لا يُلدغ الثوار من «سلطة» مرتين.. «الثلث المعطل» دليلاً!

مواجهات وسط بيروت
فجوة كبيرة ظهرت بين تطلعات الثوّار في ساحات الإحتجاج وبين المجموعة السياسية القابضة على القرار اللبناني.. فبعد مرور أكثر من شهرين على الثورة المطلبية، لا تزال القوى السياسية تتخبط في المحاصصة والطائفية وبعيدة كل البعد عن مطالب الثوّار.

لعلها من المرات القليلة التي يتم التوازي بين كفتي تشكيل الحكومة  وعدمه  في الوقت القريب. التناتش على الحصص الوزارية يبدو في أوّجه بين اقطاب السلطة من حلف المقاومة وهذا ما يظهر من العوائق وأسباب التأخير، وفي حين يحرص “حزب الله” على تأكيد إصراره على ان تتشكل الحكومة بأسرع وقت، يظهر حلفاؤه وادواته في موقع المعرقل من باب الإصرار على الحصص في الحكومة. آخر المتقدمين الى “بازار” الحكومة الوزير السابق سليمان فرنجية، يريد أن يسمي وزيرين لكن من دون أن يكون مشاركا في الحكومة، وفي نفس الوقت يعطي الثقة للحكومة، اذ بات فرنجية على ما يبدو يريد أن “يحكم ولا يملك” و من دون أي مسؤولية، يصر على حصته ومضاعفتها عما كانت عليه في الحكومة السابقة، ولكنه غير مشارك في الحكومة.

إقرأ أيضاً: حزب الله «يستعطي» الفقراء كرمى لمحازبيه «الأغنياء»!

ليس لدى السلطة ان شكلت الحكومة او لم تشكلها الا استدراج العنف، فعقلية المحاصصة وذهنية إدارة الظهر للمواطنين وللانتفاضة، تمهد لمشهد عنف جديد، قصارى ما يعني اطراف هذه الحكومة، المكاسب السياسية والمالية والحصص الوزارية والإدارية، فيما يقدم حزب الله نفسه على انه الأب الذي يحاول ان يؤلف بين قلوب أبنائه في حكومة الرئيس المكلف حسان دياب، الحكومة التي باتت واضحة للعيان في معادلة تأليفها وفي معظم اسمائها. لذا يتمسك الوزير جبران باسيل بحصته الوزارية، كتشبثه بدور النائب جميل السيد كأحد عناصر تشكلها واداتها الضاربة في الداخل، وكعنصر لجم جموح الرئيس نبيه بري في السلطة التنفيذية.

معركة السلطة مع الإنتفاضة

لاشك أن المعركة التي ستفتح مع الانتفاضة بدأت وهي مستمرة بعنوان ضرب المخربين فيها، ففي اجتماع مجلس الامن المركزي في قصر بعبدا اليوم، جرى التأكيد على هذا المنحى، وعليه فان مواجهة المفسدين والفساد سيكون خلف ظهر الحكومة، باعتبار ان حكومة متهم معظم مؤلفيها بالفساد وهدر المال العام، لن يقوموا بمثل هذه المهمة، ففاقد الشيء لا يعطيه، لا قدرة لهكذا حكومة على الإصلاح، وقد طمأن النائب محمد رعد امس، المفسدين بقوله ان انخراط “حزب الله” في الانتفاضة سيعني ان حربا أهلية ستقع. وهو أسلوب فيه من الخبث السياسي الذي ينطوي على تبرئة الذات من جهة، وفي نفس الوقت تبرير خبيث وسيء لاستمرار الفساد باعتبار ان اقتلاعه من جذوره او محاربته سيؤدي الى حرب أهلية.

السلطة ستتسلى بفتح ملفات فساد حقيقية ولكن بغاية اغلاقها وطمسها، فمقاربة ملف نهب المال العام لا يمكن ان تقررها هذه السلطة، لأنها لن تكون الا مقاربة تصفية حسابات سياسية وانتقائية، خصوصا ان اقطابا في حلف السلطة المقاومة متورطون بالفساد والافساد اسوة بسواهم من الذين خرجوا من الحكومة ومن المشاركة فيها، وهم الذين هددهم النائب محمد رعد بأنه لن يتركهم بحالهم. لا شك ان اللبنانيين سيشدون على يد النائب رعد اذا بدأ بحلفائه والمحيطين به وانتقل الى خصومه، وهذا لن يحصل بذريعة مواجهة اميركا وحفظ المقاومة وتحرير القدس، و..و… إلى آخر المعزوفة.

 كيف يأمن ثوار لبنان أو حتى يركنوا لحكومة لا تأمن لا  لنفسها ولا لمكوناتها، ولا خير فيها لأهلها فكيف لهم، وخير دليل إستعادة بدعة الثلث المعطل او الضامن  فيما بينهم تجنباً لاي “نيران صديقة”، والتي إبتكرت أيام الخصومة السياسية الشديدة  ٨ و١٤ آذار وبناء الجدران والمتاريس السياسية، وتذاكى كل فريق منهما للحصول عليه لحماية نفسه. الثوار يدركون ما يفعلون.. و يرددون “حمى الله لبنان من هكذا أخوان” ! 

السابق
حزب الله «يستعطي» الفقراء كرمى لمحازبيه «الأغنياء»!
التالي
حبيب فيّاض ينتفض على فريقه السياسي: «اللهم اني بريء مما يفعلون»