ما هو مصير تحالف اقطاب لـ«طرابلس» بعد الهزيمة البلدية‏؟

شهدت معركة طربلس البلدية تحالف هش حصل بين الخصوم من القوى والزعمات الطرابلسية على تناقض مبادئها السياسية تسببت بنتائج سلبية ودفع جميع المتحالفين ثمنها من رصيدهم الطرابلسي. فهل سيبقي قوى الائتلاف على تحالفاتهم في المستقبل رغم نتائجها السلبية؟

بعد انتهاء الاستحقاق البلدي في لبنان الشمالي لم يعد بمقدور أحد انكار أن وزير العدل المستقيل أشرف ريفي ربح الرهان واستطاع أن يفرض نفسه زعيما على الساحة الطرابلسية التي كانت حتى الامس القريب قلعة تيار المستقبل. وعلى الرغم من تقارب الارقام بين اللائحتين، حسمت النتائج النهائية فوز لائحة “قرار طرابلس” المدعومة من ريفي، بـ16 مقعداً، فيما فازت لائحة “لطرابلس” الائتلافية بـ8 مقاعد بفارق لا يتعدى الـ 28 بين آخر الرابحين وأول الفائزين. إلّا أن وقع الخسارة لا شك كان شديدا على كل أفرقاء لائحة الائتلاف سيما أنّها جمعت أغلب زعامات طرابلس من تيار “المستقبل” والرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي ونواب المدينة وجمعية “الأحباش” و”الجماعة الإسلامية” وقسم كبير من العلويين.

النتائج صدرت وبدأت مرحلة قراءتها ومراجعة كل فريق حساباته وصوابية التحالفات والخيارات التي شكلت صدمة لدى اهالي طرابلس تبينت بشكل صريح في صناديق الاقتراع .

الحريري وميقاتي

والواضح أن الطرابلسيين لم يأخذوا الإئتلاف على محمل الجد سيما أنه جمع المتناقضات. والدليل التراشق الكلامي الذي حصل أمس بين الوزير السابق فيصل كرامي وبين النائب السابق وعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش على خلفية تصريح الأخير قال فيه أن “الوزير السابق فيصل كرامي يعتبر في المدينة عنصرا من حزب الله فقط لا غير”، فرد كرامي نحن “حلفاء للمقاومة في مواجهة اسرائيل على راس السطح، أما النائب السابق مصطفى علوش فهو يعتبر في المدينة عنصرا من الموساد فقط لا غير”.

إقرأ أيضًا: قطار «مدينتي» من بيروت الى بعلبك فطرابلس الاعتراض واحد

هذا التراشق الكلامي الذي اتى بعد انتهاء الانتخابات البلدية ببضعة أيام ترافق مع محاولة رمي كل فريق الخسارة على الطرف الآخر وهو ما يستدعي التساؤل هل سيبقى هذا التحالف مستمرا أم هو كان وليد اللحظة الانتخابية فقط؟

مدير مكتب الوزير السابق فيصل كرامي فادي كروم أجاب “جنوبية” أن “التحالف الانتخابي حصل لمصلحة طرابلس وهو حلف انمائي فقط إنما المواقف السياسية لا تزال كما هي فنحن لا نزال على مواقفنا وثوابتنا”. وتابع “التحالف تم بعدما اتفق الأفرقاء على المضي بالمعركة سويا لخدمة طرابلس”.

وعن استمرارية الإئتلاف قال إنه “لا شيئ يتوقف وأن أبرز وأهم الإحصاءات أكدت أن تحالف في لائحة “لطرابلس” هو من أقوى التحالفات بين القوى الطرابلسية لكن جوّ العام في المدينة كان ضد المستقبل”. وأضاف كروم “نحن لسنا بموقع تبادل الاتهامات ورمي الخسارة على الآخر لكن كل طرف عليه مراجعة ذاته وذلك لمصلحة طرابلس“.

وشدد كروم على أن “كل شيئ بوقته حلو” وعن التراشق الكلامي الذي حصل بين كل من كرامي وعلوش أنها اتهامات صدرت على نطاق ضيق مع الاحترام لشخص علوش إلا أن المقصود أن الاشكال لم يحصل مع قيادات المستقبل ومع الرئيس سعد الحريري”.

وخلص كروم أنه بالمجمل ” مبروك للرابحين والأكيد أنه سيتم مراجعة للنتائج ونقد ذاتي واعادة قراءة المزاج الشعبي الطرابلسي “.

إقرأ أيضًا: هل وصلت إشارات ريفي «الحريرية»…. للحريري؟!

ومن جهته، اكد عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر ان ” التحالف اعد فقط لانتخابات البلدية وكل ساعة لها ملائكتها”. وفيما يتعلق بتقييم البعض للتحالف على انه انتهازي اكد ان ” تيار المستقبل لا يعمل بشكل انتهازي”. لافتا الى انها “ليست المرة الاولى التي يحدث فيها تحالف”. وذكر انه في عام 2010 دخل المستقبل بائتلاف ضم ايضا الرئيس عمر كرامي”.

من جهة أخرى، مصدر في تيار المستقبل اكد لموقعنا أنه لا معطيات حتى الآن حول استمرارية التحالف والتقدير أنه سيستمر لكنه من المبكر الجزم من الآن”.

وتابع “يقوم تيار المستقبل بقراءاة التحالف وقراءة المشهد الطرابلسي بسكل كامل”.

وتابع المصدر أن التحالف الانتخابي رغم التباعد السياسي حصل لمصلحة طرابلس وانه حتى لو حدث بعض التراشق الكلامي بين الفريقين إلا انه على الصعيد العام التحالف قائم”.

وفيما لا تزال صيغة التفاهمات غير واضحة وما هي هدفها في ظل التباعد السياسي فيما بينها والخسارة البلدية التي دلت على الرفض الشعبي له، يطرح شك قوي في بقاء تحالفهم رغم نتائجه السلبية والتي دفع ثمنها الجمبع من رصيدهم الطرابلسي؟

السابق
طرابلس وفيّة للثورّة السوريّة
التالي
تحالف حزب الله أمل أوهن من بيت العنكبوت