«هدوء نسبي» في إدلب.. هدنة على حساب الوطن!

ادلب تركيا روسيا
لعل صرير القلم الذي خطّ اتفاقية إدلب بين روسيا وتركيا جاء أكثر إيلاماً للشعب السوري من صوت المدافع الذي حرق بلدات المدينة الخضراء في واحدة من أقسى لحظات الحرب السورية

أثار الاتفاق الروسي التركي الموقع عصر يوم أمس الخميس استياء شريحة واسعة من السوريين الذين وجدوا أن الاتفاق يكرّس خروج البلاد عن أي سيادة فعلية للنظام السياسي الحالي، خاصة بعد صدور الاتفاقية الموقعة بثلاثة نسخ “انكليزية، روسية، تركية” دون العربية وهي اللغة الرسمية في سوريا.

لم يتصل أحد بالأسد، بل استبق رئيس النظام توقيع الاتفاقية بساعات ليطلق مجموعة من التصريحات التي توهم من يواليه أنه ما زال يمتلك زمام السيطرة وأن روسيا لا تفرض شيئاً على النظام بالغصب، كما تحدث عن عدم وجود عداء مع الأكراد وأنهم لو كانوا جادين بالعودة للوطن على حد وصف الأسد لأرسلوا مقاتلين من فصائلهم المسلحة إلى جبهات إدلب وحلب.

بشار الذي زعم في كلمته أنه لا يعادي أردوغان بل يرفض منهجه الإخواني، أعاد على المنطقة خطاب العلمانية في مواجهة التشدد الديني محابياً بعض الدول العربية التي يستميلها الكلام العدائي ضد الإخوان المسلمين وشيطنتهم، متابعاً أن دول كثيرة راسلته لإعادة العلاقات مع سوريا بالسر خشية الضغوط الأميركية.

إقرأ أيضاً: 180 دقيقة «تسحب» حزب الله من إدلب في 10 أيام!

لكن الأسد الذي ينصت جيداً بالسر، لم يسمع صراخ أربعة ملايين لاجئ من سكان بلاده على الحدود التركية وعلى أعتاب القارة الأوروبية، الذين حشروا بالاتفاق الروسي-التركي الجديد في مساحة لا تتجاوز 6 كم على الحدود التركية شمال إدلب، مع نية روسيا في الاستمرار بالعمليات العسكرية في إدلب للقضاء على من تعتبرهم فصائل إرهابية متطرفة.

ذلك من شأنه أن يضمن سيطرة النظام على الطريقين الدولي اللذين يربطان العاصمة دمشق بمدينتي حلب واللاذقية رغم وجود دوريات روسية تركية مشتركة إلا أن اتفاق إدلب الموقع في الخامس من آذار قبل عشرة أيام من الذكرى التاسعة للثورة السورية يدمي قلوب السوريين حيث يجدون بلادهم تقتطع منطقة تلو الأخرى لصالح دول كبرى لم يعد يهمها الحل السياسي في سوريا طالما حصلت على مصالحها.

السابق
قبيسي يردّ على اتهامات السيد.. ماذا قال؟
التالي
تونس في مرمى الارهاب.. تفجير انتحاري يستهدف السفارة الاميركية!