هادي مراد يخوض «حرب الجسد» شِعراً في ديوانه الجديد

حرب الجسد
يخوض الشاعر والطبيب اللبناني الدكتور هادي مراد "حرب الجسد"، شِعريّاً في ديوانه الجديد، الصادر حديثاً (في طبعة أولى 2019، من منشورات "شركة المطبوعات للتوزيع والنشر" في بيروت/ الجناح/ مبنى مجموعة حسين الخياط). تحت عنوان: "حرب الجسد".

وفي توقيع للشاعر الدكتور محمد علي شمس الدين (يخصّ هذا الديوان من جملة تواقيع أخرى لعدد من الكُتّاب يحملها الغلافُ الأخير) يقول مُلْمِحاً: ” يُظهر الشاعر في “حرب الجسد”، تلك العلاقة الملتبسة بجسد المرأة القائمة بين العبادة والانتهاك، وهو يُقارع هنا المحرَّم والدِّين، والتَّابو الاجتماعي والتّاريخي والأسرار المحيطة بجسد المرأة في ما هو مطرح الحُبّ والخصب، ومطرح اللذّة والموت، ومطرحٌ للحُبّ والمكابرة في وقت واحد”.

وقد قدَّم لهذا الديوان، الكاتب أحمد رمضان. وتحمل صفحة الغلاف الأول العبارة التالية التي جاءت بمثابة عنوان فرعيّ لـ”حرب الجسد”: “لا تقترب منّي أنا لك مُحْرَمٌ”.

اقرأ أيضاً: «حكايات من قصر منصور» وعن حزب الله… لشريف الحسيني

وتتوزع قصائد الديوان على سبعة أقسام، ستة منها هي جبهات حرب الشاعر هنا، وهي: “جبهة الماضي”؛ و”جبهة الشهوة”؛ و”جبهة العِصيان”؛ و”جبهة العفّة”؛ و”جبهة الهرب”؛ و”جبهة المستحيل”؛ على أن القسم السابع، الذي أعلنه الشاعر “هُدْنة”، هو عنوان تنضوي تحته قصيدة واحدة مطوّلة، وهي القصيدة الأخيرة في هذا الديوان.

وهنا نصّ التقديم الذي جاء تحت عنوان: “هادي مراد… صِيتُ خيرٍ ذائعُ”

… على وقع حوافر أبجديته، يختال القصيد مقتنصاً من وُريقات عابثات بتفاصيل الجسد… وعلى قاعدة الاستثناء، يُباحُ له ما هو مُحرَّم على الآخرين من فكر خصب وفير، وصراط لغوي قويم…

إنه ذاك الرشيد الذي رفع منسوب السحر في إنتاج الكَلِم، فحقق ثروة تذوب على الشِّفاه، ويستسيغُها الوِجدان حدّ الانشراح…

مثله كمثل النجم، إنه به اقتديت… فحتماً قد اهتديت… هو الذي يمنحك متعة الإقامة في ثنايا حروفه المتألقة شعراً، والمتدفقة ترصيعاً حتى الغزارة… فحسبك أن تكون قارئاً لشعر حاكه الطبيب النابض حياةً “هادي مراد”.

هادي… الذي يتخذ  من دون العالمين حجاباً، ليحذو حذو الناسكين صبابة ووجداً وهُياماً، يتقن حروب الجسد وبتفنن في ضروب المقارعة والنّزال… ويُحسن اقتناص فُرص الإلهام، واغتنام نفحات الوحي…

عهدته ناراً ونوراً؛ أنيقَ الكلمة خفيف الظل، سريعَ الخاطر، متوقد الذهن، شاعراً وحبيباً وطبيباً… وتأبى حروفي أن تصوغ كلمة “تلميذاً” لأنني لم أره يوماً متعلِّماً، ولا متلقياً بل متقدماً على أقرانه، ومتخطياً لزمن أترابه… وأن كنت لا بد متحدثاً عن ماقبيته، فهو الأخلاق إن نطقت، والمُثل إن صفت، والقيم إن تزكّت…

اقرأ أيضاً: «فنُّ القراءة»… ما يميّز نوعَنا الإنسانيّ

ومن فرطِ سخائه الأدبي، يسكبُ في ديوانه “حرب الجسد” دلاء عطائاته وإبداعاته في النّظم، ويؤسّسُ لمنظومة شعرية في مدرسة العشق السامي تنتشي بها الحواس، وتفيض بها الجوارح، وتجول فيها الذاتُ جولات اللذة.

فيا أيها الشاعر العظيم، والطبيب الجليل، لك منا خفقة قلب تُدرج في الروح، وتُفرغ فيه كل ثناء وتقدير لمن نذر عمره لخدمة الكلمة، حتى يُخصِبَ ما أجدبَ في الورى من شعرٍ ونثرٍ ولغة.

هادي مراد، أقلُّ ما يُقال فيكَ: إنك صيت خير ذائع…

السابق
من أسباب الطلاق في لبنان: راتب الزوجة!
التالي
الروائح الكريهة في الضاحية مشكلة تشتد مع كل صيف