لائحة بطش «حزب الله» بعلماء الدين الشيعة المعارضين تطول.. والشيخ عباس يزبك «ليس آخرهم»!

الشيخ عباس يزبك
لقد بدأ حزب الله في لبنان قبل أكثر من أربعة عقود، بنهجه السلطوي داخلياً، ساعياً كي يوظف كل مقدرات الطائفة الشيعية في لبنان، في مشروعه السياسي والاجتماعي والعسكري والأمني الاستراتيجي، ويتلخص هذا المشروع - بحسب تصوره ورؤيته - بالمعركة النهائية مع الكيان الصهيوني، لغاية تحرير بيت المقدس من رجس الاحتلال الصهيوني، بحسب الأهداف المعلنة من قبل قادته ومشغليه، ولكن حزب الله في طريق ذلك مارس كل أنواع العدوانية والظلم والاضطهاد، ضد معارضيه في الدائرة الشيعية.

يأتي اضطهاد حزب الله لعلماء الدين الشيعة المعارضين وتجاوزاته بحقهم، في مقدمة ممارسته العدوانية، فقد تعرض مئات علماء الدين الشيعة في لبنان لظلمه ومضايقاته في القرى والبلدات والمناطق، وتم توجيه إهانات للكثير منهم، وتعدت هذه الممارسات العدوانية الحدود، لتصل إلى حد إهانة الزي الديني العلمائي المتمثل بعمامة ولباس رسول الله!

فحزب الله هو أول من جرَّأ الناس في الدائرة الشيعية على هتك حرمة علماء الدين الشيعة وتناولهم بحديث السوء، بعدما كانت العمامة الشيعية تحظى باحترام فوق العادة في لبنان، بسبب التركيبة الطائفية التي تتشكل منها الديمغرافية اللبنانية، وحزب الله هو أول من حارب علماء الدين الشيعة في لبنان، عبر نشر الدعايات المغرضة ضد مخالفيه منهم .. وهو أول من واجه الكثير من علماء الدين الشيعة المخالفين له في الرأي السياسي، بشتى أنواع الاتهامات والافتراءات والشائعات، لا لشيء سوى كونهم من غير المنضوين تحت سلطة ولاية الفقيه ..

اضطهاد العلماء

ولو أردنا عرض أسماء علماء الشيعة الذين تعرضوا للاضطهاد، من كوادر ومسؤولي وعناصر حزب الله طيلة مسيرته لضاق المجال بذكر جميع الأسماء.

فمن اتهامه للمرجع الراحل الشيخ محمد تقي الفقيه بأنه يحمل أفكاراً أمريكية، لمجرد تحفظه على سفك دماء الشيعة أثناء تحركات الثوريين في إيران فترة الانقلاب على حكم الشاه، إلى إباحته لتناول الفقيه الراحل الشيخ إبراهيم سليمان بكلام السوء، بسبب وقوفه في وجه تمدد حزب الله في قرى الجنوب على حساب تقليص نفوذ بقية القوى الشيعية، إلى تضييقه الخناق على الفقيه الراحل الشيخ بدر الدين الصائغ بسبب رفضه لحرب إقليم التفاح المشؤومة العبثية، إلى تجاهله لمواقف ورؤى الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين التي كان يريد من خلالها تحييد شيعة لبنان عن الصراعات الساخنة في المنطقة، إلى حربه الضروس ضد المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله بسبب طرحه لمرجعيته للتقليد مقابل مرجعية السيد علي الخامنئي، إلى محاولاته الدائمة لسحب البساط من تحت قدمي مفتي النبطية الشيخ عبد الحسين صادق لمنع تمدد سلطته على الأوقاف في النبطية وجوارها ولتقليص بسط يده في وسط الأثرياء الذين يدفعون له الحقوق والوجوهات الشرعية، إلى إحراجه وإخراجه الفقيه الشيخ حسن طراد من إمامة مسجد الشيخ حسين معتوق في منطقة الغبيري بطريقة دبلوماسية سلسة عقاباً له على عدم تأييده للحزب في حربه ضد حركة أمل أثناء غليان تلك الحرب، إلى تحريمه الصلاة جماعة خلف إمام مسجد الناصر في منطقة الأوزاعي المرحوم الشيخ محمد عز الدين، بسبب مساعيه لمنع هدم بيوت ومحلات وأرزاق الشيعة في منطقة الأوزاعي، بزيارته لرئيس الجمهورية أمين الجميل يومها، ومعلوم أن الرئيس الجميل أصبح حليفاً انتخابياً لحزب الله في بعض الدوائر الانتخابية لاحقاً، إلى مضايقاته المتواصلة لإمام مسجد سوق الجمال المرحوم الشيخ محمد حسن القبيسي بسبب انتقاداته لرموز الحزب وسياساته، إلى عدم تفاعله وتجاوبه مع المفكر الفقيد السيد محمد حسن الأمين بسبب طرحه لفكرة القوة الثالثة في الدائرة الشيعية في لبنان، لمنع تفرد الثنائية الشيعية الحزبية بقرارات الطائفة، إلى محاربته المستمرة على المفتي السيد علي الأمين بسبب وقوفه أمام تفرد حزب الله بقرار السلم والحرب وما جلب ذلك من ويلات ومآسي على وجود الشيعة في لبنان دون سائر طوائف لبنان … والقائمة تطول

الاعتداء على الشيخ يزبك كان بهدف إسكاته ليتوقف عن نقد ممارسات حزب الله في العمل السياسي والاجتماعي..

الاعتداء على الشيخ يزبك

وتأتي هذه الأيام حادثة التعرض لمدرس الفلسفة في المدارس العصرية في البقاع اللبناني، الأكاديمي والحوزوي الأستاذ الشيخ عباس يزبك بكل تفاصيلها المخجلة والمخزية، حيث رفع بعض مسؤولي حزب الله الأمنيين السلاح في وجهه وهدده بالقتل، وأهان زيه الديني وهتك حرمة عمامته، وكل ذلك بهدف إسكاته ليتوقف عن نقد ممارسات حزب الله في العمل السياسي والاجتماعي ..

تأتي هذه الأيام هذه الحادثة الأليمة لا لتكون خاتمة الأحزان، ففي أجندة حزب الله مشروع البطش بكل علماء الدين الشيعة المعارضين لنهج حزب الله، في العمل السياسي والاجتماعي، ولن تنتهي القضية عند الشيخ عباس يزبك الذي هو من أقارب الشيخ محمد يزبك مسؤول حزب الله المعروف..

في أجندة حزب الله مشروع للبطش بكل علماء الدين الشيعة المعارضين لنهج حزب الله في العمل السياسي

هذا، وفي هذه التصرفات البوليسية التي مارسها بعض رموز الحزب بحق الشيخ عباس، ما يكفي كنموذج حي على صوابية ما قلناه حول ممارسات حزب الله العدوانية، بحق علماء الدين الشيعة المعارضين له في لبنان ..

فمتى يتحلى حزب الله بالاعتدال في الممارسات والمواقف لقبول الرأي الآخر بالوسائل السلمية في الدائرة الشيعية؟ ومتى يتوقف حزب الله عن إرهاب المعارضين من علماء الدين الشيعة ؟ ومن يدافع عن هؤلاء ويأخذ بحق من ظلم منهم وتم تدمير سمعته وحرقه اجتماعياً، بشتى أنواع الدعايات والإشاعات والمفتريات من قبل قيادة حزب الله ومناصريه؟

السابق
اليكم موعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود مع اسرائيل
التالي
«خيرسون» أم المعارك.. هل يتحوّل «حلم» بوتين الى كابوس؟!