رسالة من لقمان (٢): لا لمضيعة الوقت

لقمان سليم الشيح محمد علي الحاج العاملي
ينشر موقع «جنوبية» سلسلة حوارات إفتراضية بين الشيخ محمد علي الحاج العاملي والمفكر والباحث السياسي لقمان سليم حول الساحة اللبنانية ومستجدات الداخل السياسية.

في بدايات اتصاله الثاني – وعلى طريقته المنهجية، قبل الشروع بالاجتماعات، حيث كان يحدد محاور الكلام، وكيفية إدارة أي لقاء أو محادثة، أو بمعنى آخر كان يضع خارطة طريق لكل اللقاءات والمباحثات، لذلك – بادرني في مطلع اتصاله: [مولانا: إذا بدك تحكي عن مَن قام بالاغتيال – وخلفيته وأبعاده وأسبابه – بصراحة أنا مضطر لإلغاء الاجتماع معك، ولعقد اجتماعات أكثر أهمية وجدوى الآن].

اقرأ أيضاً: رسالة من لقمان (١): اجتماع هاتفي

القاتل واضح وضوح الشمس في رابعة النهار

لقمان سليم الشيح محمد علي الحاج العاملي


ثم قال لي: [يا مولانا في بعض الأحيان الأفضل أن لا يحدد القاتل، وأن لا يعرف، وهذا شأن الكثير من الحوادث العظمى في العالم، في بعض الأحيان لا تكتشف الأمور إلا بعد مرور عقود من الزمن؛ بالرغم من أن “قاتلي واضح وضوح الشمس في رابعة النهار” لكن أي مصلحة أن نسميه ونعطيه قيمة؟! هو كذلك المرض الخبيث الذي لا يذكرون اسمه ترفعاً، والقتلة هم أقل من أن نذكرهم].

لقمان سليم الشيح محمد علي الحاج العاملي

ثمّ عرّج للاستشهاد بشواهد دينية حيث قال: [يا مولانا: لماذا الكثير من الأمور الدينية اقتضت الإرادة الإلهية أن تبقى مبهمةً؟! مثلاً: “يوم القيامة” لم يحدد في القرآن، كذلك “ليلة القدر” وفق أدبياتكم الدينية تقولون أنها مبهمة، وهكذا.
لذلك في بعض الموارد يستحسن بقاء بعض الأمور مبهمة..].

ما العمل؟!
تابع: [لا مجال لدي للاستغراق بذلك الآن لدينا “شغل كتير”.. سيأتي اليوم الذي نستفيض فيه بذلك].
وهكذا، رفض “لقمان” التحدث بأي أمر يضيّع البوصلة، ويجعلنا نتلهى بأمور جانبية، كأنه كان متفقاً تماماً مع تصريحات والدته (سلمى)، وشقيقته (رشا)..
انصبّ نقاشنا حول مسؤولياتنا المستجدة، ودورنا، وكيفية التعاطي مع الحقبة التي وصلنا إليها..

لقمان سليم الشيح محمد علي الحاج العاملي
السابق
هل ستخف طوابير بنزين؟ هذا ما كشفه البراكس عن ازمة المحروقات
التالي
رابطة المودعين تعترض: الكابيتال كونترول يستبدل القضاة بلجنة!