..وسقط القناع عن السلطة لا الفاخوري!

الحكومة

لأول مرة تعاندني الكلمات، ويعجز قلمي عن التعبير عما يجول بخاطري من أفكار وما ينتابني من قرف حقيقي وإشمئزاز من هذه السلطة الفاجرة التي لا قعر لحقارتها وكذبها ونفاقها.

سلطة دمّرت البلد

سلطة دمرت البلد بذريعة حمايته من العدو وعملاء العدو. سلطة ترفع أصبعها في وجه كل من يجرؤ على إنتقادها متهمة إياه بأنه عميل سفارات بإسم الدفاع عن السيادة والكرامة. سلطة حولت المقاومة من فعل شعبي وطني شريف إلى صنم من تمر تأكله عندما تقتضي مصلحتها ذلك. سلطة إرتضت أن تتحول المقاومة إلى مقاولة في مشاريع خارجية لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

اقرأ أيضاً: ثرثرة فوق جسر الممانعة!

أكتب والغضب يملأ صدري على ما وصلت إليه هذه السلطة من نفاق وإستهانة بحقوق اللبنانيين ورأيهم في قضية تمس ماضيهم غير البعيد، من شهداء قضوا تحت التعذيب في أقبية العدو التي كان يديرها عامر الفاخوري، وأسرى لا زالت عذاباتهم وعذابات أهلهم وذويهم ماثلة أمام أعينهم، وبادية على أجسادهم. 

ما حصل في قضية العميل فاخوري إنما كانت عملية سقوط لآخر الأقنعة التي كان يضعها البعض ويضلل الناس بها

سلطة المسخ

إن إطلاق سراح العميل عامر فاخوري لم يشكل أي مفاجأة لي، لأن من نصَّب هذه السلطة المسخ وراعيها هو نفسه من قضى على المقاومة الوطنية اللبنانية “جمول” عبر إستهداف مناضليها ومفكريها الذين كانوا يقاومون باللحم الحي في منتصف ثمانينات القرن الماضي، قضى عليها لأنها كانت تمثل نقطة وطنية وعربية مضيئة في تنوعها ضمن وحدة الهدف وهو تحرير الأرض والإنسان، غير تابعة ولا مدجنة لصالح قوى إقليمية لئيمة ترى فيها مجرد ورقة على طاولة المساومات، فكان أن أجهز عليها بظلاميته وظلمه ليحتكرها لنفسه ولأسياده، فكيف لمن قام بهذا العمل أن يشعر أو يراعي حرمة شهداء وأسرى هذه المقاومة النبيلة وعذابات أهلهم، وكذلك شهدائه الذين قضى الكثيرون منهم في سجن الخيام على يد جزاره الذي نقل اليوم معززا مكرما بطائرة هيلوكوبتر كما نقل قبله “الدواعش” بالباصات الخضراء تحت حجج واهية وأسباب لا تمت بأي صلة لمصلحة البلد بل هي صفقة لمصلحتهم ومصلحة أسيادهم في عملية مساومات حقيرة تجري على حسابنا.

اقرأ أيضاً: طائرة الفاخوري تستعيد مجد «جمول»!

إن ما حصل في قضية العميل فاخوري إنما كانت عملية سقوط لآخر الأقنعة التي كان يضعها البعض ويضلل الناس بها، عسى أن تكون صدمة للذين ما زالوا يعيشون الوهم تعيدهم إلى رشدهم ليكونوا مواطنين لبنانيين لا تربطهم مصلحة إلا بلبنان الوطن والشعب بعيدا عن مشاريع وإيديولوجيات ومصالح الآخرين في الخارج.

السابق
سطو مسلح في الروشة.. سقوط قتيل وجرح آخر!
التالي
في «الضاحية».. مبنى لإستقبال حالات «الكورونا»!