القصة الكاملة لرد حزب الله «المحسوم».. لا إصابات ومعلومات جديدة عن الآلية المستهدفة

مارون الراس
يوم أمس اندلعت جبهة الحدود... حرب محدودة لم ينجرّ فيها أيّ من الطرفين إلى "المجهول".

4 ساعات من حبس الأنفاس عاشها اللبنانيون يوم أمس، وتحت وقع “الحرب” و”اللاحرب”، تسارعت التوقعات والتحليلات، فيما شهدت بعض المناطق الجنوبية حركة نزوح لافتة رصدتها بعد وسائل الإعلام.
على الحدود كان الوضع “ساخناً”، استنفار إعلامي وابتهاج سكاني بالعملية التي نفذها حزب الله، كل هذا ترافق مع تعليقات عفوية من السكان، إذ قال أحد المواطنين الـ”LBCI”، “بدهم يرجعونا للعصر الحجري اي نحن رح نرجعهم لعصر الإمام علي”، فيما أكّدت مواطنة جنوبية للقناة نفسها أنّه لولا المقاومة لما كانت هي والإعلام اليوم في أرض الجنوب.
أجواء الحرب التي عاشها لبنان، أدّت إلى انقسام المشهد بين متحضّر لخوضها وبين خائف من ويلاتها، فيما نشطت الحركة السياسية المحاولة استدراك الموقف ومنع آتون الحرب من العصف بهذا البلد الواقف “على كف عفريت”.
فما هي القصة الكاملة لأحداث الأمس؟

اقرأ أيضاً: علوش لـ«جنوبية»: الحريري لم يتماه مع «حزب الله».. ولا للإستراتيجية الدفاعية!

حزب الله ينفذ وعده .. الرد “حُسم”

لم يمضِ 24 ساعة على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي أكّد فيه أنّ “الرد محسوم”، على الغارة الاسرائيلية التي استهدفت اثنين مقاتليه في سوريا وعلى الطائرات المسيّرة، حتى أعلن الجيش الإسرائيلي يوم أمس الأحد أنّ صاروخاً مضاداً للدبابات أطلق من لبنان صوب مستوطنة أفيفيم الحدودية.
وعلى الإثر، طالب العدو سكان المستوطنات المحاذية للحدود اللبنانية (التي تبعد حتى 4 كلم) بـ”البقاء في أماكن مغلقة وفتح المخابئ في المنطقة، كما شدد على ضرورة “إلغاء جميع الاعمال والنشاطات في منطقة السياج الحدودي مع لبنان بما فيها الاعمال الزراعية”.
وفيما تضاربت المعلومات حول مصدر الصاروخ، وإن كان هو الرد المرتقب من حزب الله، أصدر الحزب بياناً قال فيه “عند الساعة الرابعة والـ15 دقيقة من بعد ظهر اليوم الأحد، بتاريخ 1أيلول 2019، قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية عند طريق ثكنة افيفيم وقتل وجرح من فيها”.

الرد الإسرائيلي

صاروخ حزب الله لم يمر دون ردّ من العدو، إذ أطلقت المدفعية الإسرائيلية عدداً من القذائف على المناطق المحيطة بمواقعها العسكرية داخل مزارع شبعا المحتلة، مستهدفة خراج بلدتي مارون الراس وعيترون الحدوديتين، وسط تحليق طائرات الاستطلاع على علو منخفض في اجواء بلدة مارون الراس.

في السياق نفسه أوضحت مصادر الجيش الإسرائيلي أنّ الصواريخ التي أطلقها حزب الله هي قذائف كورنيت الفعالة جدا ضد المدرعات، معلنة إصدار أوامر للجنود الإسرائيليين في الشمال للتأهب.

وأوضح الإعلام الإسرائيلي أنّ “حزب الله نفّذ هجومين، في الأول لا إصابات، فيما لا يزال الإشتباك مستمر في الثاني حتى اللحظة، وعلى ما يبدو فإنّ الجيش الإسرائيلي غير قادر على الوصول للمكان الثاني لمعرفة حجم الخسائر”.

ونقلت قناة “المنار” عن الإعلام الاسرائيلي إعلانه أنّ “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يجري مشاورات مع قادة الجيش الإسرائيلي، طلب من الأميركيين والفرنسيين الضغط لوقف التصعيد”، ونُقل عن نتنياهو قوله قبيل اجتماع الكابينت أنّ “لبنان سيدفع الثمن”.

الجيش يصدر بياناً واليونيفيل يتحرّك

وفي تعليق على التطورات على الحدود صدر عن قيادة الجيش– مديرية التوجيه، بياناً جاء فيه “استهدفت قوات الإحتلال الإسرائيلي خراج بلدات مارون الراس، عيترون ويارون بأكثر من 40 قذيفة صاروخية عنقودية وحارقة، مما أدى إلى إندلاع حرائق في احراج البلدات التي تعرضت للقصف، وأعلن لاحقاً عن توقف القصف”.
وتزامناً مع ذلك أجرت قوات اليونيفيل في الناقورة، اتصالات مباشرة مع الأطراف المعنية، لمنع تصعيد وتيرة الوضع الأمني في الجنوب.

انتهاء “المعركة”.. لا إصابات

فور شيوع خبر إطلاق الصاروخ، أكّد الإعلام الإسرائيلي وجود إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين، فيما تحدّثت معلومات عن مقتل قائد فرقة الشمال افيف كوخافي أثناء جولة تفقدية لـ”الجبهة الشمالية” والاشراف على الجاهزية للجيش الإسرائيلي.

