«تعفيش البحر».. روسيا تنقّب عن الآثار في الساحل السوري دون إعلام نظام الأسد

طرطوس

دخلت روسيا على خط الصراع في سوريا وتقدمت نحو الساحل، فأنشأت قاعدة “حميميم” على أرض مطار باسل الأسد العسكري سابقاً، كما تمددت جنوباً لاستئجار ميناء طرطوس.

ووسط ذلك بدأت جماهيرية الأسد في حاضنته الشعبية تنخفض كون روسيا تحولت إلى الآمر الناهي في بيئة الساحل السوري وقطعت الطريق على الأسد الذي كان يرى في الساحل الملجأ الأخير لإنشاء دويلة علوية في حال أقصي من دمشق.

إقرأ أيضاً: معلومات لـ«جنوبية»: حمص وطرطوس واللاذقية خالية من الإيرانيين وحزب الله

لكنّ التوغل الروسي فرض ثقله في الاقتصاد كما السياسة، حتى وصل إلى الآثار مؤخراً، حيث بدأت بعثات روسية التنقيب في المدن القديمة على الساحل السوري والإعلان عن اكتشافاتها دون إعلام نظام الأسد بذلك.

آثار عمريت
آثار عمريت

انتقادات مباشرة لروسيا

وعلى ذلك وجهت مديرية الآثار والمتاحف في مدينة طرطس تقادات لروسيا لنشرها أخبار عن اكتشاف ميناء قديم يعود إلى العصر الروماني في طرطوس من دون التنسيق معهم.

وقال المدير العام للمديرية نظير عوض: “إن البعث السورية – الروسية أنهت قبل يومين أعمال المسح في ميناء طرطوس، وذلك ضمن مساحة محدودة قبالة جزيرة أرواد، ولكن الجانب الروسي نشر أخباراً عن اكتشاف ميناء قديم من دون التنسيق مع الحكومة السورية”.

وادعى عوض أنّ الاكتشاف الذي أعلنت عنه روسيا ليس بجديد وأن هذا الاكتشاف “معروف” بالنسبة للمديرية العامة للآثار والمتاحف، ودائرة آثار طرطوس، وكان هناك محاولة لتحديد حدوده والبقايا الأخرى، وأن المديرية كانت بانتظار تقرير مفصل من البعثة الروسية بخصوص الاكتشافات.

نبرة انتقاد مرتفعة غير مألوفة خرجت من مديرية آثار طرطوس تجاه البعثة الروسية

وأكد أنه كان يجب أن تجري مشاورات بين الجانبين بخصوص طريقة نشر هذه المعلومات، مشيراً أنه توجد معلومات ووثائق لدى دائرة آثار طرطوس، يجب أن تقارن مع ما تم التوصل إليه من كشوفات.

إقرأ أيضاً: هذه حقيقة باخرة البنزين «الشبح» من حارة حريك الى طرطوس..إبحث عن «قيصر»!

وذكر عوض أن أن الميناء المكتشف وبقية الاكتشافات معروفة مسبقاً “لنا”، ولكننا ننتظر من البعثة تقديم تقرير علمي، وأن يتفق الطرفان على طريقة نشر هذا الخبر، الذي يجب توخي الدقة والحذر فيه.

وأشار إلى أن الساحل السوري مليء بالكثير من الآثار سواء كانت موانئ أو مرافئ قديمة أو قوارب في قاع المياه.

وأوضح أن هناك بنوداً ضمن الاتفاقية يجب أن تراعى، وتتعلق بعض البنود بمسألة النشر العلمي، والتي تنص على التنسيق بخصوص مسألة النشر.

قلعة طرطوس
قلعة طرطوس

الاكتشاف الروسي

وكان كشف علماء روس، الأربعاء 27 كانون الثاني، عن عثورهم على ميناء قديم قبالة الساحل السوري، يعود إلى العصر الروماني.

ونقلت مواقع روسية عن مدير معهد العلوم الاجتماعية والعلاقات الدولية، قوله إن أنقاض الميناء القديم جرى العثور عليه خلال الموسم الثاني للبعثة الأثرية الروسية – السورية.

تحرص روسيا على الدوام على طلب تجنيد شبان سوريين لحماية المواقع التي تسيطر عليها روسيا في الأراضي السورية.

وقال تاتاركوف: “ربما لم يكن حتى ميناءً، لكنه حصن بحري من القرن الأول الميلادي، تم العثور على بقايا هياكل هيدروليكية ومنارة وأربعة أعمدة رخامية”.

وسبق أن كشفت مصادر محلية، عن قيام الروس بالتنقيب عن الآثار في مدينة تدمر شرق حمص ثم نقلها إلى قاعدة “حميميم” الروسية في ريف اللاذقية.

وكان كشف مارات جابيدولين، وهو عنصر سابق في مرتزقة فاغنر عن تفاصيل عن نشاطاتهم بـ سوريا، من بينها قيام زملاء له بنهب آثار من تدمر، وقطع رؤوس جنود سوريين لمنع آخرين من الهرب.

السابق
فضيحة مدوية يَكشفها درباس..فهمي والجيش أبلغا مسبقاً بشغب طرابلس ولم يتحركا!
التالي
«الموت الكوروني» يهزم الإقفال مجدداً..61 وفاة و2631 إصابة في 24 ساعة!