رسالة من لقمان (١): اجتماع هاتفي

لقمان سليم الشيح محمد علي الحاج العاملي
ينشر موقع «جنوبية» سلسلة حوارات إفتراضية بين الشيخ محمد علي الحاج العاملي والمفكر والباحث السياسي لقمان سليم حول الساحة اللبنانية ومستجدات الداخل السياسية.

في خضم متابعاتي بعض القضايا اليومية وردني اتصال هاتفي، بدايةً استغربتُه.. فعلى آخر اتصال بيننا في الأوّل من شباط 2021 قد مرّ أكثر من عام!
على خلاف عادته، حيث إنه لا يحب استعمال تطبيق “الواتساب” في الاتصالات الهاتفية، لكنّ “لقمان” خابرني: [السلام عليكم مولانا: فاضي نحكي شوي؟] بلطافته المعهودة، أجبتُه على الفور: [كل الوقت لك].


اتصل بي ليعقد معي “اجتماعاً هاتفياً” كما كان يحب أن يسميه، ذلك حينما يتعذر اللقاء الشخصي غير الافتراضي، وعندما تكون المواعيد محتشدةً..
فقد وصل لقمان إلى حيث انتقل، من دار الفناء، إلى دار البقاء، وبالرغم من أن الإنسان “لا يأخذ معه شيئاً” لكنّ الراحل اصطحب معه العديد من الملفات..


وصل إلى الدار التي وعد الله بها وهو مستبشر ضاحك فرح، وضع ملفاته جانباً، من دون أن يرتبها، كعادته الأرضية حينما كان في كوكبنا، وهو المعروف بأنّه “مفشكل” في أغراضه، بعكس فكره المنظّم، لكنّه لم يكن يحب أن يضيّع وقته بترتيب أغراضه..
ترك أغراضه مبعثرة، وتوجّه بكلّه على معالجة قضايا كوكبنا؛ بالرغم من كلّ تلك الإساءات التي لحقت به من أبناء هذا الكوكب.. مع ذلك لسان حاله مخاطباً ربه: [اغفر لهم يا الله، لإنهم لا يعلمون ماذا يفعلون].
كأنّي به يحدّثني وهو يحمل سيجاره، ويرتشف قهوته؛ إذ سألني: [هل من جديد يا مولانا في الساحة اللبنانيَّة؟] وعلى عادته لا يُقارب الموضوع بأبعاده المحلّية حصراً، لكن رغب بمعرفة مستجدات الداخل.. فما كان مني إلّا أن أجبته: [أشعر يا أستاذ لقمان بأنَّ لبنان اليوم يعيش أجمل لحظاته منذ قرن على الأقل؛ الشعب اليوم يدفع ضريبة انتاجه للطبقة الحاكمة، وولائه لها، وسكوته عنها.. فإنّ عموم الناس ليسوا ضحايا؛ بل هم مذنبون، واليوم يحصدون ما زرعوا “ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا”].


وبالرغم من كونه رغب بالاسترسال بالحديث عن الوضع اللبناني؛ لكني فضّلتُ أن أطمئن عليه، وعن وضعه، حيث وجدتُ: نبرة صوته الجهوري قد ارتفعت، وحاله على أفضل ما يرام، ومزاجه هادئ، وأفقه الأممي اتسع، حيث صار في عالم أرقى من عالمنا.
وبعد هذه الجولة السريعة، التي شملت شؤون الدين والدنيا، شؤون الآخرة والأولى؛ اتفقنا على متابعة الكلام في اتصال آخر في صباح الغد.

لقمان سليم الشيح محمد علي الحاج العاملي
السابق
بالفيديو: مجزرة أنصار تابع.. وبيان لعائلة القاتل!
التالي
الأمطار والثلوج مستمرة.. اليكم موعد انحسار المنخفض!