«خيرسون» أم المعارك.. هل يتحوّل «حلم» بوتين الى كابوس؟!

فلاديمير بوتين
ركزت القوات الأوكرانية هجومها الأخير جنوبا على مدينة خيرسون وهي عاصمة إقليمية للمقاطعة التي تحمل اسمها وكانت تحت السيطرة الروسية منذ الأيام الأولى للغزو. هذا فيما أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا، أنهم يعملون على تحويل مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا إلى "حصن" منيع، تواصل روسيا إجلاء السكان منها بمواجهة تقدم قوات كييف. من ناحية أخرى، قالت كييف إن روسيا قصفت بالصواريخ منشآت للطاقة في أوكرانيا يوم السبت مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن مناطق عدة.

لا شك ان من شأن السقوط المحتمل لمدينة خيرسون في يد الاوكران أن يمثل إذلالا آخر لموسكو، بعد سلسلة من الهزائم في ساحة المعركة ونكسات أخرى، مما يزيد من محاصرة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ويمهد الطريق لتصعيد محتمل للحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثمانية أشهر.

لماذا خيرسون ام المعارك؟

خيرسون، عاصمة اقليمها التي سقطت المدينة والمناطق المحيطة بها في أيدي موسكو خلال الأيام الأولى من الحرب، وكانت خسارتها ضربة كبيرة لأوكرانيا بسبب موقعها على نهر دنيبر، بالقرب من مصب البحر الأسود، بالإضافة إلى دورها كمركز صناعي رئيسي تقع في نقطة تستطيع فيها أوكرانيا قطع المياه العذبة من نهر دنيبر إلى شبه جزيرة القرم، ومنعت كييف تلك الإمدادات الحيوية بعد ضم شبه جزيرة القرم، وذكر بوتين الحاجة إلى استعادتها كأحد الأسباب وراء قراره بالغزو.

واستخدمت أوكرانيا قاذفات صواريخ هيمارس التي قدمتها الولايات المتحدة لضرب جسر رئيسي على نهر دنيبر في خيرسون بشكل متكرر وسد كبير يستخدم أيضا كنقطة عبور.

خيرسون هي مفتاح المنطقة الجنوبية التي ضمها بوتين لروسيا بأكملها وخسارتها ستكون مقدمة للهزمة الشاملة

وتفاقم النقص بعد أن فجرت شاحنة مفخخة في الثامن من أكتوبر، جزءا من جسر كيرتش الاستراتيجي الذي يربط البر الرئيسي لروسيا بشبه جزيرة القرم، وهو جسر كان بمثابة مركز إمداد رئيسي للقوات الروسية في الجنوب.

ويقول خبراء عسكريون “إن خسارة خيرسون ستحول كل أحلام بوتين التوسعية في الجنوب الاوكراني إلى كابوس، لأن المدينة هي مفتاح المنطقة الجنوبية بأكملها التي ضمها الكرملين لروسيا، وخسارتها ستكون مقدمة للهزمة الشاملة، فموقعها الاستراتيجي يسمح للجيش الاوكراني اذا ما سيطر عليها باستهداف طرق الإمداد الرئيسية للقوات الروسية، لهذا سيحاول الروس الاحتفاظ بالسيطرة عليها بكل الوسائل”.

ولذلك، بالنسبة لأوكرانيا، فإن استعادة خيرسون من شأنها أن تمهد الطريق لاستعادة الجزء الذي تسيطر عليه روسيا من منطقة زابوريجيا ومناطق أخرى في الجنوب، وفي النهاية العودة إلى شبه جزيرة القرم.

الانتقام الروسي

ردت روسيا على الهجمات الاوكرانية بقصف البنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء أوكرانيا، كما أعلن بوتين الأحكام العرفية في خيرسون، والمناطق الثلاث الأخرى التي ضمها من جانب واحد في محاولة لتعزيز قبضة موسكو، غير ان القوات الروسية ما زالت تجد صعوبة متزايدة في وقف تقدم الجيش الاوكراني.

وقد مهّد القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفيكين، الطريق لانسحاب محتمل من خيرسون، معترفا بأن الوضع في المنطقة “صعب للغاية”.

وانسحب مسؤولون من الإدارة الإقليمية التي عينتها موسكو في خيرسون، إلى جانب موظفين مدنيين آخرين،وحوالي 60 الفا من المدينة التي كان تعداد سكانها قبل الحرب 280 الف نسمة.

ومن شأن السقوط المحتمل للمدينة في يد الاوكران أن يمثل إذلالا آخر لموسكو بعد سلسلة من الهزائم في ساحة المعركة

وتشير المعلومات الى ان هناك مخاوف من تدمير سد المدينة لإحداث فيضانات هائلة في المنطقة المسطحة.

وأشار رئيس مركز “بينتا” المستقل في كييف، فولوديمير فيسينكو، “إذا غادر الروس خيرسون، فإن الكرملين سيواجه موجة أخرى من الانتقادات الشديدة، للقيادة العسكرية والسلطات بشكل عام من دوائر وطنية متطرفة”، مضيفا أن سقوط المدينة سيزيد من إضعاف معنويات القوات المسلحة وربما تأجيج المعارضة لجهود التعبئة.

السابق
لائحة بطش «حزب الله» بعلماء الدين الشيعة المعارضين تطول.. والشيخ عباس يزبك «ليس آخرهم»!
التالي
بالفيديو: لبنان يغرق بـ«شبر ماء».. مواطنون محتجزون داخل سياراتهم على الطرقات!