نصرالله «يُسقط» الإستقلال على المقاومة..ويتوعد خصومه «إنتخابياً»!

السيد حسن نصرالله
بعد ايام من كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون الباهتة بمناسبة عيد الاستقلال، ظهر أمس امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، دون سابق انذار ووجه كلمة الى اللبنانيين، وفي حين لم يحدد اعلام حزب الله مناسبة الكلمة وهي سابقة، فسّرها متابعون انها بمناسبة عيد الاستقلال، وهي صادرة عن الحاكم الفعلي غير الرسمي للبنان، وضع فيها "نقاطه" على الحروف!

خطاب الاستقلال هذا استهلّه نصرالله بمنحى هجومي قائلا “ما دام لبنان بدائرة التهديد الاسرائيلي فنحن في قلب معركة الاستقلال والسيادة، عندما يكون جزء من الاراضي اللبنانية تحت الاحتلال هذا يعني اننا امام سيادة منقوصة”، وتابع “عندما نشهد في كل يوم  التدخل الاميركي السافر في الحياة السياسية اللبنانية والانتخابات المقبلة فهذا انتقاص من السيادة والحرية”، واضاف “عندما يُمنع لبنان من الاستفادة من ثرواته النفطية والغازية هذا يعني اننا امام سيادة منقوصة”. 

اين ترسيم الحدود؟ 

وفي حين لم يفسّر نصرالله ويشرح ما يفعله من اجل المساعدة في ترسيم الحدود، للتعجيل بالافادة من من ثرواتنا النفطية، وهل ان قراره وحركة امل بمقاطعة مجلس الوزراء، ومنع انعقاده يساعد على حلّ المشكلات الاقتصادية وتمنع البلد من الانهيار ام العكس هو الصحيح؟ 

التهديد الشديد اللهجة الذي توعّد فيه بالاخذ بثأر شهداء الطيونة هو تهديد انتخابي بوجوب “عزل القوات اللبنانية”   

 عاد بلهجة المتنصل من اية مسؤولية تخصه وحلفائه الحاكمين ، ليقول ان “على اللبنانيين جميعًا أن يحافظوا على استقلالهم وإذا كان استقلالهم شكليًا أن يحولوه الى  استقلال حقيقي وكامل!!”. وايضا لم يشرح نصرالله كيف يكون الاستقلال كامل في ظل نظام المحاصصة الطائفية، الذي نهب اموال اللبنانيين، والسلاح “المقاوم” الاقوى من الدولة. 

واذ انتقد نصرالله ما أسماه  “التدخل الأميركي السافر في القضاء والسياسة والامن والانتخابات النيابية المقبلة، لم يجد حرجا بالمقابل ان يهاجم القضاء اللبناني المسيّس برأيه في قضية تفجير مرفأ بيروت، وهو لا يعتبر مهاجمته تسييسا، قائلا: ان قاضي التحقيق طارق بيطار تقف الكرة الارضية خلفه، متسائلا “هل يوجد في القضاء اللبناني قاض يجرؤ على اتخاذ قرار بتنحية القاضي العدلي في ملف مرفأ بيروت”! 

تهديد انتخابي للقوات اللبنانية 

واستعرض نصرالله عضلات مؤسسات حزبه، عارضا على الدولة المفلسة المساعدة في قطاعي الصحة والمحروقات، وهو يعلم مسبقا ان هذه المساعدات غير كافية، فانه عاد واطلق النار باتجاه القوات اللبنانية، من باب احداث الطيونة موجها تهديدا بأخذ الثأر من عناصرها، في حال اطلاق سراح من يتهمهم اعلام حزب الله، انهم مسؤولون عن مقتل 7 عناصر من امل وحزب الله، في حين ان كل الشهود والكاميرات يوم الحادث رصدت جنودا من الجيش اللبناني يشتبكون مع مسلحي الحركة والحزب ويطلقون النار باتجاههم. 

إقرأ أيضاً: «حرب» قضائية وحكومية مفتوحة بين «حزب الله» وباسيل..ونصرالله يفتتح الإنتخابات «مازوتياً»!

وبحسب مراقبين، فان ما لم يقله نصرالله، وعينه على الانتخابات النيابية المقبلة، التي يحرص على عدم خسارتها في ظل تضعضع معسكر الممانعة وحليفه المسيحي التيار الوطني الحرّ شعبيا وتنظيميا، فإن المقصود ليس حزب القوات، وانما تهديد الاطراف التي كانت منضوية في حلف 14 اذار، من اعادة تموضعها وتحالفها مع سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، وأبرز هذه الأطراف هي  وليد جنبلاط  زعيم الجبل، وسعد الحريري الذي ما زال رئيس اكبر كتلة سنيّة، رغم النكسات التي مني بها، بسبب وثوقه اكثر من مرة بوعود الثنائية الشيعية، ومن ثم انقلابها عليه بمساعدة التيار الحرّ، الموكل من قبل الحزب بتفشيل وتهشيم السنيّة السياسية عند الضرورة. 

خلاصة خطاب الاستقلال  نصرالله  القول ان حزب الله اصبح رمزا لاستقلال لبنان.. و معنى الاستقلال الحقيقي يتجلى حصرا بـ “المقاومة”! 

 وكان النائب عن حزب الله محمد رعد حذر من خسارة الانتخابات، وكذلك فعل المسؤول  في الحزب غالب ابو زينب، عندما انتقد جنبلاط لانه بدأ يسترجع علاقته مع القوات، والذي اعلن انه قد يتحالف معها انتخابيا كما حدث عام 2018. 

اذن، خلاصة خطاب الاستقلال للسيد نصرالله  القول ان حزب الله اصبح رمزا لاستقلال لبنان، حاله حال الجمهورية والجيش اللبناني، ومعنى الاستقلال الحقيقي يتجلى حصرا بـ “المقاومة”، التي اصبحت هي السلطة الفعلية، مع توجيه تحذيرين للقضاء، الاول: للمحقق طارق البيطار في قضية تفجير مرفأ بيروت، والثاني للمحكمة العسكرية من مغبة اطلاق موقوفين من عين الرمانه. 

اما التهديد الشديد اللهجة الذي توعّد فيه بالاخذ بثأر شهداء الطيونة، فهو ليس تهديدا عشائريا، انما هو تهديد انتخابي مبطّن شديد اللهجة لمن يعنيهم الامر، مفاده وجوب “عزل القوات اللبنانية” وعدم التحالف معها انتخابيا بعد شهور، فالتحالف الانتخابي معها في بعبدا وبيروت مثلا هو خط أحمر سيوقد الفتنة الطائفية، وخسارة الحزب وحلفائه الانتخابات، لن تكون دون ثمن باهظ يدفعه الوطن قبل الخصوم. 

السابق
فيلم «كارونا» لشادي حنا..ما أضيق العيش لولا القرية اللبنانية!
التالي
حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: قطار العصفورية!