مارديني لـ«جنوبية»: ارتفاع الدولار مستمر .. وهذا هو دور «المركزي» والمصارف!

باتريك مارديني
على وقع التسليم والتسلم بين مجلس نيابي سابق وآخر جديد، فرض الدولار حضوره "الصارم"، فاتخذ عودة "نارية" جعلته في صدارة أزمات خفت وهجها قرابة الشهر.

يتجه سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية نحو ارتفاعات متتالية، لامست حدود ال 32 ألف ليرة، بعد “ثبات” على مستوى 26 ألف ليرة ،كانت مهمته تمري الإستحقاق الإنتخابي.

اقرا ايضا: الدولار الاسود «طاير».. ويقترب من عتبة ال 32 الفا!


هذا المنحى التصاعدي لن يتوقف وفق ما أوضحه الخبير الإقتصادي باتريك مارديني ل”جنوبية”، مشيراً الى ” أن اتجاه سعر صرف الدولار صعوداً مستمر، وغير الطبيعي هو ثبات سعره ما بين 25 و 26 ألف فترة ما قبل الإنتخابات”.
ولفت الى” أن سبب هذا الاستقرار هو تدخل المركزي، عبر ضخ السوق بالدولار من خلال التعميم 161، وهذا يستنزف ما تبقى من أموال المودعين بما يسمى بالتوظيفات الالزامية للمصارف لدى مصرف لبنان، وهي دولارات للمودعين أَو ما تبقى منها، فيستنزفهم ويخسرهم لكي يثبت سعر الصرف، وهذا يعني العودة لسياسة ما قبل العام 2019 أي خسارة دولارات الناس على تثبيت سعر الصرف”.
واعتبر مارديني أن ” هذه السياسة غير مستدامة ولدت في العام 2017 ، وكان متوقعاً بعد الأزمة أن تتهاوى وهذا الذي حصل”.
وأوضح أن” عودة الأزمة بعد الإنتخابات متوقعة، لأن المركزي لا يستطيع صرف دولارات إلى ما لا نهاية، وإذا أوقف الضخ فمن الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى عودة الدولار لمساره التصاعدي الطبيعي”.
وعن الإرتفاع المتتالي للدولار، شدد مارديني على أن “السبب هو عدم الثقة بالليرة اللبنانية، فهناك هروب من الشعب اللبناني منها، إذ يسارع إلى تحويلها إلى دولار لأن ثقته بالليرة مهزوزة، و الناس خائفة من تغيير الودائع وبالتالي تحويل الدولارات الى ليرة ، و هذا في حال حصوله سيؤدي حتماً إلى انهيار إضافي بسعر الصرف”.

عودة الدولار الى الارتفاع متوقعة وطبيعية


وأكد على أن ” الناس ليس لديها ثقة بسياسة المصرف المركزي ولا بالمصارف والقطاع المالي، ولا حتى بالوضع السياسي في البلد المرجح أن يدخل على تعطيل وتتوقف عملية الإصلاحات ، ومنها الإتفاقية مع صندوق النقد الدولي”.
وجزم بأن “انعدام الثقة النقدية والمالية والسياسية تجعل الناس يحتمون عن طريق الهروب من الليرة إلى الدولار، وهذا ما يجعل سعر صرف الدولار يرتفع”.

ثقة اللبنانيين بالليرة مهزوزة و خوف من تغيير الودائع


وشدد مارديني على أن “الحل يكمن إما بتأمين استقرار نقدي وسياسي ومالي في البلد، وحينها حكماً سيتوقف انهيار سعر الصرف ، وإما أن نفصل سعر الصرف عن هذه المشاكل الاقتصادية والنقدية والمالية والسياسية عن طريق انشاء مجلس نقد، بانتظار ايجاد حلول لكل المشاكل “.

الناس يهربون من الليرة عبر تحويلها للدولار والأزمة تتجه نحو التعميق


وأكد أن ” إنشاء مجلس نقد يجعل من الليرة نسخة طبق الأصل عن الدولار، ويغطي الليرة مئة بالمئة باحتياطي الدولار، وبالتالي لا تعود قيمتها مرتبطة بالاقتصاد اللبناني وإنما مرتبطة بالدولار الأميركي”، لافتاً الى أن ” العكس يبقي الإنهيار المتواصل مع عدم استقرار في سعر الصرف لحين حل المشاكل كافة في البلد والتي من الممكن أن تأخذ سنوات ، ما يعني المضي أكثر في تعميق للازمة”.

السابق
الثابت والمتحول في برلمان 2022 الرئاسة
التالي
«لن نشارك بها».. وكيل المطاحن يهدد: رفع الدعم عن الطحين اعدام جماعي وسنستورد من هذه الدول!