علي عيد: نترشح في الانتخابات الفرعية في «صور» لكسر تابو الإحتكار

يستعد حراك الاعتراض الشيعي في مدينة صور وقراها لخوض معركة انتخابية فرعية استثنائية، وذلك بعد شغور مقعد النائب عن حزب الله نوّاف الموسوي بسبب استقالته المفاجئة من الندوة البرلمانية.

بلغ عدد المقترعين بدائرة صور الزهراني في إنتخابات العام 2018 ما نسبته 47.6% من عدد الناخبين، حيث حصلت (الثنائية الشيعية) بلوائحها المشتركة على ما نسبته 80% من نسبة المقترعين، بينما حصلت اللائحة المنافسة على ما نسبته 7.6% فقط.

في اطلالة على التحركات الجارية من قبل المعارضة، إلتقت “جنوبية” المرشح في الانتخابات السابقة عن دائرة صور الزهراني “علي عيد” الذي أكد لنا تجديد ترشيحه للانتخابات الفرعية المقبلة ، فأشار الى: ” أننا التهينا كمواطنين مؤخرا بمواضيع تافهة كقضية (مشروع ليلى) في جبيل، وضجّة “الطبلة” في النبطية،… وهكذا تمرّ ملفات كبيرة كالتوطين، والنفايات، والمحارق، والموازنة، والضرائب الجديدة مرور الكرام. وأنا أسأل المواطن اللبناني، وبالأخص الجنوبيّ، ماذا سيفعل بعد إقرار موازنة عام 2020 وإقرار ضرائب جديدة؟

اقرأ أيضاً: لا معركة انتخابية فرعية في قضاء صور

ويضيف إبن بلدة معركة، بالقول “أنا لستُ ضد اي طرف، لست ضد السنيّ أو الشيعي، أو الماروني، او الدرزي، وأدعو المواطنين إلى التفكير إنسانيّا، مع عدم الإنصياع لمخططات السلطة التفريقيّة. وما إستعارة القضايا المذهبية إلا لإلهائنا. من هنا لا بد من المواجهة، نحن نموت ببطء، إذن لنتفق على قضايانا المعيشية على الأقل”.

علي عيد

ولكن هل سيتمكن نائب واحد من مواجهة مجلس نيابي بأكثريته المطلقة؟ يرى علي عيد أنه “علينا كسر التابو والثنائية وكسر احتكار الصوت الشيعيّ. هم اتفقوا علينا وإن اختلفوا فيما بينهم. فهل سنموت إذا واجهناهم؟ فلنحقق مطالبنا جرّاء خلافهم. مثلا أنا كمواطن اشتري المياه  من 3 مصادر، والكهرباء من مصدرين، والنفايات طمرتنا. فأين الدولة وأين المسؤولين وأين النواب؟”.

ويتابع قائلا “كل واحد من هؤلاء النواب لديه مرافقون وخدم، وهم محتمون بالحصانة، ولا يهتمون للناس والفقراء، إضافة إلى فلتان جيشهم الإلكتروني وانضواء العملاء والخونة في صفوفهم، فكل شيء بيدهم، حتى سيطر الفساد على حياتنا”. 

ولكن هل سيعود حلف أمل وحزب الله الانتخابي، أجاب عيد “نعم ستتكاتف حركة أمل مع حزب الله بالطبع لإيصال مرشح الحزب رغم الخلافات القوّية بين الطرفين على الأرض”.

وعن مشروعه كمرشح مستقل معترض، قال شارحا “نحن مشروعنا ليس سحب سلاح حزب الله، ورأينا الثابت أن السلاح يجب أن يكون منضويا تحت تنظيم يحفظ هيبة الدولة من خلال الإستراتيجية الدفاعيّة. فهو أمر يعود إلى الدولة اللبنانية. ومشروعنا ينحصر بتأمين الأمور الحياتية للمواطنين كالمياه والكهرباء ووقف الهدر ومنع الفساد، لأننا بتنا نعيش في مزرعة. ومن خلال ترّشحنا نريد أن نقول لا، وأن نُخرج السرّ من المستنقع”.

فـ “ترشحنا هو لكسر الثنائيّة، وحجم الأصوات هو الأساس. كانت المعارضة ضعيفة خلال إنتخابات أيار 2018 بسبب الصوت التفضيليّ، لكن تنصلّ النواب من وعودهم ونسيانهم مطالب الناخبين سيكون درسا للناخبين وللمعارضين  من أجل التكاتف والمواجهة من جديد”.

