صور.. ساحة الثورة صامدة رغم الاعتداءات والانقسامات

الحراك في صور
ادهشت مدينة صور اللبنانيين بداية انتفاضة 17 اكتوبر، فقد اتسمت بالقوة والجرأة بشكل فاق جميع التوقعات، فشتم المحتجون الزعماء وساروا بتظاهرات، ولما أحرق عدد من الفوضويين استراحة المدينة، ورغم تبرؤ قادة الحراك من هؤلاء، الا ان المحتجين تعرضوا لسلسلة من الاعتداءات من قبل انصار الثنائية الشيعية، فاعتقل البعض وتم ضرب آخرين، الى ان استقرّ الحراك في ساحة العلم المدخل الشمالي للمدينة.

لم تمر الاحتجاجات التي شهدتها مدينة صور جنوب لبنان مرور الكرام، حيث شهدت المدينة الساحلية عددا من الاعتداءات عقب مشاركتها الواسعة في انتفاضة 17 اكتوبر من قبل عناصر قيل انهم ينتمون الى حركة أمل التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري باتجاه المحتجين المعارضين المطالبين بتصحيح الاوضاع المعيشية والاقصادية في البلاد.

اقرأ أيضاً: حراكا النبطية – كفررمان يتوسعان: لا حوار مع دياب

 في اليوم الأربعين للحراك، تعرّضت ساحة العلم في مدينة صور لهجوم مباغت من قبل مناصري حزب الله وحركة أمل الذين قاموا بإحراق الخيم. وقد سبقت الهجوم مسيرة للدراجات النارية بأعلام حزبية وشعارات طائفية قبل الانقضاض على الساحة وتخريب موجوداتها.

ضعف التحركات في مدينة صور سببه الانقسام، والمشاكل والاعتداءات

الشيوعيون والمستقلون

ولكن هل صحيح ان جذوة الثورة خفتت في المدينة؟

أحد الناشطين في حراك مدينة صور قال لموقع جنوبية “بعد أسبوعين من يوم انتفاضة 17 تشرين أول، انقسم الحراك في المدينة إلى طرفين: الطرف الأول، مدعوم من الحزب الشيوعي وإلى الآن هم موجودون وينظمون مسيرات وندوات، مع مجموعة من المستقلين الأصدقاء. أما الطرف الثاني فهم شباب من صور مجتمع مدني وجمعيات أهلية ومعها جمعية شباب صور، وهؤلاء لم يشاركوا بشكل ثابت، واختلفوا مع الشيوعي، ويقيمون ندوات”.

إذن ضعف التحركات حسب الناشط الصوري هو بسبب الانقسام، وكذلك المشاكل والاعتداءات.

مدينة صور
مدينة صور

أما عن انتماءات ابرز الناشطين في المدينة فيقول “هم فعلياً أهل القرى وليسوا من أهل صور، فبلدة البازورية الأكثر عدداً وتنظيماً من باقي القرى،  كما اننا نشهد من باقي القرى يساريين وناشطين قادمين بشكل متقطع، ومن ينشط من مدينة بنت جبيل يتوجه إلى صور أو النبطية.

الجيل الثائر قديم أم جديد في صور؟

ويقول الناشط القاطن في صور الذي يحبذ عدم ذكر اسمه ان “الجيل القديم موجود ولكن ليس بشكل دائم ويحظون باحترام وفيهم مرشحون سابقون للنيابة ويساريون، ومنهم من ينتمي للحزب الشيوعي، مع العلم أن الحزب الشيوعي حركة متذبذبة من ناحية النبرة العالية وخفضها، فليس هناك إيقاع ثابت للنشاط في ساحة العلم بشكل أساسي.

اقرأ أيضاً: الحراك يعيد «الروح الثقافية» إلى صيدا

يذكر أنه وفي آخر التحركات، فقد انطلقت قبل 4 أيام مسيرة من ساحة العلم، جابت شوارع مدينة صور، ثم توقفت أمام فرع مصرف لبنان، حيث رفع المشاركون فيها لافتات ضد “سياسة المصرف”، وضد الضرائب، وللمطالبة بحق المرأة اللبنانية في منح الجنسية لأبنائها. ورددوا هتافات تطالب بإعادة الأموال المنهوبة، محاسبة الفاسدين، وتشكيل بحكومة تكنوقراط تهتم بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية. وعادوا بعد ذلك إلى نقطة الانطلاق. وواكب الجيش والقوى الأمنية، المسيرة، بالتدابير اللازمة للحفاظ على سلامة المشاركين فيها.

السابق
بالفيديو.. كورنيش صيدا بمرمى زوبعة بحرية!
التالي
تغلّب صوتها على شكلها.. «أديل» تفاجئ الجميع بهذا الوزن!