مع استمرار أزمة النفايات في لبنان ها هي مدينة صور الجنوبية تتصدّر الواجهة لتدخل نادي المدن اللبنانية التي تعاني من أزمة في معالجة نفاياتها، فمدينة صور مهددة اليوم ان تغرق شوارعها بالنفايات بعد إقفال مكب رأس العين بأمر من رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وعلى الرّغم من أنّ مطلب إقفال مكب رأس العين هو مطلب شعبي منذ سنوات، ومن أجله نفّذت الإعتصامات وقطعت الطرقات لما يسببه من أضرار بيئية وصحية بسبب قربه من البحر وبرك رأس العين التي تروي أهالي صور والجوار، إلاّ أنّ الرئيس برّي وبحسب مصدر مطلع في مدينة صور أجبر الأهالي أكثر من مرّة على فك إعتصامهم وإعادة فتح المطمر، مع الوعود لتأمين البديل أي مطمر صحي. إلاّ أنّ كل ذلك لم يتحقق وبقي مكب رأس العين العشوائي الذي تحول إلى جبل من النفايات، مركزًا لنفايات صور وللعوادم التي تنتج عن معمل عين بعال في صور لفرز النفايات.
ويبقى سؤال أهالي صور اليوم، لماذا اتّخذ الرئيس بري هذا القرار قبل ان يتبيّن وجود بديل؟ خصوصًا أنّ بلدية صور تبحث منذ فترة على قطعة أرض لتحوّلها إلى مطمر للنفايات…ولكن بحسب معلومات مؤكدّة أنّ قرار بري جاء على خلفية التحركات التي بدأت في صور تزامنًا مع تحركات المجتمع المدني لبنان، إضافة إلى بادرة حسن نية منه تجاه مطالب الأهالي.
ويذكر أنّ مكب رأس العين ليس المكب العشوائي الوحيد في قضاء صور، فأكثرية بلدات القضاء تنتشر فيها المكبّات العشوائية، وعلى الرغم من وجود معمل عين بعال لفرز النفايات إلاّ أنّه لا يستوعب كميّة النفايات التي تخلّفها المنطقة. فهل ستغرق صور وجوارها في النفايات كما باقي المناطق اللبنانية، أم ستجد بلدية صور حلاً سريعًا لهذه الأزمة بعدما وضعت أمام أزمة لا تزال الحكومة اللبنانية تعجز عن حلّها؟ وهل سيتم إزالة المكب خصوصًا أنّ خطره لا يتوقف بمجرد وقف رمي النفايات فيه؟
بحسب مصدر موثوق وبالصور، أنّ بلدية صور بدأت برمي نفاياتها في الحديقة العامة، وهذا ما برّره عضو بلدية صور السيد سمير البواب في حديث لـ«جنوبية» أنّه «بسبب المأزق الذي تمرّ فيه البلدية حاليًا»، وأكدّ أنّ «البلدية تعمل على إيجاد حلول سريعة، مع استمرا البحث عن قطعة أرض صالحة كمطمر» وكشف أنّ «هناك دراسة على مستوى عال يعدّها مختصون من أجل الحصول على تمويل من قبل البنك الدولي..» وأكدّ أنّ «البلدية تحاول إيجاد البديل عن مكب رأس العين حتّى قبل إقفاله».
واستنادًا إلى كلام عضو رئيس البلدية السيد بواب، في ان البلدية تعمل من أجل إيجاد حلول صحية وبيئية، ولكن هذه الحلول وبحسب ما هو معلوم من قبل الجميع بحاجة لمدّة زمنية ليست بقصيرة، وبالتالي ستتعرض المدينة وجوارها إلى أزمة بيئية لا تقلّ ضرراً عن ما ينفثه مكب رأس العين.
وفي هذا السياق كشف مصدر موثوق أنّ «بلدية صور تبحث فعلاً عن قطعة أرض لتحوّلها إلى مطمر، ولكنه لن يكون أبدًا مطمرا صحيّا، بل على طريقة حفر التراب ودفن النفايات فيها. أي جبل نفايات جديد شبيه بمكب رأس العين».
كذلك أكدّ المصدر أنّه لا يوجد قرار حتّى الساعة بإزالة مكب رأس العين الذي يسبب الأمراض والأوبئة لسكان قضاء صور.