لكن هل ستكون الإنتخابات الفرعية في صور على غرار إنتخابات طرابلس؟ ولما لا تدعون كمعارضة إلى المقاطعة؟ أكد عيد “لن ندعو إلى المقاطعة، المشاركة حاصلة حتما، لكن الناس يئست، ونحن كمعارضة ينقصنا الإعلام والمال والتجييش الإلكتروني. والجميع يعرف أن نسبة المشاركة كانت سابقا 40% فقط، ما يعنيّ أن حالة الإعتراض قوية، لكنها صامتة، لذا أدعو للمشاركة وعدم المقاطعة”.

وقد كشف عيد عن أن “لجنة مكوّنة من 7 أشخاص إجتمعت واتفقت على التنسيق، وهذه اللجنة ستزور الفعاليّات البارزة في صور ومحيطها كالحالة الأسعدية، وآل الخليل، في إطار جوجلة الموضوع لرسم إطار”.

وحول الاسماء المرشحة؟ قال “لم يترّشح أحد رسميّا حتى الآن، لكن هناك أسماء متداولة كإسمي، وإسم المحامية بشرى الخليل، والإستاذ حسين عطايا. اما المهندس رياض الأسعد فاليوم لا يتدّخل في انتخابات صور الفرعيّة. لكن لا بد من الوقوف على رأيه باعتبار أن له علاقات مع بعض العائلات”.

وبيّن قائلا “شكّلنا لجنة من 7 أشخاص، لأنه من المهم التواصل مع القوى المعارضة والتي تشمل عائلات الأسعد وآل الخليل، وهم أكثر الناس تماسكا على الصعيد التنظيمي، إضافة إلى كل من منظمة العمل الشيوعي، والحزب الشيوعي اللبناني، ومنتدى صور الثقافي”. و”عملنا هو نوع من التأكيد على وجود المعارضة في الجنوب من خلال معركة قضاء وقرى صور التي تشمل 64 قرية، إضافة إلى مركز القضاء. والمعارضة تعمل اليوم في إطار واحد، وأنا كنت من الحالة الأسعدية التي يمثّلها الرئيس كامل الأسعد، وحاليّا أعمل كمستقل. ولكن لا قدرة مادية ولا قوة تجييش لديّ، لذلك نحتاج الى التكاتف والتضامن بين قوى الإعتراض لإيصال مرشح واحد يمثلّها”.

وتجدر الإشارة إلى أنه سيصوّت 167.500 في كامل قرى القضاء والمدينة في هذه الإنتخابات المنتظرة، والتي ستحصل في موعد أقصاه 15 أيلول القادم، بعد دعوة الهيئات الناخبة، وبعد أن وّقع رئيس الجمهورية على مرسوم إجراء الإنتخابات منذ أيام.

اقرأ أيضاً: بعد استقالة الموسوي: إنتخابات فرعية في الجنوب فهل تتوحّد المعارضة؟

وعن تقييمه لوضع المعارضة يقول عيد “صحيح انه يوجد بينها تناقضات، لكنها ذات توّجه واحد هو تغيير الأمر الواقع. ونحن نعمل حاليّا على توحيد الجهود، والإتفاق على مرشح واحد، ولديّ كامل الإستعداد للإنسحاب لصالح مرشح آخر، فكل هدفنا عدم التزكية، وهو أمر محسوم إذا اتفقوا”.

وردا على سؤال حول أن ترشيح المعارضة لشخصية غيرناشطة يؤكد للسلطة قوتها ما سيوصل مرشحها ببساطة، قال عيد “في حال لم يُشارك جميع المعترضين في الإنتخابات ستُظهر النتائج بالتأكيد قوّة المرشح السلطويّ. لكني أقول ان مجرد عدم السماح بالتزكية هو تأكيد على رفض المعارضة لسياسة السلطة، إضافة إلى التأكيد على صدق حالة الإعتراض وعدم كذبها”.

السابق
الأمم المتحدة ترفض إدراج «إسرائيل» في قائمة العار لانتهاكاتها لحقوق الأطفال الفلسطينيين
التالي
هذه تفاصيل عملية اغتيال «الخميني» في عين الحلوة… وأسبابها