مآسي طبيّة في مخيّم عين الحلوة

عين الحلوة
ظروف الحياة الصعبة ، الوضع البيئي، سوء التغذية، وغيرها، جميعها أسباب تؤدي إلى حالات إعاقة بين الأطفال في مخيّم اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة. وقد نتجت مآسي إنسانية بسبب نقص إمكانيات مركز العلاج الفيزيائي في المخيّم وافتقاره إلى فريق العمل المتخصص والدائم التأهيل.

يبدو أن الإمكانات القليلة وعدم توافر المعدات الحديثة اللازمة، تجعل مركز العلاج الفيزيائي للأطفال، الوحيد في مخيم عين الحلوة قاصراً عن تقديم خدماته المجانية إلى جميع الأطفال المعوقين الذين بحاجة إلى إهتمام خاص.
س.م. هي صبية بلغت من العمر نحو 15 عاماً تحضرها والدتها إلى المركز ثلاث مرات أسبوعياً للعلاج بسبب إصابتها بشلل دماغي: “تتلقى إبنتي العلاج لمدة ساعة كل يوم علاجي، أهتم بها منذ ولادتها وقد نظمت حياتي اليومية بحسب حالتها حتى لا يتأثر مسار حياتنا”، تقول والدة الطفلة المريضة . أما م.ح.، المصابة بتشوه خلقي، فإن المركز يعالجها 3 مرات أسبوعياً بحسب الإمكانات المتوفرة يتابعها و يوصى بإجراء العمليات اللازمة لها.
هاتان الحالتان نموذج عن 400 حالة يتابعها المركز المذكور في مخيم عين الحلوة والجوار بينها نحو ست حالات تتابع في المنازل/ إلا أن عدد الأطفال الذين بحاجة إلى علاج يفوق هذا العدد بكثير.
تقول مديرة إدارة المركز لطيفة الصالح في حديث لـ”جنوبية”: “إمكانات المركز لا تتيح لنا علاج جميع الأطفال المعوقين الذين بحاجة إلى علاج فيزيائي. نكتفي حالياً باستقبال 400 طفل، لأنّ فريق العمل الموجود مؤلّف من ثمانية أشخاص فقط ولا يستطيع استقبال المزيد. وتقود الفريق الإختصاصية في العلاج الفيزيائي سميرة ديب. يضاف إلى ذلك أن مكان المركز بحاجة إلى توسيع وتأهيل كي يستمر العمل فيه وتقديم المزيد من الخدمات. وأخلص إلى القول إن المركز حالياً لا يلبي إحتياجات الأطفال المعوقين في مخيم عين الحلوة بـأكملهم”.
و تشرح الإختصاصية سميرة ديب مراحل العلاج لـ”جنوبية”: “نستقبل الطفل، نشخص حالته، وأحياناً نحوله إلى أطباء أخصائيين لمزيد من التشخيص ووصف العلاج الفيزيائي المطلوب وبعدها نضع خطة للعلاج. ونكلف الأشخاص المعنيين بمتابعة علاجه، وأحياناً تمر حالات لها وضعها الخاص الذي يتطلب علاجاً خاصاً”. و تضيف ديب: “نستقبل حالات خفيفة ومتوسّطة الخطورة وصعبة ، وأحياناً نعجز عن معالجة بعض الحالات لغياب المعدات اللازمة . فنعتمد إلى بدائل، وبعض الحالات نحولها إلى مراكز أكثر تطوراً”.
و توضح الصالح العلاقة مع مراكز أخرى بالقول: “لقد بنينا علاقات مع مؤسسات شبيهة أو دورها يتكامل مع دورنا للتعاون، بعضها داخل المخيم و البعض الآخر خارج المخيم”. وعن الحالات التي تعالج فيزيائياً في المركز، تقول ديب: “نحن نعالج الأطفال المصابين بشلل دماغي، تشوهات العمود الفقري، الإعاقات الحركية النطق و قليلاً من المصابين بمر ض التوحد. وهذه الحالات في حاجة إلى فريق عمل يتأهل بشكل دائم وخصوصاً أن فريقنا يتكون من متطوعين، و الإستعانة بأخصائيين من خارج المخيم يلزمه إمكانات غير متوفرة لدى المركز حالياً”.

و يشرف الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية على مركز العلاج الفيزيائي للأطفال المعوقين ويؤمّن مصاريفه بحسب الإمكانات المتوفرة: كما تقول الصالح.
فهل يسعى الإتحاد لتطوير موارد المركز وتوسيعه وتأهيله لينفذ المطلوب منه، أم يكتفي بما هو يقدمه حالياً؟

السابق
مجلس الأمن يحض على تعزيز الحملة ضد «داعش»
التالي
في ذكرى داني شمعون: الموت عادل أما القتل فظالم