فرنجية: عون اعتبر أنني مثل ابنه فكيف يتحالف مع المسؤول عن مقتل والدي؟

ميشال عون في معراب
هل عادت العلاقة بين «القوات اللبنانية» و«تيار المردة» الى «نقطة الصفر؟» هذا السؤال طُرح امس، مع كشف مواقف أدلى بها زعيم «المردة» النائب سليمان فرنجية، المرشح الى رئاسة الجمهورية بدعمٍ من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، واستعاد معها «دفاتر» الحرب اللبنانية ولا سيما مجرزة اهدن (يونيو 1978) التي نفّذها حزب «الكتائب» وذهب ضحيتها والد فرنجية (طوني) ووالدته (فيرا) وشقيقته الطفلة (جيهان) والتي أصيب رئيس «القوات» الحالي سمير جعجع بجروح قبل وقوعها ما حال دون وصوله مع المجموعة المهاجِمة في حينه الى قصر فرنجية.

وأثار كلام فرنجية (احد أقطاب فريق 8 آذار والوثيق الصلة بالرئيس بشار الاسد) امام مجموعة من الصحافيين عن هذه المجرزة وغيرها علامات استفهام حول مستقبل العلاقة بين «المردة» و«القوات» بعدما كان الجانبان نجحا في العامين الماضييْن في تطبيعها من خلال لجنة مشتركة بعدما كان فرنجية وجعجع تصافحا للمرة الاولى قبل نحو خمسة اعوام في مقر الكنيسة المارونية (التقيا ايضاً في إطار اجتماعات الحوار بين القيادات المسيحية بدعوة من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي)، قبل ان يعلن زعيم «المردة» مرات عدة ان المصالحة مع رئيس «القوات» تمت وان الباقي «خلاف سياسي».
إقرأ أيضاً: فرنجية ينتقل إلى جانب السنيورة بعيداً عن رعد وباسيل
وأعلن فرنجية في معرض الدفاع عن استمرار ترشحه وعدم انسحابه لمصلحة العماد ميشال عون الذي رشّحه جعجع ليقطع الطريق على زعيم «المردة» ان «العماد عون اعتبر انني مثل ابنه، فكيف يتحالف مع المسؤول عن مقتل والدي، وصاحب التاريخ المعروف معنا؟»، مضيفاً في اشارة لملفات اتُهم بها جعجع «البعض وجد ان اطلاق ميشال سماحة جرح مشاعر كثيرين، لكن ماذا عن مشاعر فيصل كرامي وترايسي شمعون وعائلات عدد من شهداء الجيش… ألا يُفترض ان تراعى أيضا؟».

فرنجية والقوات واتفاقات
فرنجية والقوات واتفاقات

وأرفق رئيس «المردة» كلامه بالقول انه قبل نحو عام فاتحته «القوات» عبر ممثلّها في لجنة التواصل المصغرة بين الجانبين طوني الشدياق بملف رئاسة الجمهورية، موضحاً انه كانت لدى «القوات» المطالب التالية مقابل دعمه للرئاسة «ان تكون وزارة الداخلية في حصتها، والتعهد بعدم وصول (صهر عون) شامل روكز الى قيادة الجيش، وفتح حوار جدّي مع حزب الله.

واعلن فرنجية انه قبل ذهابه الى باريس للقاء الحريري، تواصل مع «القوات اللبنانية» عبر اللجان المشتركة وابلغهم أنه ذاهب للقاء الحريري وسألهم: «يللّي حكيناه بالسابق عن دعمكن إلي بالرئاسة بعدكم عليه او غيّرتو»؟، فجاء جواب معراب: «أكيد باقون عليه».
إقرأ أيضاً: ماذا قصد فرنجية من وراء اعلانه عن «الصفقة الرئاسية» مع القوات؟
ولم يتأخرّ ردّ «القوات» التي تفادت التعليق على استحضار مجزرة اهدن او اي اتهامات أخرى يمكن ان يثير الردّ عليها حساسيات خطيرة، وأكدت في المقابل انه في سياق البحث بين «القوات» و«المردة» في الشأن الرئاسي قبل نحو عام تقريباً، طُرحت فرضية ترشيح النائب فرنجية حيثُ لم تُمانع «القوات»، لكنها ربطت ذلك بمجموعة تفاهمات تبيّن خلال البحث بأن (المردة) لا يستطيع مجاراتها. وتوقف البحث بهذا الموضوع منذ حينه.

ولفتت الى انه«قبل نحو 3 أشهر، وفي سياق أحد اللقاءات الدوريّة بين الوزير يوسف سعادة من (المردة) وطوني الشدياق من (القوات)، طرح سعادة على الشدياق أنه في حال أمّن فرنجيه وصوله الى سدّة الرئاسة، فهل سيكون لـ (القوات) فيتو عليه؟ فكان الجواب ان (القوات) لا تضع فيتو على أحد لكنها تنتخب من يلتقي معها بالحدّ المقبول في برنامجها الرئاسي. اما انه قد ابلغ ممثل (القوات) بأي لقاء مع الرئيس الحريري، فهو غير صحيح على الاطلاق». اضافت:«في سياق البحث الرئاسي أيضاً، وعند الكلام عن التفاهمات، شددت (القوات اللبنانية) على أنه يهمُّها جداً موضوع قيادة الجيش ومن الطبيعي أن يكون لها رأي وازن بهذا الشأن، وليس أي شيء آخر. اما في ما يتعلق بقول النائب فرنجية ان (القوات) طلبت مساعدة لفتح حوار جدّي مع (حزب الله)، فهذا قول عارٍ تماماً عن الصحة، أولاً نظراً للأسباب السياسية المعروفة، وثانياً لو كان لـ (القوات) هذه النيّة لفعلت هي ذلك مباشرةً ولا لزوم لفرنجية ولا لغيره»، مكررة ان ترشيح عون لم يأت رداً على ترشيح فرنجية«بل أن ترشيح فرنجية قطع الطريق على أي مرشح آخر من 14 آذار أو من الوسطيين»، ملوّحة بأنه«لو لم نكن نتمسك بمبدأ المجالس بالأمانات لملأنا الصحف بما كان يدور في تلك الاجتماعات وهذا ليس من شيمنا».

(الراي)

السابق
رابعة الزيّات… رسمياً خارج الجديد
التالي
رفسنجاني ينتقد رفض ترشيح حفيد الخميني: كل ما لدينا هو من الإمام الراحل