السفير الفرنسي أمام شخصيات ناشطة: إلتزامنا مساعدة اللبنانيين لا يعفيهم من المسؤولية!

قصر الصنوبر

مواكبة للتطورات التي يشهدها لبنان منذ 17 تشرين الأول الماضي، وتأكيدًا على أهميَّة التواصل مع كل الجهات المعنيَّة بالشأنِ اللبناني، وغداة انعقاد مؤتمر «المجموعة الدولية لدعم لبنان» في باريس، قام عدد من الشخصيات اللبنانية ضَمَّ، الروائية رشا الأمير، الصحافي علي الأمين، رجل الأعمال فيصل الخليل، المدوِّن إدمون رباط، رجل الأعمال يوسف الزين، ومدير مؤسسة «أمم للتوثيق والأبحاث» لقمان سليم بزيارة السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه في السفارة الفرنسية ببيروت، الذي جدد إلتزام فرنسا بمساعدة لبنان.

خلال اللقاء عرض المشاركون في الزيارة، كل من وجهة نظره، ومن خلفيته المهنية والسياسية، تشخيصه لواقع الحال المتدحرج على غير هدى أو ضابط منذ 17 تشرين الأول الماضي في أسبابه البعيدة والمباشرة، وما يرتئيه من دور يمكن لفرنسا أن تقوم به للمساعدة على إدارة هذه المرحلة المفصلية من سيرة لبنان.
وإذ أجمع المشاركون في الزيارة على أن حماية الحق في الاحتجاج السلمي، في كل المناطق اللبنانية، يبقى، بالنسبة إليهم، الأولويَّة بلا منازع باعتبار أنَّ الاحتجاج، اليوم، هو التعبير السياسي بامتياز عمّا يختلج في صفوف المجتمع اللبناني بتلاوينه كافة.

إقرأ ايضاً: المجاعة آتية ولا شرعية للسلطة.. «حماسة» كاهن ولا علاقة لبكركي!

وأجمعوا أيضًا، على أنَّ الأسباب المطلبية التي خرج اللبنانيون تحت لوائها في 17 تشرين لا تفهم في أبعادها العميقة، ولا تُعالج، في معزل من خلفياتها السياسية، المحلية منها والإقليمية، ومن ثم فإنَّ أي محاولة لترميم الوضع الذي كان قائمًا قبل 17 تشرين، تحت أي ذريعة أو حجة، ذر للرماد في العيون ومضيعة للوقت والجهد ــ فضلًا عن أنها محكومة بالفشل سلفًا.

السفير برونو فوشيه

أمّا السفير برونو فوشيه، وإذ جدد التزام فرنسا بمساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه اليوم كما في السابق، وإذ جدد التذكير بأن هذا الالتزامَ الفرنسيَّ لا يعفي اللبنانيين واللبنانيات من تحمل مسؤولياتهم الوطنية والمواطنية باعتبار أنْ لا فرنسا، ولا سواها من الدول الصديقة للبنان، يسعها أن تحل محل اللبنانيين واللبنانيات وأن تتصدى لما يفترض بهم وبهن أن يقوموا به حيال بلدهم وحيال بعضهم البعض، فهو لم يخف قلقه العميق مما تتدحرجه الأوضاع بلا ضابط أو كابح وتنحدر إليه، سواء على المستوى السياسي أو على المستوى الاقتصادي، وهو، بطبيعة الحال، ما ينذر بأسوإ العواقب.

ورغم كل ذلك حرص السفير فوشيه على التذكير ختامًا بعدد من محطات التاريخ الفرنسي الحديث معتبرًا أنَّ الأزماتِ والمحنَ الكبرى، على مضاضتها، يمكن، إن أحسنت إدارتها بحكمة وشجاعة ومسؤولية، أن تكون منعطفات للخروج من حالات المراوحة، وأن تشق الأفق لتلبية تطلعات المجتمعات والشعوب.  

السابق
بالفيديو: السلطة تفتح الطريق امام «الشبيحة»؟
التالي
ربيع الزين «مُخبر» السلطة وسجينها؟