جعجع…لتوسيع تفاهم معراب وضمّ الكتائب اللبنانية

في مبادرة للحد من التراجع الذي يدعي المسيحيون انه يصيب مركزهم في الجمهورية اللبنانية، أرسل عراب اللقاءات الصلح لدى المسيحيين سمير جعجع عدد من الرسائل التي يجب اخذها بعين الإعتبار، وكان اخرها ما أشار إليه في دعوته للكتائب اللبنانية للإلتقاء مع ما جاء بتفاهم معراب الشهير الذي جمع خصوم الحرب الاهلية.

المؤشرات السلبية تدل على الكثير وبإمكانها خلق إنحراف يثبت مخاوف المسيحيين من الخطر المتولد عن تعنت «شركاء الوطن» في اللعب ضمن ساحة رئاسة الجمهورية «المقدسة» لديهم.

يعمل المسيحيون على لملمة أوراقهم المتشعبة بين إرضاء حزب الله وعدم التسبب بإحراج إضافي لتيار المستقبل أو حتى إنتظار تبدل في موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري.

إن تشتت المسيحيين دفع الرئيس السابق أمين الجميل إلى زيارة بكركي. ما قاله الجميل للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي مليء بتلميحات تحدث عنها جبران باسيل أمام بري.

 

إلا أن الجميل أظهر تريثه في بكركي على عكس جبران باسيل الذي شرع أبواب معركة «الميثاقية» و«إهتزاز الشراكة الإسلامية المسيحية» ملمحاً إلى تفسخات إضافية تتسلل منها رائحة إنقسام مذهبي حاد يعيد نبش ماضي 1975.

يحق للمسيحيين الإنزعاج مما وصلوا إليه، وقد عبر أمين الجميل عنه عبر إستغاثته ببكركي لتفعيل دور الشريحة السيادية والرد على من يناقضون مفهوم السيادة.

ليلة أمس، رأت أوساط مقربة من حزب الله أن غيابه عن حضور جلسة مجلس الوزراء جاء لحفظ ما وجه عون الغاضب من عدم صدور التعيينات المسيحية في ادارات الدولة.

إقرأ أيضاً: جعجع يقترب من حزب الله: عون للرئاسة والحريري للحكومة

وحالياً يشحذ الحزب مساعيه للبحث عن حلول لازمة الإنتخابات علماً ان القوات اللبنانية والتيار الحر باتوا على ثقة أن الحزب غير مستعد بعد للإفراج عن الرئاسة وان كان العونيون يضمرون ما لا يستطيعون التصريح به، بعكس حليفهم اللدود جعجع.

إن إستياء المسيحيين سيزداد في المستقبل القريب مع إنتظار ما ستؤول إليه مرحلة ما بعد إنتهاء عطلة عيد الأضحى. وقد لا يجد حزب الله أو تيار المستقبل أي مخرج مناسب يخفف سخط الكتل المسيحية، مما سيجعل ما قاله باسيل يجنح كي يكون حقيقيا جداً.

الحوار

سيتضاعف القلق من الدور الذي ستلعبه القوات اللبنانية في حال إستمر جمود جليد الأزمة. واصبح بمقدور جعجع إنتهاز فرص جديدة، وهذه المرة بسحب الكتائب اللبنانية إلى حضن «تفاهم معراب»، ويبدو أن الظروف باتت مؤاتية للقيام بمثل هكذا خطوة.

إقرأ أيضاً: جعجع يعمل لتحالف يجمع عون وفرنجية ويحاكي «الجبهة اللبنانية»

وبالتناغم مع دعوة رئيس القوات اللبنانية، عبر أمين الجميل عن إنزعاج المسيحيين ودق ناقوس التحدذير من التلون في ملف الرئاسة وجاء ندائه بسياق اللغة التي يحبها جعجع والتي حصد نتائجها سابقاً في تحالفه مع عون.

بالمقابل يستعد تيار الوطني الحر للنزول إلى الشارع في خطوة تصعيدية، وبالرغم من تردد القوات في مشاركة التيار حملة إستنكاراته على فوضى ملف التعيينات العسكرية والرئاسة إلا ان القوات قادرة على قلب الطاولة مرة اخرى وتكرار مشهد «تفاهم معراب» الذي أزعج الكثيرين وأعاد خلط موازين صراع السلطة.

السابق
صور جديدة للدكتور صالح الشل بين أفراد أسرته
التالي
إلى وئام وهّاب: اعتكف أنت والصرامي والبذاءة