حزب الله «يستعطي» الفقراء كرمى لمحازبيه «الأغنياء»!

قصص البلديات التي يسيطر عليها مناصرون لحزب الله لا تنتهي، فالعقلية الحزبية هي السائدة، حتى في الانشطة الطوعية الخيرية، وبلدية مدينة النبطية مثال ناصع عن واقه هذا الحال.

ما يلفت الانتباه اليوم، وفي ظل عز الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية والتعثر المصرفي وما لذلك من انعكاسات اجتماعية على الواقع الشيعي خصوصاً واللبناني عموماً ، ما تم نشره عبر شاشة قناة المنار اليوم – والذي هو عرض واستعراض انتخابي بامتياز للوهلة الأولى كما يبدو _في النشرة الإخبارية المسائية للقناة المذكورة عرض أنشطة اجتماعية تقوم بها بلدية النبطية الحالية من جمع المال والملابس والأثاث من سكان المنطقة والجوار لتقوم بتوزيعها بطريقة استنسابية على المحازبين ( الذين لا ينقصهم المال والجاه) بحسب الواقع الميداني الذي أفاد به المتابعون من وراء الإعلام الموجه.

 وقد أقامت البلدية المذكورة معرضاً للغاية المشار إليها في إحدى القاعات في مدينة النبطية، وتحدث رئيس بلدية النبطية الممثل لحزب الله في رئاسة المجلس البلدي الحالي. تحدث ” الريِّس ” عن أرقام وأعداد المستفيدين من هذا النشاط الشمولي الاجتماعي كما يقيِّمُه المتابعون موضحين بالأرقام أنه لم يستفد منه سوى المحازبون دون غيرهم !

إقرأ أيضاً: مصادر «عربي بوست»: أميركا مصرّة على خنق «حزب الله» حتى لو اختنق لبنان!

 فالفقراء والمحتاجون الفعليون غير المحازبين في منطقة النبطية والجوار – كما يقول المتابعون – هؤلاء لا يذكرهم ذاكر ولا يطرق بابهم طارق، وهم كثر بحسب إحصائيات المؤسسات والجمعيات الخيرية المتابعة في مدينة النبطية والقرى المحيطة بها، وهم في تزايد مستمر بسبب تعثر الحلول السياسية والاقتصادية التي يقودها في البلاد حزب الله وحلفاؤه في المرحلة الراهنة، سيما على مستوى معضلة التكليف والتأليف الحكومي ..

وليست المشكلة في المعرض الذي أقامته بلدية النبطية الحزبية لهذا الغرض، ولا المشكلة في صُوَر وڤيديوهات المعرض المذكور التي خرجت للإعلام حيث عرضت فيه الملابس والأثاث الذي تم جمعه من السكان عبر حملة : ” كلنا لبعض ” المشبوهة والتي تهدف لتعزيز وضع الحزبيين دون سواهم في النبطية والجوار، فالمشكلة الأساس ليست في المواد العينية التي يتم جمعها فقط، بل المشكلة تكمن – أيضاً – في التبرعات المالية النقدية التي تقوم بجمعها البلدية المذكورة في هذا الظرف الصعب باسم الكل لتعطي المحازبين فقط، وهي بذلك كما يفيد المتابعون تتستر بهذا النشاط الاجتماعي الاستعراضي الإعلامي بهدف جمع المال لتنشيط عجلة العمل الحزبي فقط.

بروباغاندا المناصرين

 فالمبالغ التي يتم جمعها تقدر بالملايين وتخص بها البلدية المحازبين فقط ولا يستفيد منها من ليست له علاقة تنظيمية بحزب الله، ويأتي هذا الحكر في التقسيمات المالية على العوائل والأفراد المحازبة يأتي ذلك في إطار سياسة حزب الله الشمولية لفرض المزيد من التأييد في الدئرة الشيعية لسياساته، هذه السياسة التي أفقرت البلد وحالت دون النهوض الاقتصادي في لبنان، سيما النهوض الزراعي والصناعي في المناطق الشيعية، بل والنهوض العلمي الأكاديمي.

فبيئة الحزب لا تقوم إلا بتخريج المقاتلين لتستهلكهم في حروب المنطقة، في سياسة الحرب المستمرة الدائمة التي تفرضها القوى الداعمة للحزب في منطقتنا، والتي ينقصها الكثير من الدبلوماسية لتجنيب المنطقة الصراعات الدموية…

ففي الوقت الذي يتحدث المحازبون عن التقدم العلمي والتكنولوجي والزراعي والصناعي سيما في مجال التسليح والصناعات الحربية في إيران، لا تجد في البيئة الشيعية في لبنان سوى التأخر الأكاديمي مع قلة عدد المتوجهين للتخصص العلمي النافع والمنتج، وفشل الكثير من الخريجين في إتقان اختصاصاتهم، وكأن البيئة الشيعية اللبنانية يراد لها أن تكون خزاناً فقط لتخريج المقاتلين، وليكون العلم والإبداع والتطور العلمي والتكنولوجي والصناعي والزراعي بيد الآخرين.

 فهل بهذه الطريقة والمنهجية يكون حفظ مشروع محور المقاومة التي تستهلك أبناءها بهذه الطريقة لتساهم في رجعية المجتمع علمياً وأكاديمياً وتقنياً وتكنولوجياً يوماً بعد يوم ؟

السابق
خيمة حراك النبطية تُرمى بقنبلة مسيلة للدموع.. والجيش يتحرّك!
التالي
لا يُلدغ الثوار من «سلطة» مرتين.. «الثلث المعطل» دليلاً!