عصابة تيك توك تابع.. هل جرى بيع فيديوهات اغتصاب الأطفال على الدارك ويب؟

اغتصاب

في إطار قضية عصابة تيك توك في لبنان التي تثير سخطاً، ادّعى قاضٍ لبناني على 12 فرداً في شبكة دولية يُشتبه في أنّها أقدمت على استدراج قصّر عبر الإنترنت واغتصابهم ثمّ ابتزازهم، بحسب ما أفاد مصدر قضائي وكالة فرانس برس. وقد أدّى الكشف عن هذه القضية في الأسبوع الماضي، ولا سيّما عبر قنوات تلفزيونية محلية ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى غضب في الشارع.

وبيّن المصدر القضائي لوكالة فرانس برس، أمس الخميس، أنّ أعضاء هذه الشبكة استخدموا “تطبيقات إلكترونية ولا سيّما تيك توك”، وكذلك “أسماء وهميّة”، وعمدوا إلى “استدراج قصّر وتعنيفهم وتهديدهم بالقتل واغتصابهم والقيام بأفعال منافية للحشمة”. أضاف المصدر أنّ “المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي طانيوس الصغبيني ادّعى على 12 شخصاً”، من بينهم خمسة موقوفين من أفراد عصابة تيك توك في لبنان وأحالهم على قاضي التحقيق “طالباً استجوابهم وإصدار مذكّرات توقيف وجاهية بحقهم”.

في السياق، كتب الناشط السياسي عماد بزي عبر صفحته على فيسبوك التالي:

بعد انفضاح أمر عصابة إستدراج الأطفال عبر تطبيقات مثل “تيكتوك” في الفضيحة التي اصطلح على تسميتها ب “فضيحة التيكتوكرز” تنتشر بشكل عشوائي مقالات في مواقع وصحف ووسائل إعلام لبنانية تحتوي على معلومات غير دقيقة، أبرزها الكلام والتحليلات عن بيع فيديوهات الإغتصاب عبر تطبيق “دارك ويب” و تطبيق “ديب ويب”، في هذا النص سأحاول استعراض بعض المعلومات التي تصحح بعض هذه المفاهيم المغلوطة للفائدة العامة بصيغة مبسطة ودون مصطلحات تقنية معقدة ودون شرح لكيفية دخول هذه المواقع طبعاً.

1- دارك ويب و ديب ويب ليست تطبيقات كما يرد في أغلب وسائل الإعلام اللبنانية، بالملخص هي شبكات كاملة من المواقع الإلكترونية. والدارك ويب Dark web (أي الإنترنت المظلم) و الديب ويب (الويب الخفي أو العميق) ليست شيئاً واحداً أو الأمر ذاته، وتلافياً للسرد التقني المعقد، وبتعريف مبسط، الديب ويبDeep web هي مواقع الإنترنت العميق والتي قد لا يعلن اصحابها عن هوياتهم، كذلك لا يتم أرشفة هذه المواقع في محركات البحث، وتتعامل بأسلوب تشفير الند للند peer to peer وقد لا يمكن الولوج اليها عبر متصفح الإنترنت العادي، وتمثل حوالي 90% من الإنترنت، الدارك ويب Dark web هي جزء من الـ deep web وتمثل 0.01 من الإنترنت ولكن تمارس عبرها العديد من النشاطات غير القانونية.
يقابل الديب ويب ما يسمى بالكلير نت Clear net وهي المواقع العادية غير المشفرة التي ندخل اليها بشكل يومي للتسلية أو العمل أو ما شابه. (الشرح مبسط للغاية وليس تقني)

2- بسبب الطبيعة المشفرة لهذه الشبكات والمواقع ومجهولية الإستخدام اصبحت الدارك ويب ملاذاً طبيعياً للعديد من المنشورات والنشاطات الإجرامية (علماً أن المحتوى المنشور عليها ليس إجرامياً بالضرورة) يُعد الإنترنت المظلم جزءاً من منظومة الإنترنت. حيث يسمح بإصدار المواقع الإلكترونية ونشر المعلومات بدون الكشف عن هوية الناشر أو موقعه.

