«إسرائيل – حزب الله» على الطريقة اللبنانية: لا غالب ولا مغلوب

مارون الراس
ثلاث ساعات استمرت "تداعيات" عملية حزب الله، أمس الأحد، بعد ما استهدفت مجموعة تابعة له آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق ثكنة "أفيفيم" شمالي الأراضي المحتلة.

سارع حزب الله الى اعلانه تدمير الآلية، وجرح وقتل من فيها، في حين استخدم رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو سياسة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، بعدم “تعظيم” ما حصل، فعلى غرار تعليق نصرالله على حادثة سقوط طائرتين مسيرتين اسرائيليتين فوق الضاحية الجنوبية الأحد الماضي، الذي أتى بعد ساعة من خطابه بذكرى “التحرير الثاني”، علّق نتنياهو بإيجاز على الأحداث في الشمال المحتل، واقتصر على نفيه وقوع أي اصابات، قبل أن ينتقل لموضوع العلاقات الثنائية مع هندوراس عقب لقائه مع رئيسها جوان هيرنانديز.

اقرأ أيضاً: العرب «يحشرون» العهد القوي.. ولا يتضامنون

نصرالله كان “هادئاً” بخطاب السبت، حاول توضيح مسألة الرد “المحسوم”، دون استخدام لغة “السقف العالي” التي تشرع البدء بحرب شاملة، وأتى الرد باسم “مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر” الذي يوضح أن الرد لم يكن على مسيرات الضاحية، وأن الرد على المسيرات سيكون بـ”العمل على اسقاطها” بحسب نصر الله نفسه.

أما من الجانب الإسرائيلي، فكذبت بعض الصحف كلام نتنياهو عن عدم سقوط اصابات، في حين تبنت أخرى كلامه، مع “اشادة” بنصرالله، حيث كتبت صحيفة “​يديعوت أحرونوت​” الإسرائيليّة أنّ نقص الإصابات بالجنود الإسرائيليّين ليس مصدر خيبة أمل للأمين العام لـ”​حزب الله​” السيّد حسن نصر الله​، الذي يدرك أنّه لو تسبّب بسقوط قتلى إسرائيليّين، فإنّ الأخيرة ستردّ بقوّة”.

وأضافت الصحيفة، قائلة: “يجب الإشادة أيضاً بنصر الله لأنّه تجاوز الحادث الذي تحطّمت فيه الطائرات من دون طيار في بيروت، إلى الأحداث التي وقعت على الحدود يوم الأحد”. مشيرة الى أن “نصرالله أشرف على عمليّة استوفت المعايير التي وضعها لنفسه ولشعبه، نجح على الرغم من عدم وقوع إصابات في الجانب الإسرائيلي، ولا شك أنّ حسن نصر الله راضٍ عمّا حققه اليوم تماماً على غرار رئيس الوزراء الإسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​”.

اقرأ أيضاً: القصة الكاملة لرد حزب الله «المحسوم».. لا إصابات ومعلومات جديدة عن الآلية المستهدفة

رغم اعلان الجيش الإسرائيلي الإبقاء على الجهوزية لـ”سيناريوهات متنوعة” مع حزب الله، إلا أن الإنكفاء المسائي يفسر عدم رغبة الطرفين بالذهاب لحرب شاملة، فالعملية المختصرة أتت لتحقيق “مآرب انتخابية” لنتنياهو، ولتنفيذ “أجندة خارجية” من قبل حزب الله، تساهم أيضاً بإعادة مسألة “المقاومة بوجه اسرائيل” الى أذهان الرأي العام اللبناني، بعد أعوام على مشاركته بالحرب السورية.

أما “الإشادة” بنصر الله، فهي لارضائه محلياً أمام جمهوره، رغم الإظهار للرأي العام الإسرائيلي بأن العملية فشلت، على قاعدة “عصفورين بحجر واحد”. لبنان أمام عملية مدروسة لا خاسر ولا رابح على قاعدة لا غالب ولا غالب ولا مغلوب.

السابق
العرب «يحشرون» العهد القوي.. ولا يتضامنون
التالي
جعجع «ينقض» على «العهد».. «الأرانب» تستقوي بـ«أنياب الدويلة»