إسرائيل ستفكك مفاعل الأمونيا في حيفا

إستطاع حزب الله خلط الاوراق الامنية والعسكرية الإستراتيجية للحكومة الإسرائيلية، مما دفع المحكمة العليا في حيفا إلى إصدار قرار نهائي يقضي بضرورة تفكيك مفاعل الأمونيا في مدينة حيفا.

تستعد إسرائيل لتفكيك مفاعل الأمونيا في مدينة حيفا الصناعية نهاية شهر تموز القادم، وذلك بعد ان نظرت المحكمة العليا في حيفا بدعاوى قضائية مقدمة من مجموعة سياسيين ومتخصصين في المجال البيئي، شددوا فيها على أن تهديدات حزب الله المستمرة بتدميرها يعد عاملا حاسما للتخلص من المنشآت الكيماوية في منطقة تعج بمئات الآلاف من السكان.

وقد أصدرت المحكمة العليا في حيفا قراراً فرضت على المعنيين ضرورة إخلاء مفاعل الأمونيا من محتوياته الكيماوية في مرحلة أقصاها شهر تموز القادم. وتحوي المفاعل التي تديرها شركة حيفا للكيماويات على أكثر من 12 طنا من المواد الكيماوية.

ويشكل تهديد حزب الله بضرب المفاعل الكيماوية والنووية في إسرائيل عاملاً أساسياً يثير قلق الإسرائيليين من الكوارث البيئية التي قد تنجم عن إستهداف منشآت كيماوية بالصواريخ، فقد هدد أمين عام حزب الله في لقاءات صحافية عدة بأن حزبه قادر على إستهداف البنى التحتية ومن بينها المعامل المخصصة لتصنيع المواد السامة.

وجاء قرار المحكمة بعد الضغوطات التي مارستها مجموعة قضاة ومحاومين وعلماء بيئة وسياسيين وصفوا المفاعل بالقنبلة الموقوتة التي تهدد منطقة حيفا ومناطق اخرى مجاورة للمدينة الساحلية.

وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن المفاعل منذ عام 2016، حظي بإهتمام دولي بعد التهديدات المكثفة التي تلقتها إسرائيل من حزب الله وإيران بتدميرها في حال إندلعت الحرب بينهما.

ويعدّ قرار محكمة حيفا، قرارا لا رجعة عنه، بعد أن كانت قد أصدرت قراراً بإقفاله في شهر نيسان الماضي، إلا ان مديري المعمل لم يستجيبوا للقرار، مما دفع المحكمة إلى منحهم فرصة إضافية تنتهي في تموز المقبل.

إقرأ أيضاً: حرب حزب الله وإسرائيل.. روسيا ترتكب الأخطاء السوفياتية

وينتج مفاعل الأمونيا، موادا كيماوية تحوي على مواد سامة وحارقة، وتصدّر إلى عدد كبير من المصانع الإسرائيلية المتخصصة في صناعة وسائل النقل والتبريد، وجاء في بيان المحكمة أن “الامونيا مادة سامة وحارقة، ويتم صناعتها في معامل قريبة من تجمعات سكانية يفوق عددها النصف مليون نسمة، ويُخشى أن يؤدي اي خرق امني أو عطل فني إلى حدوث كارثة، إلى جانب إرتفاع فرضية حدوث تسرب للمواد الكيماوية.”

وترجح الصحف الإسرائيلية أن يسبب القرار النهائي للمحكمة، ضوضاء سياسية وقضائية في حال لم يتم إخلائه من جديد. وكانت المحكمة العليا في حيفا قد أصدرت قراراً عام 2013، طلبت فيه إخلاء أجزاء من المفاعل ونقلها إلى أماكن خالية من السكن في النقب، إلا أن سبب تأخر تنفيذ القرار يعود كما تقول التقارير الإسرائيلية إلى فشل المناقصات بين وزارة حماية البيئة وشركات إسرائيلية قدمت عروضا تجارية لإنجاز مهمة نقلها إلى منطقة خالية من السكان.

إقرأ أيضاً: إسرائيل: لبنان إنخرط بمؤسسة حزب الله العسكرية

وفي المقابل أشارت اذاعة الجيش الاسرائيلي إلى حصول لقاء جمع المدير العام في وزارة المالية الإسرائيلية شاي بباد مع مسؤولين حكوميين، بحثوا فيه ملف الامونيا في حيفا، واجمع المجتمعون أن يتم تفريغ المفاعل والإبقاء على منشأة صغيرة وتجهيز مفاعل اخر في المناطق الجنوبية المحاذية لحدود الأردن.

ويشكل حزب الله أبرز تهديد للأمن القومي الإسرائيلي، مما دفع سفير إسرائيل السابق في الأمم المتحدة رون بروسر إلى القول في مقالٍ له في “وول ستريت جورنال” بأنه يحمل ترسانة صاروخية تفوق تلك التي تمتلكها مجموعة من دول حلف شمال الأطلسي.

وفي المقابل حذر مركز الدفاع عن الديمقراطية من نيّة حزب الله إستهداف تجمعات سكنية في إسرائيل في حال نشبت معركة بين الطرفيّن.

السابق
ترامب مهدد بالاقالة من رئاسة اميركا وخصومه يتحدون ضده
التالي
نهاية حزينة…