الروائح الكريهة في الضاحية مشكلة تشتد مع كل صيف

من يدخل ضاحية بيروت الجنوبية من مدخلها الجنوبي الموازي للحدود البحرية للمطار يتنشق بعمق روائح مخلفات روث البقر والصرف الصحي الثقيلة هناك في مشكلة لم تعرف بلديات الضاحية حلاً لها منذ إنشاء المدرج البحري للمطار وحتى هذا اليوم.

تكاد الرائحة الكريهة أن تقتل بعض مرضى الأمراض التنفسية والصدرية والتحسسية والربوية الذين يعبرون المدخل المذكور ذهاباً وإياباً أو يسكنون في الجوار، حتى أن البعض تعرض للإغماء أثناء عبوره بسيارته المدخل المذكور دون أن تتحرك بلديات الضاحية المسؤولة لحل هذه المعضلة القابعة على مدخل الضاحية الجنوبي منذ ثلاثة عقود ورغم تكلم بعض أقطاب السياسة فيها مراراً وتكراراً!

وليست هذه هي المشكلة الوحيدة المتأتية من الروائح الكريهة علماً أن عطر هذه المشكلة يتوزع في مجمل أحياء الضاحية مع هبوب الرياح ليتضرر منه جُلُّ أهل الضاحية، فليست المشكلة المذكورة هي الوحيدة، بل مجاري الصرف الصحي في كل أحياء الضاحية تشتد روائحها مع كل صيف بسبب عدم هطول الأمطار التي تساعد بدورها في الشتاء على الحد من هذه المشكلة.

اقرأ أيضاً: إلى متى طرقات الضاحية تعاني من الحفريات والجُوَر ؟

 والمطلوب من بلديات الضاحية تسيير ناقلات مياه في فصل الصيف وذلك من مياه البحر النظيفة وضَخِّها في مجاري الصرف الصحي في كل أسبوع كحد أدنى كما تفعل بلديات الدول التي تحترم نفسها للقضاء على هذه الروائح التي تضر بالصحة والبيئة والسياحة في آن معاً، هذا إن لم نقل على البلديات القيام بحملة تنظيف فصلية لمجاري الصرف الصحي للحد من هذه المشكلة، ولكن بلدياتنا لا تعرف إلا جباية الرسوم البلدية دون تقديم الخدمات وتأدية الواجبات الملقاة على عاتقها، وهذه الآفة تستشري يوماً بعد يوم دون معالجة حقيقية!

اقرأ أيضاً: مياه الضاحية تهدرها القساطل المهترئة وتختلط مع الرمال!

 يضاف إلى كل ذلك أن مستوعبات النفايات المتوزعة في الأحياء السكنية تكفي وتفي في نشر الروائح الكريهة إلى حد لا يطاق في بعض أحياء الضاحية الضحية، خصوصاً وأن عُمَّال شركةCity blue يلقون كمَّاً لا بأس به من فضلات النفايات من الحاويات أثناء إفراغها لتتوزع هذه الفضلات في مختلف الشوارع في كل ليلة أثناء عملية جمع النفايات في كل ليلة لتتأصل الرائحة الكريهة من نفايات عتيقة لأيام وأيام في كثير من الشوارع والأزقة، هذا ناهيك عن روائح الحيوانات والجرذان الميتة التي تجتاح العديد من الأحياء في ضاحية الإباء!

 ولا يسع المسؤولين العلم بذلك لأنهم لا يتحركون بين الناس ليروا بأعينهم ما يجري لو أردنا أن نحسن الظن بهم. فهل بهذا الإهمال نُحصِّن المجتمع المقاوم ونفي بالوعود الانتخابية المجيدة؟

السابق
هادي مراد يخوض «حرب الجسد» شِعراً في ديوانه الجديد
التالي
روحاني: الأعداء يريدون تيئيس الشعب من مستقبل إيران