من هو المجرم الحقيقي الذي اغتال الشيخ بلعوس؟

بعد بدء الثورة السورية عام 2011، برز رجل الدين الشيخ وحيد بلعوس الذي ينتمي الى طائفة الموحدين الدروز، وهو خمسينيّ ذو شارب كثّ والطويل، وقد اعتبر كأحد وجهاء منطقة السويداء في جبل العرب أو جبل الدروز في سورية.

صحيح أن الشيخ الشهيد وحيد البلعوس خرج حديثا ً على الساحة الدرزية في سورية، ولم يأتِ من بيت زعامة سياسية وإنما خرج من عامة الشعب بسبب شجاعته وجرأته الثورية ضد نظام الأسد الطاغي والتكفيريين من أمثال تنظيمي “جبهة النصرة” و”داعش”.

كان يسعى دائماً الى وحدة الصف الدرزي في السويداء، ويرفض رفضا ً قاطعا ً مشاركة دروز سورية في القتال إلى جانب النظام هناك ضد الشعب السوري. أصبح لديه رجالا كثيرة مسلحة مهمتها فقط حماية جبل العرب السويداء واهلها. إلا انّه تم اغتياله منذ ايام عدة بسيارة ملغومة بالمتفجرات خلال مرور موكبه وأردي قتيلا على الفور هو ومن كان برفقته من بعض المشايخ والمارة على الطريق ايضا ً.

اقرأ أيضاً: وحيد البلعوس: بزوغ قائد لم يكمل المسيرة

السويداء السورية في جبل العرب او جبل الدروز، منبع الأسياد الشرفاء الأبطال، منبع فرسان الكرامة والعز والعنفوان، جبل سلطان باشا الاطرش قائد الثورة السورية العربية ضد الاحتلال العثماني للدول العربية، الذي اشتهر بمقولة “الدين لله والوطن للجميع”، وبالنضال والثورات واحتضانه لجميع الأحرار المناضلين الشرفاء من أمثال البطل القادم من جبل عامل في جنوب لبنان المقاوم الحر أدهم خنجر.

هذا الجبل الأشم كان على موعد مع خيانة وجبن نظام بعثي مجرم وفاجر، فبعد اغتياله الشيخ الشهيد وحيد بلعوس الذي كان دائما ينادي بالوحدة بين أطياف الشعب السوري ولا يفرق بين مسلم ومسيحي، رافضا ً على الدوام ان تكون طائفته الموحدين- الدروز الاشراف، ان يكون لهم اي دور او تدخل او حتى مشاركة في قتل أبناء الوطن الواحد من الشعب السوري تحت ومحالفة جيش النظام، خصوصا ً بعد مناشداته العديدة الى جميع ابناء طائفته الشرفاء داخل اجهزة النظام السوري وعلى رأسهم الجيش، بالعودة سريعاً الى بلداتهم وقراهم في جبل العرب- السويداء، وهذا ما نجح فيه إلى حد بعيد، ما شكل إزعاجا ً كبيرا ً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ولكن يد الغدر والخيانة والجبن التي يتمتع بها نظام الأسد الطاغي المتجبر، كانت اسرع بكثير من وطنية وعروبة الشيخ الشهيد بلعوس، وأسرع بكثير في قتل الوطنية والوحدة من اجل سورية الوطن، اغتاله هذا النظام الممانع الطائفي الحاكم بقبضة الحديد والنار، بمتفجرة كمتفجرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكعادته هذا النظام المجرم يقوم بفبركة جريمته وينسبها إلى المدعو “أبو ترابه” المثير للجدل، بعد اعترافه في انتسابه إلى تنظيم “جبهة النصرة”، وبتحليلي الشخصي “أبو ترابة” استحضر من داخل سجون النظام وأرغم على الاعتراف في اغتيال الشيخ الشهيد وحيد بلعوس، بهدف استحضار المذهبية والطائفية بين السنة والدروز.

والملفت للنظر أيضا ً عن مدى قدرة سرعة تحرك أجهزة المخابرات السورية في إلقاء القبض على من تدعي انه منفّذ جريمة التفجير بحق الشيخ، وقد ذكرني ذلك بنكتة قديمة عن المخابرات السورية بعد إلقائها القبض على الهرّ وإرغامه من خلال الضرب على الاعتراف انه أرنب.

الشيخ-البلعوس1

ليس هذا فحسب، فتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، هو تنظيم تخرج أساسا ً من كلية معتقلات وسجون المخابرات الجوية السورية، ومن باب التذكير في 20 تموز 2013 كتبت في إحدى الصحف الخليجية مقالة بعنوان “)جبهة النصرة” المولودة من رحم المخابرات السورية!)، حيث ذكرت في سياق المقالة،(هذا النظام السوري لديه خبرة في فبركة التنظيمات الراديكالية الإسلامية، مثل تنظيم “فتح الاسلام” و”جند الشام” و”عصبة الانصار” و”جبهة النصرة”، ففي اول ظهور علني للجبهة كان عام 2005، على اثر اعلان مسؤوليتها عن عملية الاغتيال للرئيس الشهيد رفيق الحريري في شريط فيديو مصور للمدعو “أحمد ابو عدس” المفبرك أصلا من قبل المخابرات السورية..).

لقد فات نظام الأسد الذي لا يحترف إلا القتل والاغتيالات، ان عقول التكفيريين من أمثال “النصرة” و”داعش“، لا تحسنان التدبير والتخطيط لجهة الأعمال الإجرامية والاغتيالات إلا من خلال الأعمال الانتحارية الإرهابية.

السابق
عناوين «مطلبية جامعة» غدا في تظاهرة 9 أيلول‏
التالي
أزمة النفايات تنفجر في صور…