عن أطماع الممانعة وطموحاتها…

حادثة 30 حزيران الماضي التي أودت بحياة شابين لم تنته فصولاً وهي تتفاعل وتحذير الحزب الإشتراكي من تكرار ذيول حادثة تفجير كنيسة سيدة النجاة التي أدت إلى دخول سمير جعجع إلى السجن لمدة 11 سنة وأن وليد جنبلاط ليس سمير جعجع، رسالة كبيرة.

الجيل الجديد لم يعش كافة مراحل الأزمة في لبنان والتي بدأت في العام 1975: قبل احتلال سوريا للبنان بالكامل في 13 تشرين الأول 1990، اعتبر القادة السوريون أنهم أخضعوا الأوساط الإسلامية اللبنانية بالكامل وعلى مراحل.

بدأ هذا الإخضاع باغتيال كمال جنبلاط وتتابعت فصوله باغتيالات متتالية لشخصيات اسلامية بارزة ومنها الصحفي سليم اللوزي ونقيب المحررين رياض طه والنائب ناظم القادري والمفتي حسن خالد، وبتهجير شخصيات أخرى ومنهم صائب سلام وتقي الين الصلح. في عملية 13 تشرين الأول التي ازاحت فيها العماد ميشال عون من قصر بعبدا ووزارة الدفاع في اليرزة أخضعت سوريا جزء كبير من المسيحيين بالقوة (ومع الأسف هم خاضعين اليوم طوعاً) فبقي سمير جعجع عائقاً أمام سيطرتها الكاملة وهو ترشح لرئاسة حزب الكتائب في العام 1991 فأتى تفجير بيت الكنائب في الصيفي في كانون الأول 1993 في محاولة لإتهام جعجع به كونه لم يفز في الإنتخابات الحزبية، ثم أتى تفجير كنيسة سيدة النجاة في شباط 1994 الذي اتهم جعجع به حيث تبين فيما بعد أنه عمل مخابراتي سوري – لبناني لزج جعجع بالسجن 11 سنة.

بذلك أكمل النظام السوري سيطرته على لبنان واستكملها فيما بعد بخطف المسؤول الكتائبي بطرس خوند وإخفائه حتى هذه اللحظة.

 وعند صعود رفيق الحريري الذي طمح بالنهوض بلبنان بكافة طوائفه بدا أن الشارع المسلم في لبنان يستعيد عافيته ويشكل خطراً على مشاريع سيطرة على لبنان تتجاوز سوريا لتشمل إيران، فاغتيل الحريري وبعده شهداء ثورة الأرز وها هي المحكمة الدولية اليوم تستعد لإصدار أحكامها في هذه الإغتيالات.

تحذير الحزب الإشتركي من تكرار ذيول تفجير كنيسة سيدة النجاة، أي عزل أو الإيقاع بوليد جنبلاط رسالة كبيرة وهو تحذير يعني أن الذين لم يخضعوا بعد لما يسمى بمحور الممانعة هم مهددون.

 المشكلة في الممانعين وفي كافة من حاول السيطرة على لبنان هي أنهم أساؤوا تقدير قدرة اللبنانيين على الصمود والإستمرار.

أما االلاعبين بهذه اللعبة من وزراء وغيرهم فهم أحجار على لعبة الشطرنج ولا يحرز تسليط الأضواء عليهم. سوريا البعث حاولت وفشلت وها هي تكرر المحاولة اليوم مع الإشارة إلى أن نصف سوريا لا يسيطر عليها نظامها، وها هي إيران تحاول أيضاً ومنذ ثلاثة عقود، وها هي اليوم على شفير أزمات داخلية وإقليمية كبيرة، والمؤسف أن التسويات التي حصلت رئاسياً وحكومياً هي خضوع لمحور الممانعة ومع ذلك.

 لن تكتفي الممانعة بالتسويات بل تريد أن تذهب إلى أبعد من التسويات، وهذا لن يحصل لأن الرياح العالمية والعربية والإقليمية لا تجري بما تشتهيه سفنها ولأن معظم الشعب اللبناني سئم من هذه المحاولات ومن السلطة الفاشلة التي يتكل عليها الممانعون.

السابق
تفاهم أميركي ـ روسي في سوريا لإضعاف إيران ومحاربة «القاعدة»
التالي
بيان مصري بشأن تحركات تركيا في البحر المتوسط