العرب «يحشرون» العهد القوي.. ولا يتضامنون

اجتماع وزراء الخارجية في الجامعة العربية
عربياً، لم تكن المواقف متضامنة مع الدولة بقدر ما كانت مناشدة لها بفرض قرارها، حيث شددت على ضرورة أن لا يكون قرار الحرب بيد طرف واحد، لما سيخلفه ذلك من تبعات على الدولة وعلى الشعب اللبناني ككل.

ومن المواقف البارزة، أفيد بأن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط يتابع بقلق وانزعاج تطورات تبادل إطلاق النار في المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل، مؤكداً أن انفراد جهة أو فصيل باتخاذ قرارات مصيرية متعلقة بالحرب هو أمرٌ لن يصب في صالح الدولة اللبنانية أو الشعب اللبناني في عمومه، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
ورغم تأكيده على تضامن الجامعة العربية الكامل مع الدولة اللبنانية في مواجهة أية اعتداءات تتعرض لها، إلا أنه حذّر من الانزلاق نحو المواجهات العسكرية التي قد تخرج الوضع عن السيطرة، محملاً المجتمع الدولي مسؤولية ضبط ردود الأفعال الإسرائيلية التي قد تدفع بالأمور نحو مزيد من التصعيد لأغراض انتخابية داخلية.

اقرأ أيضاً: وزير خارجية البحرين يصف عملية حزب الله بـ «الاعتداء» ينتقد موقف الدولة اللبنانية

وأوضح مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن “الحفاظ على مصداقية مؤسسات الدولة اللبنانية أمام المجتمع الدولي يجب أن يُمثل أولوية متقدمة في هذا الظرف الدقيق، وانفراد جهة أو فصيل باتخاذ قرارات مصيرية متعلقة بالحرب هو أمرٌ لن يصب في صالح الدولة اللبنانية أو الشعب اللبناني في عمومه”.
من جهة أخرى، استشهد وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بكلام من خطاب رئيس حزب القوات سمير جعجع، مساء الأحد، حيث غرد على تويتر كاتباً: “من غير المقبول ان يوضع لبنان امام احتمال حرب مدمرة لا ناقة له فيها ولا جمل. ماذا يبقى من هيبة الدولة ومن مقومات العهد القوي اذا كان القرار الاستراتيجي الاول والاخير في يد اطراف خارج مؤسسات الدولة – الدكتور سمير جعجع”.
وانتقد هجوم حزب الله على اسرائيل، متهما الدولة اللبنانية ب”التفرج” على التصعيد على حدودها. حيث كتب في تغريدة أخرى: “اعتداء دولة على أخرى شيء يحرمه القانون الدولي. ووقوف دولة متفرجة على معارك تدور على حدودها و تعرض شعبها للخطر هو تهاون كبير في تحمل تلك الدولة لمسؤولياتها”.
وذهبت البحرين بعيداً، عندما دعت وزارة خارجيتها من جميع مواطنيها المتواجدين حاليا في لبنان المغادرة فورا مع توخي أقصى درجات الحيطة والحذر. وجددت دعوتها لجميع المواطنينبعدم السفر نهائياً إلى لبنان، وذلك حرصاً على سلامتهم، وتجنبا لأي مخاطر قد يتعرضون لها جراء هذه التطورات، بحسب بيان الخارجية.

اقرأ أيضاً: الجامعة العربية: انفراد فصيل بقرار الحرب ليس لصالح لبنان

وعلقت الإمارات على الأحداث الأخيرة، بلسان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، الذي اعتبر أن قرار الحرب والسلام والاستقرار يجب أن يكون قرار الدولة اللبنانية، وأن اللبنانيين طالما عانوا من انفراد القرار وتداعياته.
وقال قرقاش في تغريدة على حسابه على تويتر: “قلوبنا مع لبنان واللبنانيين هذا المساء، فطالما عانوا من انفراد القرار وتداعياته، والمنطق أن قرار الحرب والسلام والاستقرار يجب أن يكون قرار الدولة ويعبر عن مصالحها الوطنية وسلامة مواطنيها في المقام الأول”.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد اجرى اتصالاً برئيس الحكومة سعد الحريري، تم خلاله التشاور في شأن آخر تطورات الوضع على الحدود الجنوبية اللبنانية عقب العملية الأخيرة.

السابق
القصة الكاملة لرد حزب الله «المحسوم».. لا إصابات ومعلومات جديدة عن الآلية المستهدفة
التالي
«إسرائيل – حزب الله» على الطريقة اللبنانية: لا غالب ولا مغلوب