3- لن تجد موقع دارك ويب بلاحقة .com او .net او اي من اسماء النطاقات الإعتيادية بل ستكون .onion ولذلك يصطلح على تسميتها ب أرض البصل أو onion land لذلك فإن المواقع التي تتسابق وسائل الإعلام اللبنانية على نشر روابطها على انها مواقع دارك ويب لا تعدو كونها تخريفاً وقلة دراية من محرر المقالة أو التقرير الاخباري.

4- ايضاً بسبب طبيعة هذه المواقع، يوجد على الدارك ويب مواقع لتجارة الأسلحة، والمخدرات وأسواق الأعضاء البشرية، والعملات المشفرة ومعدات الإختراق وحتى المحتوى الإرهابي و المواد الإباحية غير القانونية.

5- التعاملات المالية عبر هذه المواقع يكون أغلبها (وليس كلها) بالعملات المشفرة لتصعيب عملية تتبعها.

6- سبق أن قامت الـ FBI وغيرها من وكالات إنفاذ القانون حول العالم بإغلاق احد اسوأ المواقع على هذه الشبكة والذي كان يحمل إسم “لوليتا لاند”، هذا الموقع كان يضم عشرات الآلاف من الفيديوهات الجنسية للقاصرين ويوفر إشتراكات مدفوعة لمشاهدة هذا المحتوى ويقدر ان صاحبه قد جنى منه ما يقارب 16 مليون دولار خلال سنتين.

7- في قضية التيكتوكرز في لبنان، هل جرى بيع هذه الفيديوهات على الدارك ويب؟ الإجابة تأتي من التحقيق حصراً وهذا أمر سيكشف النقاب عنه لاحقاً، فإن جرى بيع هذه الفيديوهات بالفعل، سيكون المجرم والجاني قد جنى أموالاً طائلة من توفير وبيع هذا المحتوى للمنحرفين، كذلك هناك إمكانية ان يكون هؤلاء قد طلبوا من المجرمين في لبنان تصوير فيديوهات لأطفال وقصر بأوضاع معينة وغيرها من الأمور مقابل مبالغ كبيرة.

8- حجب التيكتوك في لبنان (صراحة وعذراً على التعبير) مطلب غبي، لعدة أسباب، ابسطها وأسهلها أن التطبيق ليس إلا وسيلة تواصل، إذا تم حجبه تنتقل هذه العصابات والشبكات الى منصات أخرى، والعصابة اصلاً استخدمت التيكتوك للإستدراج والدعاية وليس للفعل الإجرامي بذاته (أي الإغتصاب)، واعضاءها كانو مشهورين على التطبيق، وكان بالإمكان أن يكونوا مشهورين على انستاغرام مثلاً، الفارق الوحيد هو إمكانية إرسال الهدايا بسهولة على تيكتوك (بلا ما نفتح علينا باب هناك ذات الإمكانية على انستاغرام وفيسبوك بس بعد اللبناني ما إكتشفها) وللتذكير، قبل الفيسبوك والتويتر والإنستاغرام والتيكتوك كانت تحصل هذه الأمور على شبكات MiRC والمواقع العادية، كذلك الأمر تيكتوك وغيره من التطبيقات ليست جزءاً من الدارك ويب بل الكلير نت المتاح، يعني مثلاً المطالبة بحجب تيكتوك هي كأن تطالب بحجب فيسبوك لأن متحرش أرسل رسالة لشخص ما عبر الماسنجر.

ملاحظة على هامش موضوع حجب التيكتوك، من وفرت الـ prime time exposure للمبيض وامثاله على التلفزيون عبر استضافته، تقنياً اتاحت له الوصول الى عدد اكبر من الضحايا المحتملين ممن “لا تيكتوك لهم”، بقى الأحسن تخليها على جنب:)

السابق
في النبطية.. اقفال مطعم شاورما مخالف لشروط سلامة الغذاء!
التالي
القصف الاسرائيلي مستمر.. قتلى وجرحى في غارة على طيرحرفا: كشافة الرسالة تزفّ مسعفاً!