التقي لـ«جنوبية»: نقابة المحررين غائبة عن المواقف وتحكمها السيطرة الحزبية

يقظان التقي

بدأ العد العكسي لإنتخابات نقابة المحررين، التي ستكون مطلع الشهر المقبل “محتدمة” بعدما تبلورت صورة منافسة، يبدو أنها ستكون بمثابة “كسر عضم” بين مستقلين في لوائح أو منفردين طامحين للتغيير، ولائحة مدعومة من الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية، في مشهد يتماهى مع ما شهدته مختلف النقابات.

اقرا ايضا: السلطة تتكتّل في انتخابات المحررين.. القصيفي يُعلن عن لائحة «الوحدة النقابية


قرر الإعلامي يقظان التقي خوض غمار المشاركة في الإستحقاق، وأوضح لـ”جنوبية” أن”القرار يأتي انطلاقاً من موقف ورسالة نقدية، بعد أن تحوّلت الدورة الماضية من الإنتخابات إلى صراع حزبي، بغية الهيمنة على النقابة بين اللائحتين السابقتين ، وأعطتنا درساً بأن التعاطي مع الأحزاب متعب وشيطنة لأن هدفها السيطرة على العمل النقابي، كما تعرضنا للإهانة لمجرد أننا ضدهم، فمطلوب أن نكون معهم بل بالأحرى أن نكون لهم بعيداً عن استقلالية العمل النقابي”.


ولفت إلى أنه “هذه المرة أردنا ايصال الصوت بالترشح من أجل الحرية بكل بساطة، لأن الأوضاع في نقابة المحررين لا تتماشى مع القرن الـ21 بهذه الطريقة من التبعية للأحزاب، فهناك بعض الأسماء تعمل لتسجيل حضورها على حساب طاقات في العمل الصحافي، لذلك التقينا في لائحة مستقلة حملت إسم “الصحافيون المستقلون” (تضم إلى جانبه نهاد طوباليان ومي أبي عقل و أنطوني العبد) لتوحيد الطاقات في إطار تسجيل حضور كما بقية الزملاء، لأنه كان هناك اتجاه لتركيب لائحة بالتزكية بطريقة من الحمق الإعلامي والسياسي، في وقت كل النقابات تشهد معارك انتخابية ، وهذه النقابة بما تمثله تُحتّم أن يكون الإعلام سلطة مستقلة وخارج الدائرة السياسية والمالية، و كان المطلوب توصيل رسالة لا للائحة تزكية، وأنه حان الوقت لنقابة حدثية مدنية تُعنى بهموم الصحافيين تعنى بقضايا الوطن”.

هذه المرة أردنا ايصال الصوت بالترشح من أجل الحرية بكل بساطة

وأوضح أنه “لم تتخذ النقابة موقفاً ديبلوماسياً حتى تجاه القضايا الوطنية وحتى العربية، فالعمل الصحافي مفتوح على لغة التعبير والحريات العامة، ولكن ليس على حساب ضرب علاقات لبنان العربية، كما أنه غابت النقابة عن التضامن مع أوضاع الصحافيين الذين باتوا من الطبقة الفقيرة وكان هناك امكانية للتعاون مع هيئات دولية ومؤسسات مدنية للنهوض بهذا القطاع ومساعدة أهله على الصمود، لأن العامل المادي مهم جداً لأنه لا يمكن الطلب من صحافي بأن يكون مستقلاً وهو مربوط مالياً بظروف صعبة، فكان المطلوب منها من جهة الحفاظ على استقلالية النقابة وعلاقاتها العربية ومن جهة تكون جزءاً من هذه المسؤولية الإجتماعية بمساعدة الصحافيين ، وهذا كله غير موجود، فالنقابة غائبة عن المواقف و تحكمها العلاقات العامة والسيطرة الحزبية”.

كما هناك سعي لإنتفاضة والدفاع عن استقلالية الجسم القضائي في البلد على الجسم الإعلامي أن يكون عاملاً مساعداً له


وشدد على “أن الترشح هو لنقول لا لكل ما يحصل ولتسجيل موقف، لأنه حان الوقت للإعلام، بعد الانهيارات الكارئية التي تكاد تدمر البلد بما فيه، أن يدرك وظيفته فالإعلام لاعب أساسي خارج النفق السياسي ويجب أن يتحرر من الإرتهانات السياسية وأضاف”: لأن هناك سؤال من يصنع من في البلد؟ هل السياسي يصنع الإعلامي أم العكس؟ لذلك علينا كإعلاميين أن نصنع سياسة جديدة ولا يمكن الإستمرار على هذا النمط و يجب القيام بمراجعة نقدية”.
واعتبر أنه “كما هناك سعي لإنتفاضة والدفاع عن استقلالية الجسم القضائي في البلد، على الجسم الإعلامي أن يكون عاملاً مساعداً له، فإذا كنا نطمح إلى بلد حديث ونقابة حديثة تعيد الإعتبار والثقة لعمل الصحافيين يجب على الجسم الإعلامي أن يستعيد مكانته ، وهذا ما نعمل لتحقيقه من خلال تلك الإنتخابات لفتح ثغرة ونافذة لمسيرة جديدة على البقية متابعتها “.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية ليوم الخميس 25/11/2021
التالي
«حركة بلا بركة» داخلياً وخارجياً..«والقضاء الأعلى» يَنسف تفاهمات «لقاء بعبدا»!