ما هي أبعاد تصدي الجيش اللبناني لطائرات العدو الاسرائيلي المسيّرة؟

الجيش اللبناني
في خبر تصدر عناوين الصحافة المحلية والعربية، تصدى الجيش اللبناني، مساء الأربعاء، لطائرات اسرائيلية معادية خرقت الأجواء اللبنانية قادمة من الأراضي المحتلة، وحلّقت فوق مركز له قرب الحدود في قرية العديسة الجنوبية. في عملية دفعت بالطائرات بالعودة الى قواعدها.

وشاهد عدد من أهالي بلدة العديسة الحدودية عملية اطلاق النار التي قام بها عناصر من الجيش، مرددين عبارات “الله مع الجيش” و”أضرب” و”الله أكبر”، وانتقلت هذه الحماسة الى مواقع التواصل الإجتماعي، حيث تصدر هاشتاغ “#الجيش_اللبناني” على تويتر لبنان بعد وقت قصير من انتشار الخبر، حيث عبّر الناشطون عن فخرهم واعتزازهم بتصرف الجيش بوجه الطيران المعادي.

تساؤلات عدة أثيرت بعد العملية حول القرار بالتصدي للعدوان، وكيفية التصدي، وعن تداعياته، وفقد تم الحديث عن أن القرار باطلاق النار أتى على خلفية قرار صادر يقضي بأن يرد الجيش على أي خرق إذا تمت رؤيته بالعين المجردة، وقيل أيضاً أن الجيش بهذا التصدي قد نفذ أول قرارات المجلس الأعلى للدفاع، الذي اجتمع في بيت الدين عقب الإعتداء على الضاحية الجنوبية، واتخذ قرارات سرية.

وتم التداول في الساعات القليلة التي سبقت عملية الجيش، بأن رسائل سرية نُقلت الى لبنان، مفادها أن اسرائيل لن تتعامل مع الأمر بمنطقين، وأن أي رد من الاراضي اللبنانية مهما كان سيعني حربا كاسحة. مما قد يعطي انطباعاً بأن حزب الله لن يرد، وسيكون رد الجيش هو الرد الرادع الذي ينهي التساؤل اليومي عن تحول التوتر القائم الى حرب. إلا أن حزب الله أيضاً ليس بوارد التعامل بمنطقين أيضاً، وأمين عام الحزب السيد حسن نصر الله لن يضع نفسه بموقع المتراجع عن كلامه، أمام جمهوره وأمام الرأي العام.

وللوقوف على تداعيات رد الجيش والتصور العام للمرحلة المقبلة، قال الصحافي والكاتب السياسي جوني منير، في حديث لجنوبية، بأن رد الجيش اللبناني ليس الأول من نوعه، فكلنا نتذكر قضية “الشجرة” في العديسة وغيرها من العمليات الدورية، فعندما يكون هناك مواجهة بين الجيش والعدو الإسرائيلي، فإذا ظهر الهدف أمامه فهو لديه أوامر بالتصدي له.

وأشار الى أن القرار هذا ليس بجديد وليس مستجداً بعد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، ولكن ما قام به الأعلى للدفاع هو فقط تجديد التأكيد على القرار. واعتبر أنه وبالسياسة، الجيش وجه ضربة لإسرائيل لأنها لم تعد قادرة بأن تخرج وترد على الجيش، فاسرائيل كانت تريد رداً من حزب الله، كي تملك “حجة” لافتعال اشكال، ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يريد هذا الإشكال، وبالتالي رد الجيش منعها من افتعال هذا الإشكال، لأن هذا الجيش يدافع عن أرضه وهو يتعرض لاعتداء. ولفت منير الى أنه من الأمس الى اليوم لم نعد نسمع عن خروقات جوية لاسرائيل.

هل سيرد الحزب؟

في هذا الشأن، أكد منير أن عملية الجيش لن تمنع حزب الله من الرد الذي يحضره، وقال: “هناك رد سيقوم به الحزب ولكنه لن يشكل ذريعة لشن اعتداء وحرب على لبنان”.

وتوقع أن الرد هذا سيكون أمنياً وفي الداخل الاسرائيلي، ولن يكون من خلال الأراضي اللبنانية. وعن التحقيقات بملف الطائرة التي سقطت في الضاحية الجنوبية، فأشار الى انه تم تحقيق خطوات كبيرة حول معرفة كيفية انطلاقها ومن أين انتقلت وغيرها.

اقرأ أيضاً: القطوع الأمني مرّ.. ماذا عن الإقتصاد والقضاء؟

أما في خصوص الرسائل التي تتكلم عن أن الرد من قبل الحزب سيعني حرباً حتمية، قال: “أولاً من المؤكد أن لا حرب، أما ثانياً، فربما نتنياهو بحاجة لتعزيز أوراقه في الداخل الإسرائيلي، وبالتالي ما حصل من رد للجيش، أجهض أحد أهداف نتنياهو، لكن هذا لا يعني أن حزب الله لن يرد، والعملية ستكون من الداخل الإسرائيلي وسنذكر بعضنا”.

هل تعمد الجيش عدم اسقاط الطائرات؟

في هذا الخصوص، لفت منير الى أنه لم يتعمد الجيش عدم اسقاط الطائرات، فعلى الحواجز الأمنية، ليس هناك مضادات للطيران، فالمكان أجبر الجيش على استخدام أسلحة خفيفة، وهم حاولوا اسقاطها، ولو تم اسقاطهم ليس لأحد أن يعترض أو يقول شيئاً ففي النهاية هناك اعتداء على السيادة، والجيش الوطني هو من يرد، وبالتالي لا ذرائع لإسرائيل”. 

السابق
نتنياهو يهدد: لن نقف مكتوفي الأيدي… «ديروا بالكم»
التالي
بالفيديو.. الجيش الإسرائيلي: صورة توضيحية لمشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان