لماذا يخاف حزب الله من «استفتاء عون» الرئاسي؟‎‏

ميشال عون
وإذا كانت دعوة ميشال عون إلى نتظيم استفتاء في الشارع المسيحي قد لاقت ترحيبا في هذا الشارع، إلا أنّ لحزب الله رأيا آخر لم يعبّر عنه صراحة لكنّ أقلام بعض الصحافيين المقربين منه عبرت عنه بوضوح.

يحرص حزب الله ومنذ توقيع أمينه العام السيد حسن نصرالله لورقة تفاهم مار مخايل مع زعيم التيار الحرّ الجنرال ميشال عون،على التمسّك بمكاسب هذا التفاهم وأولها الغطاء المسيحي الذي حصل عليه لبقاء سلاحه الذي أصبحت وجهته إقليمية بعد انتهاء مهمة المقاومة بتحرير الأرض من العدو الاسرائيلي عام 2000.

حجم شعبية عون في الشارع المسيحي تعني حزب الله، كما يعنيه حجم شعبية خصومه المنضوين في فريق 14 آذار وعلى رأسهم الخصم التاريخي الشرس لعون قائد القوات اللبنانية سمير جعجع.

سعى حزب الله دوما في الحكومات المتعاقبة التي شكلت منذ العام 2005 وحتى اليوم، ان تكون حصة الأسد الوزارية في معسكر 8 آذار من نصيب وزراء العماد عون عبر منحهم وزارات حيوية خدماتية من شأنها أن تعزّز شبكة المصالح المسيحيّة التي يرأسها تيّاره فتتفوّق على خدمات الوزارات التي يرأسها خصومه في تنظيمي الكتائب والقوات وغيرهما.

اليوم يقف حزب الله مربكا وقلقا بسبب ما أعلن عن قبول جعجع طرح الجنرال عون بتنظيم “استفتاء رئاسي مسيحي” بعد حوار استمرّ أشهراً بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر عقب شغور مقعد رئاسة الجمهورية بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان قبل عام، إذ يعتزم الطرفان إجراء الإستفتاء عبر شركة يثقان بها، وفق ما يؤكد مقربون منهما.

وإذا كانت تلك الدعوة قد لاقت ترحيبا في الشارع المسيحي التابع لفريق 8 اذار عبّر عنه رئيس تيّار “المردة” النائب سليمان فرنجية الذي أيّد إجراء استطلاع للرأي بشأن رئاسة الجمهوريّة “مسيحي ووطني وشفاف وأن توافق عليه أكثر من شركة”، رغم تأكيده أنّه لن ينتخب جعجع للرئاسة وإن فاز بالاستفتاء، إلا أنّ لحزب الله رأيا آخر لم يعبّر عنه صراحة، لكنّ أقلام بعض الصحافيين المقربين منه عبرت عنه بوضوح.

يقف حزب الله مربكا وقلقا بسبب ما أعلن عن قبول جعجع طرح الجنرال عون بتنظيم “استفتاء رئاسي مسيحي

فقد كتب عماد مرمل في جريدة السفير الجمعة، وهو صحافي يعمل ويقدم برنامج سياسي في تلفزيون المنار التابع لحزب الله، كتب ما نصّه: “تعتبر أوساط مسيحية، معروفة بتعاطفها مع الجنرال، ان استطلاع الرأي المقترح من الرابية يُعرّض المصالح الاستراتيجية لعون نفسه الى مخاطر مجانية، سواء احتل جعجع المركز الاول ام الثاني، إذ حتى لو كان ثانياً، فان ذلك يكفيه في الوقت الحاضر، لأنّ هذه المرتبة ستسمح له بتكريس الثنائية المسيحية، واستكمال عملية تلميع صورته وتنقيتها، في انتظار أن يرث الموقع الأول لعون في المستقبل، مفترضاً أن «القوات اللبنانية» ستكون آنذاك القوة الوحيدة المنظمة والقادرة على الاستقطاب. وتشدد الأوساط على ان خسائر الاستطلاع أكبر من أرباحه، لأن جعجع سيكون فائزاً في كل الأحوال على المديين المتوسط والطويل”.

الدعوة لاقت ترحيبا في الشارع المسيحي التابع لفريق 8 اذار عبّر عنه رئيس تيّار “المردة” النائب سليمان فرنجية الذي أيّد إجراء استطلاع للرأي بشأن رئاسة الجمهوريّة “مسيحي ووطني

إذا، فالهاجس هو”المدى المتوسّط والطويل” لعمر الزعامة المسيحية في لبنان، وهو ما يشغل بال حزب الله حسبما انتهى اليه كاتب المقال، أي مستقبل “الزعامة المسيحية”، وبشكل صريح أكثر فان ميشال عون المتقدّم في السن سوف يكرّس زعامة الأصغر سنّاً منه خصمه سمير جعجع في الشارع المسيحي نتيجة لهذا الإستفتاء ويعترف به حتى لو تقدّم عليه الجنرال بالأرقام، وتتضح الصورة أكثر في مقالة تحاكي المعنى نفسه كتبها رضوان عقيل في “النهار”، وهو قلم مقرّب من حزب الله أيضا بعنوان: “لماذا يقدم عون على تعيين ولي أوّل للعهد اسمه سمير بن فريد آل جعجع؟”.

لقاء سمير جعجع وميشال عون

لذلك نستنتج أن وراثة سمير جعجع لزعامة ميشال عون بفعل الاستفتاء الرئاسي المزمع إجراؤه هو ما يقلق حزب الله ويهدده بخسارة رصيده في الشارع المسيحي على المدى المتوسّط أو الطويل، غير أنّ الزعيمين المسيحيين اللدودين المشهورين بالعناد والمشاكسة يبدو أنّهما لن يرضخا للضغوطات الحليفة من هنا وهناك.. فما هي خطة حزب الله المقبلة وكيف سيتصرّف للحفاظ على هذا الرصيد الشعبي المسيحي الأقلّوي الثمين؟

السابق
وهاب: المسؤول عما يجري في سوريا هو من فتح الحدود لقتل السوريين
التالي
جرائم رمضان.. جنوب لبنان