الحراك يعيد «الروح الثقافية» إلى صيدا

خيمة اللقاء النقابي في صيدا

أعادت انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 الروح إلى النشاط الثقافي والاجتماعي في مدينة صيدا. واتخذت النشاطات وجهة نقدية للسلطات وخصوصاً من خلال طرح مشكلات تعاني منها المدينة. وانخرطت في تلك النشاطات مجموعات وقوى اجتماعية مختلفة وتوزعت النشاطات في أماكن متفرقة من المدينة بالإضافة إلى ساحة الثورة – إيليا.

نقاش وضع المستشفى الحكومي

في خيمة اللقاء النقابي في صيدا والجنوب عقدت حلقة نقاش حول وضع المستشفى الحكومي في صيدا شارك فيها عدد كبير من المواطنين بالإضافة إلى النقابيين. تحدث فيها رئيس لجنة موظفي المستشفى خليل كاعين الذي شرح معاناة الموظفين وإهمال وزارة الصحة ووزارة المالية في تأمين رواتبهم غير المدفوعة منذ أربعة أشهر، إلى جانب الفساد المستشري في إدارة المستشفى. تلته المهندسة ريان كالو فتحدثت عن فقدان المعدات الطبية وخصوصاً في قسمي الأشعة والمختبر. أما الدكتور محمد السكافي فأشار إلى تراجع مستوى الخدمات الطبية في المستشفى وعدم اهتمام الهيئات السياسية في المدينة بوضع المستشفى. تم تحدث عدد من النقابيين دعماً لوضع المستشفى وللعاملين فيه. ومن المتوقع تنظيم وقفة تضامنية مع عمال وموظفي المستشفى يوم الخميس 26 كانون الأول 2019.
كما نظم ناشطون معرض صور عن الانتفاضة في الساحة نفسها. وهي صورتمثل نشاطاً متنوعاً نظمه الناشطون أنفسهم.

جمعية المصارف في نادي خريجي المقاصد

وفي نادي خريجي المقاصد الإسلامية تحدث هشام صفي الدين أمام حشد من المهتمين والناشطين حول جمعية المصارف وتاريخ تأسيسها وظروفه وعن الدور الذي تلعبه في حماية المصارف ومصالح أصحابها. وقد تركز النقاش مع المشاركين حول أموال المودعين في المصارف وما يمكن أن يحصل معهم خصوصاً في ظل عدم وضوح السياسة التي قد يتبعها مصرف لبنان عند بداية العام المقبل.

طرس في اشبيليا

وعرض فيلم طِرس للشاب غسان حلواني في سينما إشبيليا وهو فيلم يتحدث عن المفقودين أنفسهم والجرائم التي حصلت معهم بعد عام 1992 من خلال تجاهل السلطات لقضيتهم، وفي كلمته أشار حلواني إلى أن الفيلم لا يتحدث عن معاناة أهل المفقودين ونشاطهم ولجنتهم وما يحصل معهم، بل يشير إلى الجرائم التي ترتكب بحق المفقودين أنفسهم منذ عام 1992إذ ما زالت السلطة ترفض أن تحقق حول ما  حصل معهم وأن تكشف عن المقابر الجماعية الموجودة في أماكن مختلفة من لبنان وتحاول إنهاء القضية  باعتبارهم متوفين والفيلم كما وصفه حلواني بالبطيء الذي يراكم. وقد علق شقيق أحد المخطوفين قائلا: أن وصف المخرج لهذا الفيلم صحيح، فأهل المفقود أو المخطوف يعانون من طول الانتظار من دون تحديد الهدف الذي يطمحون إليه، ويعيشون كوابيس عديدة بانتظار عودة المخطوف أو المفقود. لو كان شهيداً وعرف أين قتل تنتهي القضية، المشكلة بالانتظار وملل مرور الوقت بانتظار معرفة ماذا حصل مع الضحية.

