«حرب تموز» بعد 13 عاماً: كيف ينظر اللبنانيون إليها؟

حرب تموز
بعد 13 سنة على حرب تموز 2006 ما هي الإيجابيات التي حصدها حزب الله؟ وما هي السلبيات؟ وهل استفاد لبنان من نتائج هذه الحرب؟

حسين عطايا: ربحنا حزبا إلهيا وخسرنا وطن

يرى عضو لقاء “سيدة الجبل” الناشط حسين عطايا، أنه “بعد مرور 13 سنة على حرب تموز 2006 تغيرت ظروف وتطورت أمور كثيرة. على مستوى لبنان، ذهب ضحية الحرب ما يقارب 1300 شهيد مدني ودُمرت البنية التحتية للدولة اللبنانية، وقد تأخر لبنان عشرات السنين الى الوراء نتيجة هذه الحرب. وأظن أن حرب 2006 لم تكن حربا لبنانية صافية كما كانت الحروب التي سبقت، خصوصا إذا عدنا أسابيع سبقت الحرب، فكان وعد السيد نصرالله، أمين عام حزب الله، حيث وعد زملائه على طاولة الحوار أنه سيكون صيفا واعدا، وفجأة حدثت الحرب”.

اقرأ أيضاً: ذكرى حرب تموز التي أعطت المجد لحزب الله ففرّط به في سوريا

حسين عطايا
الناشط حسين عطايا

ويرصد “كانت نتائجها مدمرة لبعض اللبنانيين خصوصا الذين لا ينتمون إلى أحزاب السلطة، وخصوصا الجنوبيين الذين لا يتبّعون الثنائية الشيعية، فكانت التعويضات حكرا على جماهير، وممنوعة أو محجوبة عن آخرين. خصوصا إذا أخذنا بعين الإعتبار كمية “المال الحلال” التي تدفقت على السادة في حزب الله. هذا على صعيد المواطنين والبنية التحتية اللبنانية”.

ويتابع عضو لقاء سيدة الجبل ” بالقول “اما على صعيد حزب الله، فقد خرج من الحرب- حسب قول قيادته- منتصرا نصرا إلهيّا، وهذا طبعا يحمل كمية من الشحن المذهبي، وفيه المزيد من التعالي، والابتعاد عن الحقيقة، حيث كان امتدادا لخطاب الأنظمة العربية بعد نكسة 1967 حيث خسرنا الأرض، وربحنا الأنظمة”. 

فـ”حزب الله سلك الطريق نفسه، حيث خسرنا ألف ونيف من الشهداء المدنيين مع دمار البنية التحتية دمارا شاملا مع حصار المرافىء والمطار، وصدر القرار الدولي تحت رقم 1701 وحضور ما يقارب 15000عسكريا أمميّا وعددا مساويا من الجنود اللبنانيين، ولم يبق دولة في العالم، وخصوصا دول الخليج، إلا وهبت للمساعدة ماليّا، وبعد كل ذلك نعلن انتصارنا!!”.

و”بعد الحرب تطور حزب الله سياسيا حيث اتجه إلى الداخل فكانت تلك الاستدارة، حيث تحوّل الرئيس فؤاد السنيورة من رئيس حكومة المقاومة إلى رئيس حكومة غير ميثاقية بعد انسحاب الوزراء الشيعة وأتى بعدها حصار السراي والتخييم من قبل حزب الله وأتباعه وحلفائه في وسط بيروت وإقفال وسط البلد، وإقفال عشرات المؤسسات التجارية والسياحية وصرف مئات الموظفين وزيادة نسبة البطالة. يضاف إلى ذلك غزوة بيروت عام 2008 والتي أدت إلى خروج حزب الله من قلوب أكثرية نصف اللبنانيين  والعرب أيضا. حزب الله ربح لبنانيا فكسر أخصامه من جماعة 14آذار وأصبح الحاكم بأمره وصولا إلى فرض سياسته على الآخرين، فإقفال المجلس النيابي في فترة حكومة السنيورة وصولا إلى تسوية الدوحة والتي أعطته أكثر مما كان متوقعا”.

اقرأ أيضاً: حرب تموز في ذكراها: لن تعود!

ويختم حسين عطايا، بالقول “باختصار حزب الله خرج من الحرب منتصراً، بينما لبنان الوطن خسر ديمقراطيته واستقلايته، وقد خرج من الوصاية السورية إلى وصاية حزب الله، ومن خلفه إيران والتي صرّح أكثر من مسؤول إيراني بالسيطرة على أربع مدن عربية: بغداد، ودمشق، وصنعاء، وبيروت. باختصار ربحنا حزباً إلهيّا وخسرنا وطن”.

غسان جواد: توازن ردعي مع العدو الاسرائيلي والعدو التكفيري

غسان جواد
الإعلامي والمحلل السياسي غسان جواد

مقابل ذلك، رأى الإعلامي والمحلل السياسي غسان جواد، أن “الإستقرار الذي يعيشه لبنان يعود لجملة ثوابت جرى تأكيدها بعد حرب تموز 2006. والمعادلة التي حمت الاستقرار هي: ثلاثية الجيش، والشعب، والمقاومة، التي يعود الفضل إليها بحالة التوازن الردعي مع العدو الإسرائيلي والعدو التكفيري”.

يتابع بالقول: “لذلك يمكننا القول إن نتائج هذه الحرب كانت إستراتيجية بمعنى أنها اسست لمفهوم جديد في مواجهة العدوانية الإسرائيلية، ووضعت لبنان في دائرة الحماية التي تشكلها المقاومة بالتكامل والتعاون مع الجيش والأجهزة الأمنية. ويوما بعد يوم نلاحظ أن دولا أكبر من لبنان يجري استباحتها وتدميرها في حين ينعم لبنان بأمن نادر في الإقليم، واستقرار سياسي مشوب بتوترات لا تزال تحت سقف الأمن والإستقرار السياسي”.

السابق
الفساد في وزارة الصحة برسم الوزير والنائب والسيد (4)
التالي
العشاء السنوي للحركة الثقافية في لبنان