«أوركسترا» السلطة وجوقة «الشيخ زنكي»!

حسان دياب

كلمة جديدة دخلت الأسبوع الماضي قاموس السياسة اللبنانية وصاحب الحق الحصري لها هو الرئيس حسان دياب في أول ” إنجازاته ” الحكومية ، ألا وهي كلمة الأوركسترا التي أطلقها في معرض حديثه عن العقبات والعراقيل التي تواجه حكومته في إشارة منه إلى المعارضة وخاصة “معارضة” تيار المستقبل حيث إتهمها بأنها تمارس التحريض ضد حكومته والوطن في الخارج في محاولة منها لمنعه من إنجاز مهمته المتمثلة بمحاولة إخراج لبنان من أزمته التي يتخبط بها وهي الأزمة التي شبهها بـ”كرة النار” التي تلقفها بعد 30 عاما من السياسات الخاطئة حسب رأيه وهو بذلك يشير إلى ما بات يعرف بمرحلة الحريرية السياسية في تماهٍ واضح مع أدبيات التيار الوطني الحر ناسياً أو متناسيا أن هذه “المعارضة” مع غيرها من المعارضات هي من أمَّن النصاب لجلسة الثقة بحكومته وسط معارضة شعبية كبيرة أدت إلى سلق وإختصار جلسة الثقة وتهريبها من خلف جدار.

اقرأ أيضاً: رسالة مفتوحة لدياب.. على كل الإحتمالات!

أوركسترا المعارضة

الواقع أن إستعمال كلمة أوركسترا لوصف المعارضة كان يمكن أن يكون أكثر مصداقية لو أن الرئيس دياب لم يواجهها بـ”أوركسترا” مضادة هي أوركسترا السلطة الحاكمة الذي هو عضو جديد فيها، وذلك عبر الإتهامات التي ساقها ضد المعارضة – أين هي هذه المعارضة؟ – بالتحريض والتعطيل ووضع العصي في دواليب حكومته وغيرها من الكليشيهات التي تعودنا سماعها من كل أطراف هذه السلطة التي تدعي ألإنجازات على ندرتها وتدعي أبوتها، بينما تتبرأ من الإخفاقات وما أكثرها وترمي بها على الأطراف الأخرى في نفس السلطة عبر إتهام بعضها تارة بالتعطيل وتارة بالتحريض وتارة بالعرقلة وتظهر نفسها بمظهر المغلوب على أمرها وبالعض على الجراح على طريقة أم الصبي من طرف، وطريقة “ما خلونا نشتغل” من طرف آخر، وحفاظا على وحدة البلد وحفظ المقاومة من طرف ثالث، بينما الحقيقة أن ما يربطهم ببعض هو ما يمكن أن نسميه تفاهمات وتسويات “الشيخ زنكي” الذي دفنوه سوية ثم أعلنوه ولياً صالحا يرشح كرامات وباتوا يجمعون “الصدقات” بإسمه من الفقراء والمساكين البسطاء حتى إذا ما إختلفوا صاروا يحلفون به وقد نسوا أو تناسوا من هو “الشيخ زنكي” وضاعت أموال الناس في كذبة كذبوها وصدقوها.

من يبدأ عمله بـ”النق” والتبريرات وإدعاء المظلومية السياسية والتخبط المصارف من قرار قضائي أتخذ عشوائيا، فليرحل غير مأسوف عليه

سلطة “الشيخ زنكي”

مشكلة الرئيس حسان دياب الذي أتى إلى السلطة بفعل تداعيات ثورة 17 تشرين الأول التي إندلعت ضد هذه السلطة، سلطة “الشيخ زنكي” بعد أن ظهر زيفها وبانت عورتها ، أنه وبدلاً من أن يجتهد ويبدع لحنا جديدا يرضي أذواق الناس المخدوعة والمنكوبة كي يكسب ثقتها، هي التي لا زالت ومنذ اليوم الأول لتوليته السلطة تقول أن لا ثقة به وبكل الطبقة السياسية، ما لبث أن إنضم لهذه الجوقة وبات عضوا في أوركسترا يتشارك معها في عزف نفس المعزوفة السابقة التي ملّ الناس سماعها وباتت أسطوانة مشروخة لكثرة إستعمالها وهي لحن نشاز بعيد كل البعد حتى عن أصول العزف والممارسة السليمة في وطن بات اليوم على حافة الإنهيار ولم يعد يحتمل تجارب وألحان وقرع طبول فارغة تنتج ضجيجا ولا تغير حال.

بات من المطلوب نوعية جديدة من المسؤولين والأعمال، نوعية لديها رؤية وخطة وخارطة طريق محددة لحل الأزمة

اقرأ أيضاً: «كباش» في حكومة «باب الحارة».. ودياب «شريك مضارب»!

النق والتبريرات

إننا نقول وندعو بكل إخلاص وشفافية، وليس دفاعا عن أو هجوما على أحد بأنه بات من المطلوب نوعية جديدة من المسؤولين والأعمال، نوعية لديها رؤية وخطة وخارطة طريق محددة لحل الأزمة وليس خططا عشوائية موضعية تجريبية فالشعب لم يعد يقبل بأن يكون حقل تجارب ، نوعية لديها شخصية قيادية قوية مبادرة قادرة على مواجهة الضغوط فمن لديه هذه النوعية فليقدم، أما من يبدأ عمله بـ”النق” والتبريرات وإدعاء المظلومية السياسية والتخبط كما حصل اليوم في موضوع المصارف من قرار قضائي أتخذ عشوائيا على ما يبدو وبدوافع سياسية شعبوية ودون دراسة ليعود ويُجَمّد مع ما يحمله هذا الأمر من ضرب لسمعة القضاء وهيبته ولسيادة الدولة وجديتها وإعتبارها أمام العالم، فليرحل غير مأسوف عليه، وليترك مكانه لمن يستطيع ولمن لديه القدرة على المواجهة مع هذه العصابة مدعوما من الناس في الشارع لإتخاذ القرارات الصائبة بوجهها ولا يكون خاضعا لها وتحت رحمتها السياسية طمعا بمنصب أو جاه أو منفعة شخصية، لأنه وبكل بساطة، فاقد الشيء لا يعطيه. 

السابق
بالفيديو: صرافو وبنوك صيدا تحت عيون الحراك..أوقفوا إستغلال الناس!
التالي
بالفيديو: طبيب اميركي باحث عن لقاح «كورونا»: لم أواجه أخطر منه في حياتي!