ماذا قصد فرنجية من وراء اعلانه عن «الصفقة الرئاسية» مع القوات؟

فجّر فرنجية بالأمس قنبلة أكّدت أنّ المشكلة بين القوات والمستقبل تعود إلى ما قبل لقاء باريس، وعلى الرغم من محاولة القوات اعتبار تسريبات فرنجية انها مغلوطة إلاّ أنّها لم تنفه، مع العلم أن كل هذا يجري على وقع تحليلات بأنّ رئاسة الجمهورية في لبنان مؤجلة إلى عام 2017 أي بعد الانتخابات الأميركية.

يبدو أنّ لقاء باريس واتفاق معراب لن يفتحا الطريق أمام وصول رئيس الى قصر بعبدا، فخطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي تحت شعار «الالتزام الأخلاقي والسياسي»، كان واضحًا فإمّا عون وإمّا استمرار الفراغ.

إذاً اتضحت الصورة، فلا فرنجية بوارد الانسحاب على الأقل في المدى القريب، ولا نصرالله بوارد الضغط على حلفائه للنزول الى مجلس النواب وانتخاب عون رئيسًا، لذلك بات انتظار نصاب جلسة الثامن من شباط اشبه بالسراب.

إقرأ ايضاً: فرنجية يكشف الأوراق: القوات رشحتني… وحزب الله كان على علم مسبق!

كثيرة هي التحليلات والمعلومات التي تؤكّد أن ملف الانتخابات الرئاسية ينتظر الافراج عنه من ايران التي تتطلع بدورها الى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية في تشرين الثاني 2016، بعكس ما أراد تصويره نصرالله في خطابه الأخير أنّ إيران لا تمانع أيّة حلحلة في ملف اللبناني، خصوصًا أنّ فرنسا والفاتيكان لم يستطيعا انتزاع وعد من الرئيس الايراني حسن روحاني بحلّ الأزمة الرئاسية في لبنان ولم يسمعا منه سوى الكلام الديبلوماسي، بمعنى آخر أنّ ايران قذفت الملف اللبناني الى 2017 بانتظار تبلور الصورة في المنطقة.

ومع استمرار التعقيد في الملف الرئاسي فجّر« تيار المردة» قنبلة بوجه حزب القوات، إذ عمد فرنجية الى كشف جميع أوراقه لإحراج القوات أمام حلفائها، وقال أنّ القوات عبر ممثلها طوني شدياق عرضت عليه تبني ترشيحه مقابل أن يتعهد بعقد تفاهم معها حول دورها في السلطة يتضمن الحصول على حقيبة الداخلية وعدم وصول روكز إلى قيادة الجيش، إلا أنّه رفض.

وأشار فرنجية الى أنّه قبل أيام من لقاء باريس سألت المردة القوات: «هل ما زلتم على عرضكم فكان الجواب نعم».

إقرأ ايضاً: الحريري بمبادرته… أطعم الطعام لمن لا يشتهيه

هذه التصريحات استدعت ردًا من قبل القوات على ما اعتبرته «سلسلة تسريبات مغلوطة في ما يتعلق بالمباحثات الرئاسية بين القوات اللبنانية وتيار المردة»، فقد أصدر المكتب الإعلامي بيانًا أكّد فيه أنّه «في سياق البحث بين القوات اللبنانية وتيار المردة في الشأن الرئاسي منذ حوالي السنة تقريبا، طرحت فرضية ترشيح النائب سليمان فرنجية حيث لم تمانع القوات. وهذا أكبر دليل على حسن نيتها تجاه النائب فرنجية، ولكنها ربطت ذلك بمجموعة تفاهمات تبين خلال البحث بأن تيار المردة لا يستطيع مجاراتها. وتوقف البحث بهذا الموضوع منذ حينه».

وأضاف البيان أنّه «منذ حوالى ثلاثة أشهر، وفي سياق أحد اللقاءات الدورية بين الوزير يوسف سعادة من المردة وطوني الشدياق من حزب القوات، طرح سعادة على الشدياق أنه في حال أمن فرنجيه وصوله الى سدة الرئاسة، فهل سيكون للقوات فيتو عليه؟ فكان الجواب ان القوات لا تضع فيتو على أحد لكنها تنتخب من يلتقي معها بالحد المقبول في برنامجها الرئاسي».

وعلى الرغم من أنّ بيان القوات لم ينفِ كلام فرنجية إلاّ أنّ مستشار رئيس حزب «القوات اللبنانية» وهبي قاطيشا رأى في حديث لـ«جنوبية» أنّ «هدف فرنجية من هذا التسريب هو شيطنة القوات، وعودة للثقافة السورية في لبنان التي تحارب أي تقارب بين المسيحيين، وهي محاولة للتشويش على ايجابيات اتفاق معراب، ومحاولة لتصوير القوات وكأنّها تبيع موقع رئاسة الجمهورية وكل هذه المحاولات لن تنجح».

وهبة قاطيشا

وعن زعزعة العلاقة بين تيار المستقبل والقوات خصوصًا بعد كشف فرنجية أنّ القوات تحاورت مع فرنجية من أجل ترشيحه أثناء الحوار بين الحريري وعون من أجل الرئاسة، أكّد قاطيشا أنّ «العلاقة مع المستقبل كانت وستبقى متينة ولا أحد يستطيع توتيرها، فنحن في موقع استراتيجي وإقليمي واحد، والخلاف فقط على الملف الرئاسي ولا يتخطاه بينما تحالفنا مبني على مشروع عريض ومتفقين على أمور كثيرة».

إقرأ ايضاً: فرنجية ينتقل إلى جانب السنيورة بعيداً عن رعد وباسيل

رأى أحد المقربين من قوى 14 آذار أنّه إن صحّ ما قاله فرنجية عن عرض القوات، خصوصًا أنّ المحادثات بين القوات وفرنجية كانت بالتزامن مع المحادثات بين الحريري وعون، وعندما رشّح الحريري فرنجية ردّ جعجع بترشيح عون، سيؤدي هذا التسريب إلى شرذمة ما تبقى من 14 آذار.

وفي هذا السياق رأى الكاتب كمال ريشا في حديث لـ«جنوبية» أنّه «مهما توترت العلاقة بين القوات والمستقبل إلاّ أنّهما سيعودان للتفاهم لأنّ الطرفان لا مصلحة لهما بالخصومة، والأرجح أنّ العودة ستكون متينة أكثر من السابق لأنّ الخلاف بين القوات والمستقبل هو خلاف تكتيكي وليس جوهري أو استراتيجي».

إذًا يبقى الملف الرئاسي مفتوحا على جميع الاحتمالات والمزيد من كشف الخبايا التي تؤكّد أنّ الفراغ في لبنان سيبقى ورقة ستسخدمها الدول الإقليمية لإنهائه عندما يحين الوقت.

السابق
مجدلاني: المستقبل لا يتحمل مسؤولية التعطيل وإنما حزب الله المربك
التالي
باسيل: ندين الإعتداء على السفارة السعودية ونحرص على العلاقة معها