لبنان تحت المجهر الأميركي.. وإيران تُقحم «حزب الله» في حروبها العبثية!

حزب الله
يواصل حزب الله اللبناني تسجيل مواقف متشددة يصدّرها في جميع الاتجاهات، لا تراعي المصلحة اللبنانية، وانما تخدم وتعين محور الممانعة الذي تتزعمه ايران.

بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في بغداد من قبل سلاح الجوّ الاميركي قبل ثلاثة شهور، ظهر جليا ان محور الممانعة الذي تقوده ايران أصبح أكثر اعتمادا على حزب الله اللبناني الذي اخذ يتصدّر المواجهة في سوريا ولبنان تحديدا.

حكومة اللون الواحد

لم يتردد حزب الله في الدفع بتشكيل حكومة يرأسها حسان دياب في لبنان بديلا عن حكومة سعد الحريري، وصفها اللبنانيون انها حكومة تحدٍّ من لون واحد، لانها تمثل فقط  فريق الحزب وحلفائه دون سائر الأفرقاء اللبنانيين.

ما يلفت هو اقتصار المجابهة بين إيران وأميركا قائم في مناطق نفوذ ووجود حزب الله، في لبنان وسوريا

اقرأ أيضاً: 180 دقيقة «تسحب» حزب الله من إدلب في 10 أيام!

ولكي يثبت حزب الله هيمنته على الحكومة العتيدة امام العالم، فان مسؤوليه لا يترددون بإدلاء تصريحات نارية رافضة لتدخل البنك الدولي الذي ارسل مستشارين لمحاولة انقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية والمصرفية، والذريعة هي الخشية على سيادة لبنان من التدخل الأجنبي، كما صرح أخيراً  نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم قائلاً “نحن لا نقبل أن نخضع لأدوات استكبارية في العلاج، يعني لا نقبل الخضوع لصندوق النقد الدولي ليدير الأزمة” ، ليظهر الحزب بذلك بانه يعرقل الحلّ الدولي ، مع العلم ان الرئيس دياب أعلن امس عن عجز لبنان وتعثره في تسديد ديونه، وهو تعثّر خطير قد يؤدي الى الانهيار الاقتصادي واعلان الافلاس.

تجدد قتال حزب الله في سوريا

من ناحية ثانية فوجىء اللبنانيون الاسبوع الماضي بسقوط حوالي 10 من عناصر حزب الله قتلى في المعارك السورية –التركية، في مدينة سراقب، وهذه العودة للقتال من قبل الحزب في ظل مطالبة أميركية ودولية بخروج ايران وحزب الله من سوريا تظهر تصعيدا كبيرا من قبل محور الممانعة في سياق العناد وعدم التراجع عن المكتسبات التي تحققت، وكذلك عدم الخضوع للاراده الاميركية وتهديداتها، خصوصا بعد اغتيالها لقائد المحور قاسم سليماني.

غير ان ما يلفت هو اقتصار المجابهة بين ايران واميركا قائم في مناطق نفوذ ووجود حزب الله، في لبنان وسوريا، وفي حين يتردد قادة الكتل والاحزاب الشيعية  في العراق المحسوبين على ايران في تشكيل حكومة جديدة خشية من ردة فعل غير محسوبة للأميركيين، فان حزب الله شكل في لبنان حكومة مواجهة، وعاد الى القتال في سوريا، وحتى انه اقام قواعد عسكرية علنية وسرّية في القنيطرة على حدود الجولان المحتل على الرغم تهديدات اسرائيل وقصفها دوريا من قبل اسرائيل، وكأن ايران اختارت حزب الله حصرا  ليقاتل دونها ودون سائر حلفائها في المنطقة.

أميركا تتربص

في معلومات لموقع “جنوبية” استقاها من مصادر لبنانية على علاقة بمركز القرار في الولايات المتحدة، ان واشنطن عينها على لبنان وحزب الله تحديدا أكثر من أي وقت مضى، وانها تحصي اخطاء الحزب وهناته من وجهة نظرها طبعا.

اقرأ أيضاً: «هدوء نسبي» في إدلب.. هدنة على حساب الوطن!

ويؤكد المصدر ان ضغط واشنطن على إيران وحزب الله سوف يتزايد في المستقبل حتى خروج الحزب من سوريا، وكذلك ضمان عدم عرقلته للحلول الدولية السلمية في لبنان والمنطقة.

ويخلص المصدر الى ان ايران المحشورة في العراق وسوريا والتي تلقت ضربة قاسمة باغتيال قاسم سليماني ما زالت تستخدم حزب الله الذي يتغلغل في داخل النظام اللبناني، ويحتمي في سوريا بالغطاء الروسي، من أجل إظهار آخر ما لدى إيران من قوة، غير ان أميركا ترامب وإسرائيل نتنياهو، لن يحتملا اعادة تمدد نفوذ الممانعة من جديد، فقد اعلنت تل ابيب ان ايران ستكون خارج سوريا نهاية هذا العام، واميركا العائدة بقوة الى الساحة الدولية مصرّة ايضا على تحييد إيران وحلفائها من أجل الافساح لمرور صفقة القرن، واجبار طهران على توقيع اتفاق نووي جديد.

السابق
التخلف عن سداد «اليوروبوند».. انعكاس سلبي ودعاوى إفلاس على الدولة!
التالي
بالفيديو والصور.. هرج ومرج على أوتوستراد الجنوب: رجل يهدّد بـ«تفجير نفسه»!