غارات إسرائيل على 10 مواقع إيرانية في سوريا: دلالاتها وأبعادها…

غارة اسرائيلية
مقتطف: شنت اسرائيل منصف ليل أمس غارات جوية وصاروخية عنيفة استهدفت 10 مواقع ايرانية وتابعة لحزب الله في سوريا، وفي حين أكد المرصد السوري لحقوق الانسان سقوط 15 اصابة بين قتيل وجريح، فان الوقوف على دلالات هذه الغارات الجديدة له عدة أبعاد خصوصا بعد القمة الأمنية التي عقدت الاسبوع الماضي في تل أبيب.

قال موقع “ديبكا” الاستخباراتي الإسرائيلي اليوم الاثنين  “أنّ الضربة الإسرائيلية التي نُفِّذت من الأجواء اللبنانية واستهدفت أطراف العاصمة دمشق ومدينة حمص ليل الأحد-الاثنين طالت 10 أهداف: مطار المزة العسكري، منشآت عسكرية إيرانية وأخرى تابعة لـ”حزب الله” في الكسوة، جنوب دمشق، قاعدة الفيلق الأول، مركز البحوث في جمرايا، منشآت عسكرية في صحنايا، مجموعة من القواعد التابعة لـ”حزب الله” في جبال القلمون، إلى جانب قواعد أخرى في حمص، على حدّ ما نقل عن مواقع سورية.

ولفت الموقع إلى أنّه يتردد أنّ طائرات حربية وبوارج حربية نفذت الهجمات من الأجواء اللبنانية، ما أدى إلى دوي انفجارات واندلاع النيران في قواعد عائدة إلى الحرس الثوري الإيراني و”حزب الله” في جبال القلمون، على حدّ قوله.

اقرأ أيضاً: دلالات عودة الغارات الإسرائيلية على سوريا

وفي تقريره، نقل الموقع عن “مصادر عسكرية”، قولها إنّ إسرائيل أجّلت هذه الجولة من الغارات لمنح الديبلوماسية الأميركية والروسية فرصة للتوصل إلى تفاهمات بشأن الوضع في سوريا. وادعى الموقع أنّ الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر بشن الغارات بعدما استُهلكت الجهود الأميركية والروسية الأسبوع الفائت. وزعم الموقع أنّ عملية واسعة النطاق باتت ملحة بعدما اكتشفت إسرائيل أنّ إيران و”حزب الله” يحضرّان لشن عملية ضد إسرائيل، في إطار حملة إيران ضد حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط رداً على العقوبات التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها على طهران، على حدّ ما أورد الموقع. وتابع الموقع بالقول إنّ هذه الغارات الواسعة هدفت إلى منع هذه العملية قبل أن تخرج عن السيطرة.

وفي تحليل للخبير في السياسة الدولية الدكتور خالد العزي قال لموقع جنوبية أن ” هذه بوادر قمة القدس، وحزب الله يعتبر أنه أنجز مهمته في سوريا ويسلم مواقعه للقوات السورية”.

وأضاف ان “وجود حزب الله أصبح يشكل عبئاً ماليا كبيرا في ظل الضائقة الاقتصادية التي يمر فيها وتمر فيها ايران نتيجة العقوبات الاميركية ، وخاصة مع الضغوطات الأميركية على روسيا والنظام السوري التي اسفرت عن انسحاب فصائل الفاطميون والنجباء وكتائب العباس وغيرها الى العراق ضمن حسابات إيرانية لتعزيز مواقعها في الداخل الإيراني والعراق”.

بالنسبة لحزب الله يقول الدكتور العزي ان “هناك رعاية دولية للوضع اللبناني وحدّ لهيمنة الحزب على القرار السياسي في بيروت، مع الشروع بترسيم الحدود ألمائية وجولات ساترفيلد، لذلك فإن حزب الله يعاني من حرب مفتوحة وربما يتعرض لحرب من إسرائيل، وكذلك أميركا تصر على تحجيمه حتى إلغاء وجوده المسلّح”.

والسؤال يطرح: هذا الانسحاب والتجمع في مناطق مرافقها غارات إسرائيلية أمس فما هو السبب؟ هل هناك خرق من قبل حزب الله وإيران، أو أنه عقاب بسبب عدم الالتزام؟

يجيب الدكتور العزي خاتما: ” كانت الغارات الإسرائيلية نوعية والبوارج شاركت لأول مرة بقصف سوريا بصواريخ كروز وكانت الغارات قوية جداً. وبغض النظر عن نوعية الغارات وطبيعتها العسكرية، فإن أهمية غارات أمس هي أنها جاءت بعد القمة الأمنية في تل أبيب، قبل أسبوع وهي ربما تنبئ عن إرادة أميركية إسرائيلية بالتزام السرعة في تطبيق التفاهمات، فهناك 13 موقعا تعرض للهجوم الإسرائيلي مع سقوط قتلى وجرحى وهذا إشارة قوية لا أحد يعرف مغزاها إلا الإيراني والسوري”.

اقرأ أيضاً: الغارات الإسرائيلية على سوريا تتواصل فما جدوى منظومة الأس 300؟

وفي سياق متصل  لفت ما أورده  “المرصد السوري لحقوق الإنسان” نقلا عن مصادر وصفها بالموثوقة، قولها إن حزب الله يسحب هذه الأيام قواته من الأراضي السورية بعيدا عن أعين الإعلام.

وحسب تقرير المرصد، فقد جرى سحب مجموعات كبيرة من قوات حزب الله بشكل سري من مناطق متفرقة في العاصمة دمشق وريفها والجنوب السوري. ولم يُعرف سبب هذه الخطوة.

وكان المرصد السوري قد نشر في شهر نيسان/ ابريل من العام الجاري، أنه علم من عدد من المصادر الموثوقة أن ميليشيات حزب الله اللبناني عمدت على مدار أسبوع، وبشكل مفاجئ إلى الانسحاب من بعض مواقعها في بلدة قارة التابعة للقلمون الغربي شمال العاصمة دمشق.

السابق
بعد موقعة كفرمتى… رامي الريّس لجنوبية: موكب «الغريب» هو من اقتحم وأطلق النار
التالي
نوفل ضو: معركتي سياسية سيادية وليست طائفية