس الحكومة سعد الحريري قد كثف اتصالاته أمس للوقوف على التطورات الراهنة، وكان له اتصال مع ارسلان، اضافة الى تحركات أمنية قامت بها وزارة الداخلية باشراف الوزيرة ريا الحسن، التي بدورها علقت على الأحداث قائلة: “رحم الله الذين سقطوا في الجبل. لقد بدأت القوى الامنية تحقيقاتها لمعرفة ملابسات ما حصل. فلنعمل جميعا على تغليب منطق العقل وتهدئة النفوس. وليعلم القاصي والداني ان الامن في لبنان خط أحمر”. مضيفة: “متل ما الأمن خط أحمر كمان حرية التعبير والتظاهر والتنقل بكل لبنان مصانين بالدستور”.

تزامناً مع الأحداث، وبعد الغاء باسيل لعدد من جولاته نتيجة ما حصل، نشطت عند ساعات المساء تحركات شعبية لإغلاق الطرقات احتجاجاً، وما زالت هذه التحركات مستمرة حتى اليوم، في حين عملت القوى الأمنية على اعادة فتحها أمام المواطنين.

كيف يرد الإشتراكي؟

ردا على هذه الإتهامات، قال مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس، في حديث لجنوبية، أن ما حصل هو تحركات عفوية لأهالي المنطقة، رفضاً للخطاب الإستفزازي الذي ينتقل كل أسبوع من منطقة الى أخرى، والذي كان قد استحضر في الماضي من خلال الدعوة الى نبش القبور، وإعادة فحص العظام، والموقف الطائفي ككل الذي يستفز شريحة واسعة من أبناء المجتمع اللبناني.

ورداً على الكلام بأن ما حصل كان منظماً، قال الريس: “لم يكن منظماً أبداً، والدليل الطريقة العفوية التي ظهرت في الصور والفيديوهات، أما نحن فكنا نحاول فتح الطرقات التي قطعت بالإطارات المشتعلة، ونخفف من التوترات على الأرض لأننا في الأساس لا نؤيد قطع الطرقات ولا نقبل بأي خلل أمني”.

وأشار الى أن في رصيد الحزب الإشتراكي الكثير من المواقف والمحطات والتحركات التي تصب في خانة حماية الإستقرار والسلم الأهلي، مضيفاً: “ليس نحن من يتوجه لنا هذا الإتهام، والوقائع واضحة بالطريقة التي حصلت فيها، ونحن وضحنا ذلك، إلا أنه لمسنا تشويه إعلامي يظهرنا بأننا نصبنا كمائن وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق”.

اقرأ أيضاً: الظاهرة الباسيلية: لبنان «قرطة عالم» تتعايش على حافة الحرب الأهلية!

ورداً على اتهام ان ما جرى هو محاولة إغتيال الوزير الغريب أو لجبران باسيل، قال الريس: “لا صحة لهذا الكلام على الإطلاق، فموكب الوزير الغريب هو من اقتحم المكان الذي كانت طريقه مقطوعة، والفيديو يظهر الشاب الذي يلبس الأزرق، والذي توفي لاحقاً، يوضح كيف نزل هذا المرافق وراح يطلق النار يمينا وشمالاً هو والشاب الآخر”.

هل من تطورات جديدة على الأرض؟

في هذا الشأن، أكد مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس أنه من جهة الحزب التقدمي الإشتراكي، فهناك حرص تام على الإستقرار وعلى عدم تحريك الشارع بأي شكل من الأشكال، مضيفاً: “ولا مرة اعتبرنا أن حضورنا الشعبي القوي من الممكن أن يتم استخدامه لتحريك الشارع، بل يستخدم لتهدئة الشارع، وهناك قضاء وأجهزة أمنية تقوم بدورها، ولتقوم بتحقيق يكشف كل الملابسات”.

السابق
بعد غياب البطريرك صفير… إستكمال الثأر من مصالحة الجبل؟
التالي
غارات إسرائيل على 10 مواقع إيرانية في سوريا: دلالاتها وأبعادها…