هذه الأنباء نفاها نتنياهو مؤكداً عدم وقوع إصابات، هذا وأعلن في تصريح متلفز انتهاء تبادل إطلاق النار، قائلاً أنّه تمّ إطلاق حوالي 100 قذيفة على المناطق الحدودية.
وأشار نتنياهو إلى أنه “سيتم إتخاذ قرارات بالخطوات المستقبلية بشأن الوضع على الحدود اللبنانية بناء على تطورات الموقف”.
وأضاف: “لقد أمرت بالاستعداد لأي سيناريو، في هذه اللحظة يمكنني أن أعلن أنه ليس لدينا خسائر، لم يصب أي مقاتل ولا حتى خدش”.
في السياق نفسه قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس للصحافيين “الحدث التكتيكي بالقرب من أفيفيم والذي تمثل في تبادل إطلاق النار انتهى على الارجح”، مشيرا إلى إصابة سيارة إسعاف عسكرية جراء ما حصل.

الحريري يتابع الأوضاع.. وباسيل يتحرك
في سياق هذه التطوران، أجرى رئيس الحكومة سعد الحريري اتصالين هاتفيين بكلّ من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، طالباً تدخل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمجتمع الدولي في مواجهة تطور الأوضاع على الحدود الجنوبية.
كذلك أجرى الحريري إتصالاً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووضعه في أجواء الإتصالات الدولية العاجلة التي أجراها، كما إتصل بقائد الجيش العماد جوزيف عون واطلع منه على الإجراءات التي يتخذها الجيش.
هذا وأجرى ‏وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اتصالات مكثفة مع عدد من المسؤولين في لبنان والخارج واكبت تطورات الجنوب، وكان سبقها اتصالات مع جهات دولية للجم التصعيد وتحذير اسرائيل من مغبّة التمادي في خرق القرار 1701 ومحاولة تغيير قواعد الاشتباك بينها اتصال مع نظيره الألماني.
وقد اطمأن باسيل إلى أنّ حجم الردود كان مدروساً ومتناسباً وأبدى ارتياحه الى استعادة المعادلة التي تحمي لبنان منذ العام 2006.

معلومات عن الآلية المستهدفة

نشر الإعلام الحربي التابع لـ”حزب الله” معلومات عن الآلية العسكرية الإسرائيلية التي استهدفها عند طريق الثكنة العسكرية في مستوطنة أفيفيم بقذائف، موضحاً أنّ الآلية هي عربة مدرعة متعددة المهام من طراز Wolf (الذئب)، وأنّها من إنتاج شركة “رافائيل للصناعات العسكرية الإسرائيلية”، وتتسع لـ8 جنود.
ولفت “حزب الله” إلى أنّ الآلية في خدمة الجيش الإسرائيلي منذ العام 2005 ومخصصة لجميع أنواع المهمات المصفحة بما في ذلك القيام بالدوريات العامة ونقل الجنود والبضائع وغيرها، مبيناً “أنّ الآلية تتمتع بالعديد من ميزات الحماية المثبتة للطاقم في تصميم قمرة القيادة، ما يوفر لها مميزات عدة في ساحة المعركة، لتلبية متطلبات أي قوة قتال حديثة”.

اقرأ أيضاً: أقصر حرب: «رمل برمل» والحمد لله على السلامة بيبي – حسن

وقال “حزب الله” أنّ “العربة مدعمة بشبك حديدي على المصابيح الأمامية للقيادة في الإضاءة المنخفضة، مشيراً إلى أنّه تتم إضافة مرايا الرؤية الخلفية إلى كل زاوية أمامية قصوى من مقصورة المحرك لخدمة السائق. أمّا، ما تبقى من جسم المركبة، فيشغله طاقم التشغيل والجنود. وتوفر الأبواب الجانبية المفصلية إمكانية الوصول إلى الصفوف الأولى والثانية من المقاعد. ويمكن لسقف الهيكل قبول منصة الأسلحة البعيدة المدى (RWS) التي تسمح للجند بالتعامل مع أي هجوم دون التعرض للإصابة”، مشيراً إلى أنّ “”Wolf” تتميّز بتصميم داخلي موحد يسمح بتكيف المركبة مع متطلبات المشغل. وتشمل وسائل الراحة للطاقم، منها مكيف هواء لعمليات المناخ الحار، وكاميرا خلفية للتوجه للوراء. وتم تمديد حماية الدروع (الحماية من الألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة) في جميع أنحاء الهيكل لتشمل أبواب مقصورة الطاقم وكذلك الباب المواجه للخلف. ويمكن للقمرة الداخلية في العربة أن تتسع 12 شخصا، كما أنها توفر مساحة لاثنين من المصابين”.
أما في ما يتعلق بالمحرك، فقال الحزب “يتم تزويد “Wolf” الآلية المدرعة بمحرك توربو ديزل V8 بقوة 325 حصانا. ويتم تزاوج هذا مع نظام نقل خمس سرعات وهيكل السيارة معلق بالكامل. وتربض المركبة أيضا على قاعدة محاورها لتوفير خلوص أرضي ممتاز وتكون العجلات متباعدة جيدا عن بعضها البعض، مما يوفر توازنها. كل هذا يعزز الصفات المريحة والقوية على الطرق الوعرة من خلال تصميم منتج واحد قوي”.

السابق
الشيخ الطفيلي: شكراً لدولة الفساد اللبناني
التالي
العرب «يحشرون» العهد القوي.. ولا يتضامنون