تعليقا على هدم حزب الله لمسجد “عين الحورانية” في مدينة النبطية حي البياض من أجل اعادة بنائه كمجمع ديني تابع لمجمعات الحزب إسوة بما يقوم به في المدن الشيعية، وبعد أيام من لقائه بالشيخ نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله الذي كان قد زار النبطيه والتقى به، قال إمام النبطيّة الشيخ عبد الحسين صادق في خطبة الجمعة:
“ان هذا المسجد هو معلم تراثي لمدينتنا مرتبط بذاكرة أجيالها وماضيها الجماعي الحميم، وأي مشروع يخصّه يعني أبناء المدينة جميعهم وليس فردا أو فريقا وحده…لذا وبإسم ابناء مدينتي الذين أعلم محبتهم وأبادلهم إياها ومن الموقع الديني الذي يلزمنا الاهتمام بشؤون مدينتنا الدينية، أدعو الكرام القائمين على مشروع توسعة المسجد الى لقاء نعقده سويا لتعدّل على التصاميم الهندسية بما يعيد المسجد الى سابق جماله التراثي …ونحن سنموّل باذنه تعالى كل الكلفة الاضافية التي تحقق هذا المطلب”.
وبذلك يكون امام النبطية الشيخ صادق وبعد تفاهم على ما يبدو مع قيادة حزب الله وتراجع منها عن تشييد المجمع المذكور، قد عرض مبادرته لتعديل مشروع ترميم حي البياض القديم بما يُعيد الوجه التراثي للمسجد، وهو المطلب الذي يؤيّده اغلبية فيه اهالي المدينة الذين استغربوا عملية جرف المسجد التراثي المذكور من قبل حزب الله دون الرجوع لأحد ولا حتى للمسؤول عن الوقف مفتي النبطية وامامها الشيخ صادق.
ويذكر أن حزب الله شيّد في أحياء مدينة النبطية عددا من المساجد والمجمعات التي تحوي أيضا حسينيات ومكتبات وغيرها، وهو لم يكتف بذلك، حتى ان هذا المسجد التراثي الصغير في حي البياض اعتبره ملكا له وتصرّف بالأمر هدمه واعادة بنائه كما يريد.
ويواجه رجال الدين المستقلين والأعيان والوجهاء في الجنوب ما اصطلح على تسميتة بفعل “المصادرة “، وهي التي يمارسها حزب الله بحق هؤلاء الذين يفتقرون للدعم المالي والنفوذ السياسي المحلي والدّولي الايراني الذي يتمتع به الحزب.