الواجهة البحرية في صيدا

وفي نادي الفوربي وبدعوة من جمعية الرعاية عقدت ندوة حوارية حول تأهيل الواجهة البحرية الجنوبية لمدينة صيدا  وإنشاء مرفأ تجاري جديد. قدم فيها المهندس محمد دندشلي شرحاً للمرسوم رقم 3093 تاريخ 21/5/2018 القاضي بالترخيص لبلدية صيدا بإشغال أملاك عامة بحرية في منطقة الدكرمان العقارية – قضاء صيدا أي المنطقة الممتدة من خليج الاسكندر شمالا حتى حدود معمل فرز النفايات جنوباً أي ما بعرف بمنطقة الردم والتي تبلغ مساحتها 505 آلاف متراً مربعاً.

المصارف تستولي على اموال المودعين

يطلب المرسوم من بلدية صيدا إعداد مخطط توجيهي لاستعمالات هذه المنطقة على أن تشمل دراسة للأثر البيئي وموافقة كل من وزارة البيئة ووزارة الأشغال على أن تخصص مساحة 200000 متراً مربعاً من هذه المنطقة لاستعمالات وحاجات المرفأ التجاري الجديد الذي هو قيد الإنشاء في منطقة خليج الاسكندر.
وأشار المهندس دندشلي إلى أن عدم الوضوح بالرؤية هو سيد الموقف فبعد التوافق بين البلدية وفعاليات المدينة على المخطط التوجيهي عام 2001 والتي حددت منطقة خليج اسكندر ومحيطه منطقة سياحية بامتياز –وتم التوافق على إقامة المرفأ التجاري جنوب المدينة بعد تبيان الجدوى الاقتصادية من إنشائه.

اقرأ أيضاً: مستشفى صيدا الحكومي.. الفساد «يراوح مكانه»!

يطل علينا اليوم مشروع جديد مغاير تماماً للمخطط التوجيهي المتوافق عليه، وتحت مسميات مختلفة ومتناقضة مرفأ تجاري – سياحي – تجاري – تجارة ونفط – كل ذلك من دون دراسة أو جدوى اقتصادية يعتد بها ويبنى عليها من ضمن مقولة ترويجية للمشروع بأن المرفأ سينشط الحركة التجارية بخلق فرص العمل وأن عائدات المرفأ ستعود بالفائدة على المدينة.لكن الواقع مختلف تماما، حيث إن عائدات المرفأ تعود بالكامل لخزينة الدولة وليس للبلدية.وان عملية التوظيف وهي قليلة جداً نظراً لحجم المرفأ خاضعة للمحاصصة الطائفية.كماإن الصناعة المعدة للتصدير في صيدا شبه معدومة.

المفقودون قضية وطنية تخص الجميع

و إلقاء نظرة على جدول حركة البضائع الصادرة الواردة في مرفأ صيدا خلال السنوات الثلاث الماضية يثبت ذلك.
إذاً الخشية من إقامة المرفأ أن يكون خدمة لبعض الشركات التي لها علاقة بمستقبل النفط والغاز التي هي بعيدة كل البعد عن المدينة وأهلها.
إذاً لماذا التفريط بالحيز الجغرافي الأهم على الواجهة البحرية والذي يشكل قيمة عالية الأهمية لما يختزن من تاريخ وذاكرة لأهل المدينة؟

اقرأ أيضاً: تجمع المهن الحرة وحراك صيدا في خندق واحد

لذلك إن إقامة المرفأ الجديد يجب أن يكون في أقصى جنوب المدينة إن كان هناك ضرورة خدمة لشركات خدمات النفط والغاز مع العلم أن ذلك سيشكل خللا بيئياً وضغطاً هائلاً جراء الشاحنات ووسائل النقل العائدة للمرفأ.
وبعد الندوة دار نقاش واسع بين الحضور حول هذا المشروع الحيوي وقد شارك في الحوار عدد من أعضاء المجلس البلدي في مدينة صيدا، وأشار عدد من المشاركين إلى أن هناك ضرورة لنقاش أي مشروع عام في المدينة مع الأهالي قبل إقراره وأن ما كان يحصل قبل 17 تشرين الأول لم يعد ممكناً بعد الانتفاضة.

السابق
مستشفى صيدا الحكومي.. الفساد «يراوح مكانه»!
التالي
لا إنقاذ بل إضاعة وقت