حوار حزب الله والمستقبل: بلا جدوى لكنه مستمر!

اقترب موعد جلسة الحوار الجديدة بين تيار المستقبل وحزب الله على وقع تصعيد سياسي بلغ ذروته في التصريحات السياسية، وتوتر بين الجمهورين اقتصر «تفجيره» على مواقع التواصل الإجتماعي.

سنةٌ ونيّف على بدء الحوار بين الحزبين الأكثر خصومة في لبنان بهدفين رئيسيين منذ البداية، هما «تخفيف الإحتقان السني – الشيعي في الشارع»، بالإضافة إلى النقاش حول موقع رئاسة الجمهورية، إلاّ أنّ ما حصل في الأسبوعين الماضيين أفرغ الحوار من مضمونه. أكثر من 25 جلسة حوارية والفراغ الرئاسي لا يزال مستمر مع تمسك حزب الله بترشيح النائب ميشال عون للرئاسة، ورفض التسوية التي طرحها الرئيس سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية، مما يعني أنّ الفراغ مستمر لأجل غير مسمى.

اقرأ أيضاً: لماذا يخاف حزب الله من «استفتاء عون» الرئاسي؟‎‏

أمّا الإحتقان المذهبي الذي من أجله تعقد جلسات الحوار، بالأمس اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي بين جمهوري حزب الله والمستقبل، فالجمهور الأول أطلق هاشتاغ #الحرامي_المقبور_رفيق_الحريري مما استدعى ردًا من جمهور المستقبل الذين أطلقوا وسم #نصرالله_قاتل_الأطفال، هذا الصراع الذي اقتصر على مواقع التواصل الإجتماعي يعكس صورة الإحتقان الحقيقية للشارعين. فما هي جدوى استمرار الحوار طالما الحزب يرفض أي مبادرة رئاسية، والاحتقان المذهبي في أوجه والتصريحات السياسية نارية؟

نائب كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد فنيش أكّد في حديث لـ«جنوبية» أنّ «الحزب مستمر في الحوار، لأنّ الحوار منهجمحمد فنيش الحزب في التعاطي والتواصل مع الأطراف السياسية في الداخل اللبناني، والخلاف في الحياة السياسية هو طبيعي» ورأى أن «الحوار أثبت إيجابيته من خلال التواصل، والاستماع الى آراء بعضنا البعض حتى ولو استمر الخلاف» ورفض فنيش اعتبار كلام تصريح النائب محمد رعد الأخير بالتهديدي بل هو كلام سياسي، وشدّد أنّ «الطرف الآخر هو من يصعد ضدّ الحزب ليس بكلام سياسي فقط بل بشتائم واتهامات وتصريحات سوقية وتحريضية، ومن الطبيعي أن نردّ بالكلام السياسي كما فعل رعد».

أمّا عن الإحتقان في الشارع اعتبر فنيش أنّ «ما يحدث على مواقع التواصل الإجتماعي هو تعبير عن الرأي، ولا يستدعي القلق» وشدّد على «أهمية الحوار بسبب الإختلاف بين التيار والحزب للوصول الى حلول مشتركة»، «فلو لم نكن مختلفين لماذا سنتحاور» ختم فنيش.

وفي المقلب الآخر رأى القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش أنّ «استمرارية الحوار مرتبطة بنية حزب الله وقف التصعيد،النائب السابق مصطفى علوش وعلى هذا الأساس سيتخذ القرار في تيار المستقبل حضور جلسة الإثنين أو وقف الحوار». وشدّد علوش في حديث لـ «جنوبية» «تمسك المستقبل بمبدأ الحوار وعدم الانجرار إلى حرب أهلية، ولأن الأمور بين الحزب والمستقبل متوترة فنحن بحاجة للحوار لكي نخفف من الإحتقان».

أوساط مستقبلية مواكبة للحوار أكدّت لـ«جنوبية» أن الحوار سيعقد، وأضافت عند بداية عاصفة الحزم وصلت التصريحات بين نصرالله والحريري إلى ذروتها ومع ذلك استمر الحوار، والتصعيد بين الطرفين لا يعني انقطاع الحوار، فإذا لم يكن هناك خلاف فلا داعي لاستمرارية الحوار.

اقرأ أيضاً: في انتحار السنّة والشيعة…

ولفتت الأوساط إلى أنّ «الخلاف والتصعيد الذي حصل بين تيار المستقبل وحزب الله على صعيد السياسي والشعبي لم يحدث في قضايا داخلية، بل على خلفية إعدام الشيخ السعودي الشيعي نمر النمر، ومؤخرًا بسبب الحصار على مضايا والزبداني أي على قضايا إقليمية، لذلك فكلما زاد الوضع الإقليمي التهابًا كلما زادت أهمية الحوار وزاد دوره والتمسك به».

 

السابق
غارة روسية على سجن في إدلب تسفر عن 39 قتيلاً
التالي
بالتفاصيل: أخطر مهربي الكبتاغون من بلدة انطلياس