حرب حزب الله وإسرائيل.. روسيا ترتكب الأخطاء السوفياتية

تقول مجلة "نيوز ويك" أن روسيا تكرر الأخطاء التي أدت إلى إندلاع حرب الستة أيام مع مصر وسوريا.

دخل الصراع بين حزب الله وإسرائيل اعلى مراحل توتره، وترجح التفارير أن تشهد المنطقة سيناريو أعنف من حرب تموز 2006، لأن المعارك لن تتوقف على جنوب لبنان، بل ستشمل الأراضي السورية. وتقول مجلة “نيوز ويك” أن إسرائيل منزعجة جداً من مستوى المصالح المشتركة التي تجمع روسيا بإيران وحزب الله.

ويسترجع كاتب المقال جونسان سانزر، حرب الـستة أيام التي نفذتها إسرائيل ضد القوات المصرية والسورية على الحدود الإسرائيلية، بحيث أجبرت روسيا على الإصطفاف مع إسرائيل، بعد مساعيها لتحسين موقعها في سوريا ومصر، فقدم الإتحاد السوفياتي معلومات خاطئة عن تحركات القوات الإسرائيلية على الحدود المصرية والسورية، وأدت تلك المعلومات إلى تغيير مصير المنطقة، ويلمح الكاتب إلى ان روسيا قد تسترضي إسرائيل مجدداً في حال تأمنت مصالحها من النزاع السوري.

وعن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى اندلاع حرب 1967، فإن سوريا ومصر تبنيا خطاب إزالة إسرائيل عن الخريطة، وحركوا جبهات عدة من الجولان السورية وصولاً إلى سيناء المصرية، وتقول “نيوز ويك”، أن الأسباب مجتمعة دفعت إسرائيل لخوض اعتى حروبها الخاطفة، مما أدى إلى كسر علاقات روسيا والعرب.

وبعد خمسين عام، يقوم حلفاء روسيا، بممارسة الإستفزاز عينه بوجه إسرائيل، فمن جهة صعد حزب الله كثيراً ضد إسرائيل في الاونة الاخيرة، ووسع دائرة نفوذه العسكرية من الأراضي اللبنانية وصولاً إلى القنيطرة في الجولان، وتتعهد إيران بإزالة إسرائيل عبر إنشاء المزيد من المجموعات القتالية، ومن بينها فرقة “تحرير الجولان” التابعة العراقية التي نشرت فيديو حصري لها يتوعد بتحرير الجولان المحتل. وتقول “نيوز ويك” أن الوضع الراهن لم يعد يحتمل وسيحمل الجميع إلى حرب طاحنة.

إقرأ أيضاً: ما علاقة غارات مطار دمشق بزيارة ليبرمان إلى موسكو؟

وفي سيناريو شبيه لعام 1967، فإن سوريا هي مسرح التهديدات، ولكن عوامل عدة تؤجل المعركة، في وقت إكتسب فيه حزب  الله خبرات قتالية قيمة نتيجة مشاركته في سوريا، وتقوم إيران بمنحه المزيد من الأسلحة، وتقول “نيوز ويك” ان ترسانة حزب الله إرتفعت من 100 ألف إلى 150 ألف صاروخ.

 

ويقول الكاتب أن روسيا تتعامل مع سوريا كمنطقة نفوذ حصرية لها، عبر نشر القوات الجوية والبرية وربط أجهزة المخابرات ببعضها، وتجهيز الأراضي السورية بأسلحة ثقيلة. وأنشأت روسيا ساحة مشتركة لحربها بالتعاون مع حزب الله وإيران، وقد إستفادا من الغطاء الجوي الروسي في معاركهم ضد الفصائل المسلحة. وقد حاولا الإستفادة من الوجود الروسي لنقل المزيد من الأسلحة المتوسطة والثقيلة، في سعي لقلب معادلات الصراع، وأدى ما يحصل في سوريا إلى إنزعاج الحكومة الإسرائيلية، وتنفذ على إثر ذلك الغارات على مواقع عسكرية في سوريا.

إقرأ أيضاً: حزب الله لن ينسحب من الجولان

ومطلع الأسبوع الحالي، نفذت إسرائيل هجوماً على مواقع عسكرية في مطار دمشق الدولي، وأكدت المعلومات إن المواقع المستهدفة تعود إلى حزب الله وإيران، وأشارت صحيفة هآرتس أن الهجوم حمل رسالة إلى إيران بعد أن هبطت طائراتها المحملة بالأسلحة في مطار دمشق قبل يوم واحد من تنفيذ الضربات.

ويتوقف سانزر مطولاً على الخطاب الروسي الرسمي بعد كل عملية عسكرية تطال الأراضي السورية، ويقول بأن روسيا تهدد بإستمرار بأنها ستقوم بدعم الأسد بالأسلحة النوعية في حال إستمرت تل أبيب بضرب أهداف في سوريا. لذلك يعتبر الكاتب أن نقل الأسلحة المصنفة في لائحة “الخطوط الحمراء”، ستدفع نتيناهو إلى تنفيذ ضربة وقائية، ليس الهدف منها هزيمة حزب الله، بل تحجيمه، ويردف الكاتب، بأن الإتحاد السوفياتي إرتبكوا في السابق أخطاء أدت إلى حرب الستة أيام، وتكرر روسيا الخطأ عينه في الوقت الراهن.

وفي سياق متصل نددت روسيا بالغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية، ونقلت وكالة “سبوتنيك” موقف المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، فقد أكدت على ضرورة ضبط النفس والتوقف عن الإعتداء على الأراضي السورية، وذلك بالتزامن مع تداول معلومات ترجح وصول حزب الله إلى خطوطه الحمراء، التي ستدفعه في لحظة معينة للرد على الغارات الإسرائيلية المتواصلة، وإعلان الحرب.

 

السابق
متى ظهر أول مرة شعار «أسد في لبنان وأرنب في الجولان»؟
التالي
صلاحيات دستورية جديدة قد يلجأ اليها الرئيس عون لمنع التمديد!