معادلة الانسحاب الأميركي من سوريا: أرقام متضاربة ومحاولة جذب الناتو

انسحاب القوات الأميركية
مدرعات تغادر.. ومدرعات تدخل شرق الفرات، ما يتغير هو الرايات والأعلام وسط غياب السيادة السورية على أكثر المناطق استراتيجية في البلاد

بعدما دوى تصريح ترامب حول قراره سحب القوات الأميركية عالياً في أروقة البنتاغون، جاء اعتراف الدفاع الأميركية بالانسحاب عبر مقابلة أجراها وزير الدفاع مارك إسبر مع رويترز قال فيها أن الولايات المتحدة أتمت انسحابها العسكري من شمال شرق سوريا ليصبح عدد الجنود الأمريكيون في بقية أنحاء سوريا حوالي 600 جندي.

وقد تشير تصريحات إسبر إلى نهاية فترة اضطراب وغموض بشأن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا بعد أمر الانسحاب الأولي الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب في تشرين الأول.

وكان ترامب أعلن عن عدم تراجع حجم القوات الأمريكية في سوريا بنحو 40 في المئة. وكان العدد نحو ألف فردأ أي لم تنسحب القوات الأميركية بشكل كامل بل سحبت جزءاً واحتفظت بـ 600 فرد في مناطق عزت وجودها فيها إلى مهمة حفاظ آبار النفط من خطر داعش.

إقرأ أيضاً: ذهب سوريا «الأسود».. الشعب لا يعرف المنابع وأمريكا تسرقه بالعلن

عملية إعادة التموضع غابت عن حديث إسبر الذي أكد على احتفاظه بالقدرة على إدخال أعداد صغيرة من القوات وإخراجها وفقا للضرورة في سوريا.

ولكن الدفاع الأمريكية يبدو أنها تبحث عن وجود أجنبي إلى جوارها في سوريا لذا لم يستبعد إسبر خفض مستوى القوات على نحو أكبر إذا ساهم الحلفاء الأوروبيون في المهمة في سوريا.

وقال إسبر من دون الإشارة إلى أي مساهمة جديدة وشيكة إن “التحالف يتحدث كثيرا مرة أخرى. ربما يرغب بعض الحلفاء في المساهمة بقوات”.

وتابع”إذا قررت دولة حليفة عضو في حلف شمال الأطلسي تقديم 50 فردا لنا فقد يكون بمقدوري سحب 50 شخصا (من قواتنا)”.

النفط السوري الذي ظهر واضحاً في حديث ترامب خلال زيارته للندن إنه يرغب في الاحتفاظ بقوات أمريكية لضمان عدم سقوط احتياطات النفط السورية مرة أخرى في يد التنظيم المتشدد. وأضاف “حافظنا على النفط. والنفط هو ما كان يمول داعش”.

فهل جاء تصريح الدفاع الأميركية ليعلن بشكل مباشر عن إنهاء مرحلة من الوجود العسكري شمال شرق سوريا، وسط اتهام من قبل القوات الكردية لترامب بخيانة الوعود، وتقدم روسي متسارع في مناطق سيطرة الأكراد مع اقتطاع الحدود تحت مظلة “المنطقة الآمنة” التي تسعى تركيا لفرض سيطرتها عليها في لعبة التجاذبات الدولية مع دول الصراع في سوريا.

السابق
موجة صقيع تضرب لبنان.. أمطار غزيرة ودرجات حرارة دون الصفر!
التالي
في طرابلس.. اقفال مدخل السراي وسيدة تحاول حرق نفسها!