«حركة بلا بركة» داخلياً وخارجياً..«والقضاء الأعلى» يَنسف تفاهمات «لقاء بعبدا»!

نجيب ميقاتي و ميشال عون
بـ"هجمة مرتدة" جديدة "صدّ" مجلس القضاء الاعلى بمؤسساته ومحاكمه وهيئاته الهجمة المستمرة من قبل"الثنائي الشيعي" على المحقق العدلي في قضية إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار لكف يده عن الملف.

ويؤشر هذا الكباش والذي خسر “حزب الله” احدى جولاته ايضاً امس امام “القضاء الاعلى” والبيطار، الى مزيد من التأزم والتشظي الداخلي قد يتمدد الى الانتخابات النيابية في 15 ايار 2022.

وترى مصادر سياسية لـ”جنوبية”، ان ما يجري من “حرب قضائية” هي بين “حزب الله” والرئيس نبيه بري والرئيس ميشال عون وصهره من جهة وبين قضاة “تمردوا” على عون ولقاء بعبدا الرئاسي الثلاثي والذي هدف الى تغطية اي قرار بحق البيطار من دون ان تتحمل جهة بعينها المسؤولية وحدها ولمنع الاحراج الاعلامي والسياسي امام اهالي ضحايا المرفأ.

وتشير المصادر الى ان هذه “المعركة” تنعكس بدورها على مستقبل الحكومة والتي لن تعود الى الانعقاد طالما بقي “حزب الله” ممانعاً لبقاء البيطار محققاً عدلياً في انفجار المرفأ.

وامس تسرب خبر استقالة منذ ايام كل من القضاة واللافت انهم شاركوا في حملة حزب الله على البيطار قضائياَ وهم  القضاة هم ناجي عيد وجانيت حنا وكارلا قسيس.

وفي قرار لافت ويرفض التدخلات والضغط من”حزب الله” على مجلس القضاء الاعلى والرئيس ميشال عون، ردّت الهيئةُ العامة لمحكمةِ التمييز امس الدعويَين المقدمتَين من رئيسِ الحكومةِ السابق حسان دياب والنائب نهاد المشنوق، كما ردّت دعوى مخاصمةِ الدولة التي تقدّم بها النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر. وحدّدتِ هيئةَ الغرفةِ الأولى في محكمةِ التمييز برئاسة القاضي ناجي عيد، المرجعَ الصالح للنظرِ بدعاوى الرد التي تُقدَّم ضدّ المحققِ العدلي، بمعزلٍ عن باقي المحاكم.

ما يجري من “حرب قضائية” هي بين “حزب الله” وعون وبري وباسيل من جهة وبين قضاة “تمردوا” على عون ولقاء بعبدا الرئاسي الثلاثي

وفي الشأن السياسي قال وزير الخارجية عبد الله بوحبيب بعد زيارة رئيس المجلس نبيه برّي، وردا على سؤال عم إذا كانت روسيا ستدخل على خط الوساطة بين لبنان ودول الخليج: بحثنا في هذا الأمر خلال الزيارة، روسيا موقفها ممتاز مع لبنان، لكن لا وساطة.

وفي الشأن الحكومي، قال: الله كريم، خرجت من عند الرئيس برّي متفائلا قليلا وكان مرتاحا للقاء الرئاسي الثلاثي.

إقرأ أيضاً: التعقيدات الحكومية والقضائية على حالها..وليالي بيروت الحالكة تنتظر «أُنس فيينا»!

واستبعدت  مصادر سياسية ان يقدم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على دعوة مجلس الوزراء للاجتماع قريبا، في ظل استمرار  انسداد افق المخارج المطروحة، وقبل تبديد العقبات والشروط الموضوعة، والحصول على ضمانات الاطراف السياسيين كافة، بتسهيل انعقاد جلسات الحكومة. وتوقعت ان يوسع  ميقاتي، مروحة مشاوراته، قبل ان يتخذ قراره النهائي بهذا الخصوص، خشية ان تؤدي مثل هذه الخطوة الى زيادة التعقيدات وتوسعة حدة الخلافات، بدلا من حصرها، بنطاق محدود.

وقالت المصادر المذكورة إن مسؤولية تعقيد  ازمة تعليق اجتماعات الحكومة، ليست محصورة بإصرار حزب الله على تنفيذ شرطه، بازاحة المحقق العدلي بتفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار عن هذه القضية فقط، بل تتعداه الى تعطيل رئيس الجمهورية ميشال عون، للمبادرة التي تفاهم عليها البطريرك الماروني بشارة الراعي مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري،  لحل هذه المشكلة، واطلع عون عليها مباشرة يومذاك.

انهيار الليرة

وامام حالة الاستعصاء السياسي والقضائي، تراجعت الليرة إلى مستوى منخفض جديد مقابل الدولار وسط حالة من الشلل الحكومي مع تفاقم الانهيار المالي في البلاد، وقد لامس سعر الدولار ال25 الف ليرة في تراجع هو الاكبر منذ تموز عندما وصل الى نحو 24 ألفاً ، وهكذا خسرت العملة الوطنية أكثر من 95 في المائة من قيمتها منذ صيف 2019.

ميقاتي لن يقدم على دعوة مجلس الوزراء للاجتماع قريبا، في ظل استمرار  انسداد افق المخارج المطروحة

وجديد معالم الانهيار اعلان وزير الاقتصاد عن رفع سعر ربطة الخبز الى عشرة الاف ليرة، عقب يوم من ارتفاع سعر صفيحة البنزين 2400 ليرة، وبات سعر الصفيحة نحو 320 ألفاً اي نحو 15 دولاراً وفق سعر الصرف في السوق السوداء والغاز 1500 ليرة وبات سعر قارورة الغاز 276 ألفاً اي نحو 12 دولارا، ووفقا لاوساط اقتصادية فانه كان من المفترض أن يلحظ جدول الأسعار انخفاضاً في سعر البنزين، لأن أسعار النفط انخفضت عالمياً، لكن مصرف لبنان الذي كان يؤمن 90 في المائة من اسعار المحروقات على سعر صرف 19000 ليرة لبنانية للشركات المستودة، اصدر تعميما جديدا رفع السعر الى 19500 ليرة، وهذا أدى إلى ارتفاع سعر صفيحة البنزين. وفي هذا السياق، أعلن ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا عن جدول أسعار جديد سيصدر اليوم، لافتاً الى أن «الجدول يصدر مرتين في الأسبوع بسبب عدم الاستقرار في سعر صرف الدولار». وحذر من أن «البلد ذاهب نحو الهاوية إذا لم يستقر سعر الدولار» وشدّد على أن «لا قدرة للمحطات على تحمّل الـ 10% والاستمرار في الجعالة الحالية»، واصفاً قرارات مصرف لبنان بـ»الخاطئة وغير السليمة»، وطالبه «بتأمين الدولارات للدواء والمحروقات.

السابق
التقي لـ«جنوبية»: نقابة المحررين غائبة عن المواقف وتحكمها السيطرة الحزبية
التالي
أسرار الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 26 تشرين الثاني 2021